تسابق الإنتخابات النيابية في آخر آذار/ مارس وتؤيد خط قوى 14 آذار
quot;أم تي فيquot; لإيلاف: عائدة قريباً... ولا صحة لملكية quot;القواتquot;

إيلي الحاج من بيروت: على رابية مجاورة لمحلة الرابية في شمال بيروت تتسارع الأشغال في ملحق لمبنى زجاجي ضخم يشرف على البحر كان في ما مضى مقر محطة تلفزيون الquot; إم.تي.في. quot; العائدة إلى البث آخر شهر آذار / مارس المقبل لتسبق موعد الإنتخابات النيابية المقبلة في 7 حزيران / يونيو المقبل بشهرين وأسبوع. هذه المحطة كانت أغلقتها السلطات اللبنانية في 4 ايلول/ سبتمبر 2002 إثر انتخابات فرعية ( جزئية على مقعد واحد شغر بوفاة النائب ألبر مخيبر ) فاز فيها مالك المحطة غبريال المر نائباً عن دائرة المتن الشمالي في جبل لبنان ثم أُبطلت نيابته بضغط من رئيس الجمهورية آنذاك إميل لحود، وعبر قرار من المجلس الدستوري الذي عطله مجلس النواب مطلع آب / أغسطس 2005، كما عطّل بعد أسبوعين حكماً قضائياً في حق الquot;إم . تي. فيquot; بإلغاء مادة في قانون الانتخابات النيابية استندت إليها المحكمة لقفل المحطة نهائياً.

وتتخذ التحضيرات للعودة إلى البث شكلاً محموما في الملحق بمبنى المحطة الأزرق، حيث يتم تجهيز استوديو واسع وحديث للأخبار وما يلزم لتعاود المحطة استقبال طاقمها والملتحقين الجدد بها في سرعة قصوى. وينفي مطلعون على تحضيرات معاودة البث لـquot;إيلافquot; ما رددته وسائل إعلام حول مشاركة في ملكية الشركة لرئيس حزب quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع سواء مباشرة أم من خلال السيد أنطوان شويري الذي يعتبر عملاق إعلانات في لبنان والمنطقة، لكنهم يقرون بأن المساهمين الآخرين متمولون يؤيدون خط قوى 14 آذار/ مارس السياسي، وكذلك أن مالك المحطة غبريال المر سيظل وأفراد عائلته مالكي غالبية أسهم المحطة.

وكان آل المر قد حولوا المحطة شركة إنتاج تبيع كليبات فنية خصوصاً، ومواد إعلامية أخرى. أما سياسياً فلم يعد ثمة مانع أو عائق على الإطلاق أمام عودة القناة التلفزيونية ، وحتى عائلياً تحققت المصالحة منذ مدة ولم يعد لدى النائب ميشال المر أي اعتراض على عودتها. علماً أن شقيقه غبريال تخلى عن طموحه إلى العمل السياسي المباشر والذي تسبب بالخلاف بينهما، وأن ميشال المر لم تعد له أي مشكلة مع قوى 14 آذار/ مارس بعدما ترك تحالفه مع النائب الجنرال ميشال عون وانتقل إلى مكان آخر خلف رئيس الجمهورية ميشال سليمان داعياً إلى تشكيل quot;الكتلة الوسطيةquot; أو quot;المستقلةquot; التي تثير غيظ زعيم quot;التيار الوطني الحرquot; النائب الجنرال ميشال عون، باعتبار أن هذه الكتلة تهدد بخفض مستوى تمثيله للمسيحيين في دوائرهم الإنتخابية الرئيسة، خصوصاً أن المر سيخوض الإنتخابات في المتن الشمالي على ما تدل كل المؤشرات متحالفاً مع الرئيس السابق أمين الجميّل وحزبه الكتائب.

لكن مراقبين لعملية عودة quot;أم تي فيquot; إلى البث يقولون إن مساهمة حزب quot;القواتquot; فيها قد تكون عبر أشخاص ثالثين غير شويري، في حين تؤكد مصادر quot;القواتquot; أن السعي إلى منبر تلفزيوني مؤيد لـخط quot;14 آذارquot; مثل الـquot;إم تي فيquot; لا يعني تخليها عن المطالبة بملكية تلفزيون quot;ال بي سيquot; ولا عن الدعوى التي أقامتها ضد رئيس مجلس إدارتها مديرها العام بيار الضاهر. علماً أن ثمة خشية من احتمال أن تطول مدة الإجراءات القانونية، فيما هي في أمس الحاجة إلى شاشة تطل عبرها وتكون بتصرفها مع حلفائها قبل الإنتخابات.

