ترقب لرئيس الوزراء الجديد
باكستان : أرقام قياسية تسجلها الحكومة الجديدة
عبد الخالق همدردمن إسلام أباد: أخذ تحالف حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة جناح نواز شريف والحزب الوطني القومي أول خطوة نحو تشكيل الحكومة الجديدة في باكستان نتيجة انتخابات 18 فبراير الماضي التي ألحقت هزيمة نكراء بالتحالف الحاكم السابق وبرز حزب الشعب كأكبر حزب على الساحة بإحرازه 121 مقعدا في الجمعية الوطنية وقد تم انتخاب رئيس الجمعية الوطنية ونائبه يوم الخميس؛ لكن لم يتم الكشف عن مرشح التحالف لرئاسة الوزراء بعد. وكان الشعب ينتظر آصف علي زرداري ليعلن ذلك حسبما كانت تردد ذلك الكلام مصادر حزبية ؛ بيد أنه استدعى ابنه بلاول بوتو زرداري من بريطانيا ليعلن عن مرشح رئاسة الوزراء من جانب التحالف.
ومن المثير أن التحالف الجديد قد سجل أرقاما قياسية من الخطوة الأولى ولعل الأعاجيب ستستمر إلى أن تتم عملية تشكيل الحكومة. مثلا تم انتخاب الطبيبة فهميدة مرزا التي تشبه في ملامحها بينظير بوتو إلى حد كبير كما أنها من إقليم السند إقليم بينظير بوتو إضافة إلى أنها أول امرأة تتولى رئاسة الجمعية الوطنية في باكستان بعد أن كانت بينظير بوتو أول امرأة تتولى منصب رئاسة الوزراء في العالم الإسلامي.
والأمر الثاني الاستثنائي أنه تم انتخاب فيصل كريم كندي نائبا لرئيسة الجمعية الوطنية. وقد دخل قبة البرلمان أول مرة. وهو بدوره سجل الرقم القياسي في التاريخ البرلماني الباكستاني بكونه أصغر نائب رئيس للبرلمان إذ لا يتجاوز عمره 31 سنة. وتجدر الإشارة إلى أنه وصل إلى باب البرلمان بعد إلحاق هزيمة بزعيم جمعية علماء الإسلام مولانا فضل الرحمن وذلك أيضا في دائرته الانتخابية في مدينته ديرة إسماعيل خان.
وبعد استدعاء بلاول زرداري سيصبح هو أصغر زعيم سياسي يعلن عن مرشح لأكبر منصب في إدارة البلاد منصب رئيس الوزراء. والجميع يعرفون أن بلاول يدرس في أوكسفورد ولم يتجاوز العقد الثاني من عمره إذ ولد في 21 من شهر سبتمر 1988م.
كما أنه لا يمكن غض البصر عن الرقم القياسي الذي تم تسجيله بعدد الأصوات في انتخاب رئيسة البرلمان ونائبها، حيث حصلت فهميدة مرزا على 249 صوتا. وهي تزيد على أغلبية الثلثين في البرلمان بـ 20 صوتا. ومن المثير أنه تم إدلاء 20 صوتا أكثر من أصوات التحالف الذي يشكل الحكومة في حين حصل التحالف المعارض على 70 صوتا مع خسارته 11 صوتا للتحالف نفسه.
والآن هناك تقارير عن تشكيل كتلة ضغط من جانب نواب للتحالف الحاكم السابق. وذلك ما يشير إلى تبعثر التحالف تحت قبة البرلمان كما تبخر في الشارع خلال الانتخابات. ويستنتج المحللون من هذا الوضع أن المعارضة لن تمثل أي عرقلة في وجه الحكومة الجديدة بسبب قلة عدد نوابها وضآلة شعبيتها في الشارع.
أضف إلى ذلك أن المعارضة تعاني الانشقاقات الداخلية أيضا. وقد نقلت جريدة محلية شهيرة عن مصادر موثوقة أن بعض القيادات في حزب الرابطة جناح القائد الأعظم ndash; الحزب الحاكم السابق المؤيد للجنرال مشرف- يحاول تغيير الحرس في الحزب. وقد التقى الجانبان الرئيس مشرف يطلبان تأييده لهما؛ بيد أن الجريدة أشارت إلى أن الرئيس رفض التدخل في الشؤون الحزبية وطلب من المشتكين حل الخلافات بأنفسهم.
ويرى محللون أن الخلافات في صفوف ذلك الحزب نقطة ضعف آخرى للجنرال مشرف إذ لم يكن ذلك الحزب حزبا بمعنى الكلمة؛ بل كان مجموعة من النفعيين اجتمعوا تحت لواء للوصول إلى أهدافهم المنشودة بدلا من خدمة البلاد والشعب. وليس أدل على ذلك من الاتهامات التي وجهها شودري برويز إلهي رئيس حكومة البنجاب السابق إلى شوكت عزيز رئيس الوزراء السابق الذي طار إلى حيث جاء تاركا البلاد في أزمات لم تشهدها في تاريخها.
التعليقات