اسلام اباد: اختار حزب الشعب الباكستاني السبت يوسف رضا جيلاني، الرئيس السابق للجمعية الوطنية الذي اعتقل خمس سنوات في ظل نظام برويز مشرف لتولى رئاسة وزراء باكستان بدلا من بنازير بوتو التي كان مساعدها المخلص حتى اغتيالها في كانون الاول/ديسمبر الماضي. وجاء ترشيح حزب بوتو لجيلاني البالغ من العمر 58 عاما والاب لخمسة ابناء بعد مفاوضات دقيقة استمرت شهرا.
لم يبدأ التداول باسم جيلاني الا قبل اسبوع الا ان ترشيحه فرض نفسه بسبب العلاقة المميزة التي تربطه بآصف علي زرداري زوج الراحلة بنازير بوتو والرئيس الفعلي لحزب الشعب الباكستاني الذي كان معه في السجن. ولا يتوقع ان يكون انتخابه الاثنين من قبل الجمعية الوطنية التي تضم 342 نائبا سوى اجراء شكلي نظرا لان حزب الشعب الباكستاني وحلفاءه يسيطرون على ثلثي مقاعد البرلمان.
ومن سخرية القدر ان يوسف رضا جيلاني سيتسلم ولايته من الرئيس مشرف الذي اتهم في عهده بالفساد وامضى خمس سنوات في السجن قبل ان يطلق سراحه مؤخرا. الا ان صديقه الحميم خواجه عدنان الذي كان هو ايضا نزيل سجن اديالا المخيف في روالبندي القريبة من اسلام اباد يؤكد ان جيلاني لا ياخذ الامر على محمل شخصي.
وقال لفرانس برس quot;يوسف رضا جيلاني ليس رجلا حقودا انه باكستاني متحمس عانى جسديا وهو يناضل من اجل اقرار الديموقراطية في البلاد. انه رجل جم التواضعquot;. ويرى بعض المراقبين انه قد لا يصبح سوى رئيس وزراء بالوكالة في انتظار ان ياخذ صديقه آصف على زردري مكانه. ولا يستطيع زرداري التطلع لتولي هذا المنصب لانه لم يكن مرشحا في الانتخابات التشريعية في حين يجب ان يختار رئيس الوزراء من بين النواب. الا انه قد يترشح عن دائرة زوجته بنازير حيث ستجرى انتخابات جزئية في ايار/مايو ما يغذي الشائعات بتعيينه مستقبلا رئيسا للوزراء.
ولد يوسف رضا جيلاني عام 1950 لاسرة تولى العديد من افرادها مهمة حراسة مزارات مدينة مولتان (وسط). وكان والده نائبا في الخمسينات الا انه لم يكن من طبقة كبار ملاك الاراضي مثل اسرة بوتو. حصل جيلاني على دبلوم الصحافة ودخل معترك السياسة في الثمانينات في عهد نظام ضياء الحق العسكري الذي اعدم والد بنازير بوتو رئيس الوزراء الاسبق ذو الفقار على بوتو.
وفي عام 1988 وبعد وفاة ضياء الحق في حادث طائرة غامض انضم الى حزب الشعب الباكستاني واصبح وزيرا للصحة ثم وزيرا للاسكان في حكومة بنازير بوتو الاولى من 1988 الى 1990. عين رئيسا للجمعية الوطنية في ظل حكومة بنازير بوتو الثانية من 1993 الى 1996.
لكن عندما استولى الجنرال برويز مشرف على السلطة في انقلاب عام 1999 واطلق حملة واسعة ضد الفساد تستهدف كبار السياسيين اتهم جيلاني بمنح وظائف حكومية الى 350 شخصا دون مراعاة القواعد المتبعة وبالتجاوز في استخدام سيارات وهواتف الوظيفة. امضى جيلاني خمس سنوات في السجن حيث توطدت صلته بآصف زرداري الذي امضى فيه ثماني سنوات. ويؤكد حزب الشعب الباكستاني ان هذه الاعتقالات سياسية الدوافع.
وقد تم التخلي على الاثر عن كل هذه الاتهامات في اطار عفو يتيح لبنازير بوتو، المتهمة ايضا، العودة من المنفى في تشرين الاول/اكتوبر 2007. وقد خلف اغتيال بنازير بوتو في هجوم انتحاري خلال لقاء انتخابي في 27 كانون الاول/ديسمبر الماضي فراغا في رئاسة الحزب اختير جيلاني لملئه.
التعليقات