وبتعبير آخر لا يريد رئيس حزب quot;القواتquot; سمير جعجع أن يحصر إطلالته على بيئته المسيحية في قناة quot;أخبار المستقبلquot; لحليفه رئيس quot;تيار المستقبلquot; النائب سعد الحريري، فيما خصمه النائب الجنرال ميشال عون يمتلك محطته البرتقالية الفضائية الخاصة quot;أو تي فيquot;. كما لا يريد جعجع أن يكون تحت رحمة بيار الضاهر الذي ساهم في شكل مؤثر جداً عبر ال quot;أل بي سيquot; في جعل الرأي العام المسيحي يتحول بقوة في الإنتخابات الماضية عام 2005 نحو الجنرال عون الذي نجح في تصوير التحالف الرباعي الإنتخابي آنذاك بين quot;أملquot; وquot;حزب اللهquot; والحزب التقدمي الإشتراكي وquot;المستقبلquot; بمثابة إبادة سياسية للمسيحيين ودورهم في لبنان، فانتزع نحو 70 في المئة من أصوات المسيحيين. ظاهرة يقسم جعجع الذي كان في سجنه الإنفرادي آنذاك أنها لن تتكرر.

وعلمت quot;إيلافquot; أن الـ quot;أم تي فيquot; ستطعم شبكتها العامة التي كانت معتمدة سابقاً بضخ عدد كبير من البرامج السياسية اليومية ، مع ثلاث أو أربع نشرات إخبارية أساسية وجهوزية دائمة لقطع البث وتوفير تغطية مباشرة من لبنان والعالم عندما تدعو الحاجة، لتتحول بذلك quot;هايد بارك سياسيquot; كما فعلت عند مفاصل رئيسة حفرت في الذاكرة ، مثل يوم الاعتقالات اللبناني الطويل في 7 آب 2001 . كل ذلك مع المحافظة على طابعها الجاذب للأولاد والنساء والرجال. أي أنها ستكون إخبارية تقدم منوعات لطالما شكلت قوتها الضاربة في آن واحد .

ويؤكد هؤلاء أن السوق الإعلانية تتحمل محطة من هذا النوع . ويتباهون بأن أي محطة أخرى لم تحتل مكان quot;إم.تي.فيquot; في غيابها المديد، 7 سنوات، ويتوقعون أن تفيد من كونها وقعت ضحية سياسة رسمية جائرة ، والناس يتعاطفون دوماً مع الضحية ، ومن أنها ستكون منفتحة على كل التيارات والأفكار والأحزاب، في حين أن بقية المحطات اللبنانية شديدة الإرتباط والتبعية لمالكيها، فلا تترك فسحة كافية وعادلة لغيرهم {على سبيل المثال : quot;المستقبلquot; حريرية تخوض معركة حياة أو موت سياسياً . الquot;أل.بي.سيquot; لا يكف النائب quot;القواتيquot; جورج عدوان عن تكرار quot;أنها لنا وسنستعيدهاquot; وماضي ولائها لـquot;القوات اللبنانيةquot; لا يزال يطغى عليها، في أذهان الناس على الأقل . محطة quot;أن.بي.أنquot; لرئيس حركة quot;أملquot; ومجلس النواب نبيه بري ولا أحد غيره. الquot;نيو.تي.فيquot; تعطي صورة معارضة ولكن وفق ذهنية صاحبها تحسين خياط ومشاريعه وعلاقاته. quot;المنارquot; لها جمهورquot;حزب اللهquot; الخاص لا يزيد ولا يتجاوز إلى طوائف وأحزاب وذهنيات أخرى.

لهذا كله الورشة ضخمة . وتتطلع المحطة إلى تجهيزات بث تمكن من مقارنتها بالميديا سيتي في دبي . وحالياً تستطيع 30 محطة تلفزيون البث من quot;استوديو فيزيونquot; التابع لـ quot;إم .تي. فيquot;، نتاج خبرة اكتسبتها خلال مرحلة التوقف التي لم تتوقف فيها نهائيا عن العمل بل عن البث ، إذ تحولت شركة استوديوهات لتلفزيونات وفضائيات أخرى تمتهن المنوعات أساساً.ويقولون :quot;نريد عودتها صدمة ، تماماً كما كان إقفالها عملاً كبيراً في حق محطة كبيرة بعيون الناسquot;.

وسيتولى إدارة الأخبار والبرامج السياسية في المحطة الإعلامي غيّاث يزبك، بينما يتولى رئاسة تحرير الأخبار وتقديم برنامج سياسي مسائي الإعلامي وليد عبود. ولا صحة وفق ما قال متابعو عملية إعادة البث لكل ما كتب ونشر عن وجوه تلفزيونية حُجزت لها برامج في شبكة برامج المحطة، بل إن ثمة عمليات واسعة من المفاوضات المفتوحة مع كثيرين من الإعلاميين ولم يثبت منها شيء نهائي بعد.

وكان في التلفزيون العائد نحو 400 موظف تقريباً انتقلوا في غالبيتهم إلى العمل في محطات quot;الحرةquot;، quot;العربيةquot; ، quot;الجزيرةquot;، quot;إل بي سيquot;، quot;أخبار المستقبلquot;، quot;الرايquot; الكويتية، وغيرها . صحيح أن استردادهم جميعاً لن يكون متاحاً، وأنها ستحتاج إلى عدد أكبر لتطبيق رؤية أصحابها الطموحة ، لكن السوق الإعلامية عرض وطلب، وثمة دوماً إعلاميون لبنانيون يتشوقون للعودة إلى وطنهم مع أي فرصة. ولن تكون هجرة المتخصصين مشكلة متى توافرت إرادة المستثمرين والأموال التي تفك كل العقد.