الفلسطينيون يتحدثون عن واقعهم بعد سقوط أجهزة الأمن
حماس تبسط قبضتها على غزة وسط مستقبل مجهول

عباس يكلف سلام فياض بتشكيل حكومة الطوارئ

هنية: انتصار حماس سيجعل الافراج عن جونستون اسهل

  • ردود الفعل الدولية و العربية حول الانقلاب
  • إيلاف من غزة، وكالات: يعيش قطاع غزة الذي يقطنه نحو مليون ونصف المليون فلسطيني حالة من الوجوم بعد أن سيطرت حركة حماس بشكل كامل عليه بعد سقوط كافة مقار الأجهزة الأمنية في يد عناصر كتائب القسام التابعة لحماس، والتي نجحت خلال ستة أيام كاملة من المعارك والقتال في إسقاطها واحدًا تلو الآخر، وهو الأمر الذي أصاب الجميع بالحيرة، في الوقت الذي تباينت فيه ردود الأفعال من قبل مناصري حركتي فتح وحماس، حيث اعتبر أنصار فتح ذلك انقلابًا على الشرعية الفلسطينية، بينما راح أنصار حماس يحتفلون بذلك معتبرينه تطهيرًا من الفاسدين والانقلابيين حسب رأيهم.

    وللمرة الأولى منذ أسبوع لم تسمع في غزة أصوات الإشتباكات المسلحة والأعيرة النارية، التي أطلقت فقط من أجل الاحتفالبإخراج قوات الأمن من مواقعها، كما بدأ عدد من السكان بالخروج من منازلهم بعدما حوصروا في داخلها لمدة أسبوع بسبب المعارك العنيفة التي دارت في القطاع وحصدت 113 قتيلاً.

    واعلنت حماس فجر الجمعة سيطرتها على كامل قطاع غزة، في حين رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الضفة الغربية ما وصفه بالإنقلاب العسكري وأصدر مرسومًا بإقالة حكومة الوحدة الوطنية التي تقودها حماس برئاسة اسماعيل هنية.

    مسلحون من حماس يجلسون في مكتب الرئيس ابومازن بعد الاستيلاء عليه
    وأعلن عباس تشكيل حكومة إنقاذ حالة الطوارئ برئاسة وزير المالية سلام فياض، إلا أن رئيس الحكومة الفلسطينية القيادي في حماس اسماعيل هنية رفض القرارات التي اصدرها عباس واصفًا إياها بأنها quot;قرارات متسرعةquot; ومؤكدًا في الوقت عينه أن الحكومة القائمة سوف تمارس عملها على أكمل وجه.

    وانتشر مقاتلو كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، داخل المنتدى وهو المجمع الرئاسي حيث مكاتب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، واختفت عمليًا الحواجز التي انتشرت على مدى اسبوع في شوارع غزة وتنقلت السيارات بحرية.

    ورفعت رايات حماس الخضراء التي تحمل عبارة quot;لا إله إلا اللهquot; على جميع المؤسسات الحكومية والمقار الرسمية ومقر الرئيس الفلسطيني، فيما انتشر مسلحون من كتائب القسام الجناح العسكري لحماس بعضهم ملثم وبعضهم الآخر مكشوف الوجه امام المقار الأمنية.

    وعبر أبو احمد الذي يبلغ من العمر ( 45 عامًا) لـquot;إيلافquot;، ، أنه يجهل ما حدث تمامًا، مؤكدًا أن هذا العمل الذي قامت به حماس لم يكن يخطر على بال أحد كان، وأشار إلى أن ذلك ربما يكون صحيحًا أن أخرج بعض القادة الفاسدين من مناصبهم، لكنه ليس صحيحًا بالطريقة التي أدير بها.

    وقالت سميرة وهي طالبة جامعية، :quot; انا من مناصري حماس، وما حدث خلال الأيام الماضية كان مهمًا ومطلوبًا... أعتقد الخسائر كانت كبيرة، لكنها ليست بتلك التي كبدنا اياها قادة الأجهزة الأمنية وبعض المتنفذين في حركة فتح.

    ولم تأبه سميرة بأن يعترف الغرب أو حتى العرب بالحكومة الفلسطينية في غزة او تلك التي في الضفة، وقالت :quot; المهم أننا طهرنا البلاد من الانقلابيين (حسب وصفها).

