عامر الحنتولي من الكويت: غابت أمس الإبتسامة التي تفارق محيا أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح منذ صعوده إلى المسرح السياسي كويتيًا ودوليًا قبل أكثر من ستة عقود، في أكثر وأشد الأزمات تعقيدًا التي حفلت بها الكويت والإقليم، لكن الإبتسامة التي اختفت تمامًا أمس وحلت بدلاً منها علامات الوجوم والغضب على ملامح الأمير الكويتي، وكذلك الدموع التي إغرورقت بها عينا الشيخ صباح وهو يستمع الى مداولات مجلس الوزراء بشأن حادث حريق خيم أحد الأعراس مساء السبت الماضي، لكن الأمير كان غاضبًا جدًا، وطلب من حكومته العمل بخطة واضحة، لأنه مستاء من الطريقة التي تعالج بها وزارة الشيخ المحمد هموم الإنسان الكويتي، وأنه ككويتي يتلمس أوجه تقصير عدة في الأداء الحكومي، علىالرغم من ثقة القيادة السياسية الممنوحة إليهم، وتحدث الأمير الكويتي بألم لم تخطئه أعين الوزراء الذين شعروا بخجل شديد كما ظهر على ملامحم خلال الجلسة الإستثنائية لمجلس الوزراء.

وفي أكثر التأكيدات وضوحًا لما ذهبت إليه quot;إيلافquot; خلال الأسبوعين الماضيين عبر تقاريرها عن الشأن الكويتي من أن الأمير الكويتي ترك مسافة واضحة بينه وبين الأداء الإرتجالي لوزارة الشيخ المحمد، ومن أنه أيضًا غير مرتاح البتة لإرتباكها وخوفها في شؤون محلية كثيرة، وبأن الكثير من الإستجوابات المقدمة عبر نواب في البرلمان محقة فعلاً، وتستهدف المصلحة العامة، قال الأمير الكويتي أن على الحكومة أن تواجه وتفند جميع الإستجوابات التي ستقدم. أما الوزير الخائف من الإستجواب، أو من يخفي أشياءً تتعلق بمخالفات فعليه الرحيل فوراً عن المقعد الوزاري، لافتا الى أنه ليس البرلمان فقط من يرفض المخالفات إنما هو كرئيس للسلطات الدستورية وكمؤتمن على الكويت. فهو لا يسمح بتلك المخالفات من أساسها، داعيًا الفريق الوزاري الى العمل وفقاً لخطة تلائم الحالة الكويتية، شارحًا أيضًا أن كل الإستجوابات يجب أن تجابه بالتفنيد الواقعي والموضوعي، طالبًا من الوزراء ألا يعتقدوا للحظة أن القيادة السياسية يمكن أن تساند الغموض والإرتبك في شؤون كثيرة.

وبحسب مصادر quot;إيلافquot; التي حضرت الجلسة الإستثنائية فإن الأمير الكويتي خنقته عبراته مرارًا خلال حديثه المعبأ بالأسى والحزن على كارثة حريق الجهراء، إذ أعلن ديوانه فورًا أن أمير الكويت لن يسقبل المهنئين بشهر رمضان المبارك كما جرت العادة خلال السنوات الماضية، وأنه يتهيأ للقيام بجولات لتقديم العزاء على أسر الضحايا الذين سقطوا قتلى خلال الحريق، إذ توقف عدد القتلى موقتًا عند 43 قتيلة، في حين تؤكد المصادر الطبية الكويتية أن عشر حالات على الأقل في حالة حرجة جدًا، ويمكن الإعلان عن وفاتها في أي لحظة خلال الساعات المقبلة على اعتبار أن نسبة الحروق فيها أكثر من 80% وهي الحالات التي لا رجاء من شفائها وفق التأكيدات الطبية، إلا أن الأمير الكويتي طلب من مجلس الوزراء وضع طائرته الأميرية الخاصة تحت تصرف وزارة الصحة للعمل على نقل أي حالات يمكن علاجها في الخارج على نفقته الشخصية.