اندريه مهاوج من باريس : اجرى وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل اتصالات مع المسؤولين الفرنسيين في طليعتهم الرئيسجاك شيراك تناولت الاوضاع العامة في منطقتي الشرق الاوسطوالخليج والملفات الاقليمية الاخرى التي عرضت على القمة العربية في الخرطوم .
وتاتي زيارة الامير سعود الفيصل الى باريسقبل ساعات من زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كونزاليسا رايس الى باريس واجتماعها بالرئيس الفرنسي كما انها تأتي غداة قمة الخرطوم . واعلن قصر الرئاسة الفرنسية ان محادثات الرئيس الفرنسي والوزير السعودي تناولت المقررات التي خرجت بها القمة . واطلع الامير سعود الفيصل الرئيس شيراك على هذه المقررات وظهر خلال اللقاء اتفاق تام في وجهات النظر بشان الملفات الاساسية مثل لبنان وعملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية ومستقبل العراق .
وحسب الملعومات فان الطرفين كانا متفقين تماما على ضرورة تنفيذ كل القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وهذا ما شدد عليه تحديدا الرئيس الفرنسي الذي اكد امام ضيفه ان فرنسا متمسكة بتطبيق قرارات الشرعية الدولية وان لا تهاون في هذا الاطار وان عزيمة المجتمع الدولي لا تعرف الوهن بالنسبة الى هذا الامر . كما اشاد بمبدأ اقامة محكمة دولية لبنانية لمحاكمة الذين تثبت عليهم تهمة الضلوع في اغتيال رفيق الحريريوارب عن ارتياحهللخطوات العملية التي بدأت تتخذ في مجلس الامن لكي ترى هذه المحكمة النور . كما اتفق الجانبان على ضرورة تشجيع اللبنانيين على متابعة الحوار الوطني بروح من التعاطي الايجابي كما اجمعا على ضرورة معالجة موضوعالعلاقات اللبنانية السورية بعيدا عن التشنج . وفي هذا الاطار علم من الاليزه ان الرئيس شيراك لا يزال على موقفه الداعي الى وقف أي تدخل خارجي في شؤون لبنان والسماح لحكومته بممارسته صلاحياتها وسلطاتها بحرية كاملة ومن دون أي ضغوط وبعيدا عن أي نفوذ اجنبيكما أصر على ضرورة تعاون دمشق التام مع المحققين الدوليين .
بالنسبة الى الموضوع العراقيفان المحادثات تناولت التطورات الاخيرة والتصعيد الامني ومخاطر الانزلاق نحو حرب داخليةوتطرقا الى موضع انسحاب القوات الاجنبيةوجدولة هذا الانسحاب كما ظهر توافق بين الرئيس شيراك وألامير سعود الفيصل على ضرورة التمسك بالحل الدبلوماسي واستكمال العملية السياسية التي بدأت في القاهرة برعاية الجمعة العربية . كما شدد الجانبان على ضرورة الاسراع بتشكيل الحكومة .
الرئيس الفرنسي والوزير السعودي كاناايضا متفقين على ضرورة عدم معاقبة الشعب الفلسطيني ومواصلة تقديم الدعم له خصوصا على الصعيد في هذه المرحلة بالذات حيث تكررت التحذيرات من سوء الاوضاع الصحية والاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها ابناء الاراضي الفلسطينية . وفي هذا الاطار كان موقف الوزير السعودي واضحا لجهة التشديد على احترام ارادة الشعب الفلسطيني وعلى معاونته في مسيرته الصعبة وعلى الحؤول دون قيام اسرائيل بمزيد من الممارسات العدائية . شيراك اعاد التاكيد على الموقف الدولي الذي يطالب حماس بنبذ العنف والاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات السابقةوذكر بموقف بلاده الرافض لمعاقبة الشعب الفلسطيني مشيرا الى البحث الجاري داخل الاتحاد الاوروبي لايجاد سبل ايصال المساعدات مباشرة للسلطة وتفادي وقوعها في يد حماس ما لم تنفذ الشروط الانفة الذكر .
خلال هذا اللقاء توقف الرئيس شيراك والامير سعود الفيصل عن الملف النووي الايراني واخر تطوراته والخطوات المقبلة في اطار معالجة هذه القضية .

اللقاء كان مناسبة للرئيس الفرنسي ليقدم الشكر للوزير السعودي على الاستقبال الحار الذي خصته به المملكة وعاهلها الملك عبدالله بن عبد العزيز خلال زيارة الدولة التي قام بها الى السعودية في بداية الشهر .