    من جانبه قال ابو خليل إن ما حدث لا يرضى الله ولا رسوله، ولا يأتي بجديد على سياسة حماس التي استوحتها من العناصر الخارجية، والذي يؤكد ويدلل على أن حماس عملت لإرباك الساحة وفق الأجندة الدولية والإقليمية، موضحًا أن هذه الأمور لن تمضي على خير وسيعلمون ذلك في المستقبل.

    اما صلاح جودة (44 عامًا) من تل الهوا في جنوب غزة، فأكد أن حماس سمت المنطقة الآن quot;تل الاسلامquot;، وأضاف: quot;ما يحدث في غزة مهزلة وعيب وهذه الخطوة من جانب حماس خطأ كبير لأنها تهدف الى تدمير ممتلكات الشعب الفلسطينيquot;.

    وتساءل: quot;ماذا ستفعل حماس على الأرض وماذا ستقول للناس؟ فتح كان فيها فساد كبير ولكن ليست هذه هي الطريقة لمعالجته، هناك طرق شرعية يجب سلوكها، واعتقد ان هذه الخطوة ستفشل في النهايةquot;.

    وقالت ام جبر (38 عامًا) من حي الصبرة بتأثر كبير: quot;حرام حرام، دمروا البلد (في اشارة الى حماس) وقتلوا الشباب، اصبحنا الآن في سجن حقيقي وحرموا أبناءنا إجازة الصيف وتقديم الامتحانات الرسميةquot;.

    في المقابل، وقف عاطف حرز الله (37 عامًا) امام مقر الرئاسة الفلسطينية مبديًا سروره quot;لأننا تخلصنا من الحرامية والخونةquot;. واضاف: quot;هذه خطوة في الاتجاة الصحيح وما يأخذه المواطنون من الاماكن التي سيطرت عليه عناصر حماس هو مغانم حرب وهذا مال حرام أصلاًquot;.

    لكن ابو سعيد (50 عامًا) الموظف والذي يقيم قرب مقر الرئاسة، أكد أن ما حدث تدمير للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني. وأضاف: quot;ستقوم الآن دولة في قطاع غزة تحكمها حماس ودولة في الضفة الغربية تحكمها فتح، لكن العالم لن يتعاطى مع دولة غزة التي ستتحول سجنًا فيه كارثة اقتصادية واجتماعية.

    وتم تفجير بعض المقار الأمنية فيما جاب عناصر كتائب القسام ملثمين شوارع مدينة غزة وهم يطلقون النار في الهواء.

    وقام مدنيون بنهب وتدمير بيوت مسؤولين في فتح مثل محمد دحلان ورشيد ابو شباك، وسمح عناصر القسام لعشرات المواطنين بدخول منطقة الشاليهات، وهي منتجع سياحي في محيط مقر الرئاسة، حيث تم نهبها بالكامل.

    ورفرفت أعلام حركة حماس الخضراء صباح الجمعة على مقرات الأجهزة الأمنية الموالية لفتح، الحركة التي طغت طوال السنوات الأربعين الفائتة على الحياة السياسية الفلسطينية.

    quot;ابو العبدquot; من مخيم الشاطئ علّق باكيًا: quot;الخونة قتلونا تحت ستار الدين، أعدموا أولادنا واعتدوا على نسائنا وابو مازن (عباس) يتحمل مسؤولية تدميرنا. نحن مقبلون على مستقبل مظلم وقاتمquot;.

    عند مدخل مقر الرئاسة، أبلغ أحد عناصر القسام الموجود على أحد الحواجز الصحافيين أن المنطقة مغلقة وسيتم فتحها quot;بعد تطهيرها من الألغامquot;.

    وحطمت صور الرئيس الراحل ياسر عرفات وابو مازن، وشوهدت شاحنات تنقل من مقر الرئاسة إلى جهة غير معلومة أجهزة وأسلحة ومعدات إضافة إلى أجهزة كومبيوتر وأثاث.

    وانتشر عناصر القسام عند جميع مداخل مقر الرئاسة وسيطروا على سيارات حرس الرئاسة رافعين عليها علم حماس.