بيروت: منذ إقرار قانون الانتخابات النيابية الجديد في مجلس النواب اللبناني وصدور مرسوم دعوة الهيئات الناخبة للاقتراع لمرشحيها في السابع من شهر يونيو المقبل دخل لبنان عملياً وقبل خمسة أشهر في حمى المعركة الانتخابية التي ستحسم نتائجها خيارات لبنان بشان عدد من المواضيع المطروحة. وفي هذا الاطار بدأت الاطراف السياسية بالاعداد لخوض هذه الانتخابات حيث يعمد كل فريق الى تجميع قواه وماكينته الانتخابية للانطلاق بها والمحاولة بالفوز باكبر كتلة برلمانية في المجلس النيابي.
ورأت مصادر سياسية مطلعة فضلت عدم ذكر ان الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها اذا بقيت الامور على حالها ولم يطرا اي عامل يحول دون اجرائها. واشارت الى ان كبار المسؤولين والزعماء اللبنانيين يصرون على اتمام هذه الانتخابات في اجواء امنية جيدة تواكب العملية الانتخابية مع التاكيد على التنافس السياسي الديمقراطي. وبدأت حمى المعركة الانتخابية في عدد من المناطق لاسيما في اامناطق ذات اللون المسيحي في زغرتا وبشري والبترون والكورة في الشمال واقضية جبيل وكسروان والمتن وبعبدا في جبل لبنان وزحلة في البقاع.
وتوقعت المصادر ان تشهد منطقة الجبل الشمالي معارك انتخابية نظرا لانها تعتبر المعقل الرئيسي لقوى مؤثرة من بينها رئيس (كتلة الاصلاح والتغيير) النائب ميشال عون والذي اكتسح في الانتخابات الماضية معظم المقاعد الانتخابية في كسروان و جبيل وذلك بفضل تحالفه من النائب ميشال المر الذي يمتلك قاعدة شعبية مهمة في صفوف المسيحيين الارمن الارثوذكس ورئيس حزب الكتائب امين الجميل الذي يحتفظ بعدد كبير من الاصوات خصوصا في منطقة بعبدا وبكفيا تؤهله لان يكون لاعبا اساسيا في حلبة التنافس.
بيد انها قالت ان مشهد التحالفات الانتخابية في تلك المنطقة بدا يتغير في ظل طرح الرئيس ميشال سليمان بان يتراس كتلة نيابية وسطية فسارع النائب المر الى تلقف هذه المبادرة والدفاع عنها وعن الرئيس بعد سلسلة من الانتقادات وجهها اليه النائب عون وذلك في اطار التنافس على الانتخابات.
في المقابل برز في الاونة الاخيرة سلسلة تحركات واجتماعات ولقاءات بين كتلة تيار المستقبل وحزب الله وحركة امل والحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديمقراطي اللبناني من اجل ارساء التفاهمات في المرحلة المقبلة خصوصا لجهة عدم تكرار ما حصل من احداث مؤلمة في السابع من مايو العام الماضي والتنسيق بشأن موضوع الانتخابات مما يؤشر على ان اجواء الانتخابات في بيروت والجبل الجنوبي قد تكون خاضعة لمثل هذه التفاهمات الا ان ذلك لا يلغي الاختلاف في وجهات النظر في المسائل السياسية بين الاطراف.
ولخصت المصادر نقاط الخلاف بين برامج المعارضة والموالاة في الحملة الانتخابية بالقول ان المعارضة تتمسك بخيار المقاومة والسلاح فيما الموالاة ترى ان الاستمرار بالتمسك بسلاح حزب الله سيتحول من مصدر قوة الى عبء على لبنان مما يؤثر على هيبة الدولة ومؤسساتها.
وحول العلاقة مع سوريا اشارت المصادر الى ان المعارضة ترى انه من الخطأ تجاهل حتمية اقامة علاقات مميزة بين لبنان وسوريا فيما ترى الموالاة ان العلاقات مع سوريا تحتاج الى اعادة نظر جذرية عبر تكريس العلاقات الدبلوماسية والغاء كل الاتفاقيات السابقة لا سيما المجلس الاعلى واتفاقية التعاون والتنسيق. وفي ظل التجارب الانتخابية والسياسية التي خاضها اللبنانيون وبالرغم من نتائج الربح والخسارة فان الثابت الوحيد في لبنان ان لا اقلية يمكن للاكثرية تهميشها ولا يمكن للاكثرية ان تحكم من دون اقلية فكيف اذا كان الفارق في هذه الانتخابات ضئيلا جدا بين اكثرية واقلية.
التعليقات