مع بدء العام الدراسي في مصر، واجهت المدارس فوضى عارمة لجهة التدابير المتّخذة للحد من انتشار الانفلونزا المكسيكيّة، وقامت المدارس بإرسال من تشتبه فيهم من طلاب مصابين بالانفلونزا بالجملة الى بيوتهم، الامر الذي خلق موجة فوضى ورعب بين اولياء الطلاب. وقد انتقدهؤلاء طريقة تعامل المسؤولين في المدارس مع المرض، وقدرت إحصاءات غير رسمية اجمالي عدد الحالات التي اشتبه في إصابتهم بالفيروس خلال اليومين السابقين من بدء الدراسة اكثر من 300 طالب في المحافظات المختلفة في مصر.

محمد حميدة من القاهرة : حال من الفوضى، بهذه العبارة يمكن وصف ما حدث في المدارس على مدار اليومين السابقين من بدء الدراسة، بسبب الإنفلونزا المكسيكيّة أو إيه اتش1 ان1، فقد توسعت دائرة الاشتباه بالإصابة من الفيروس وقامت المدارس بمنح إجازات بالجملة للطلاب، على الرغم من حديث الوزارة عن ضرورة وجود غرف عزل بالمدارس، ما ادى إلى إصابة أولياء الطلاب بالرعب والهلع.

وقد انتقد أولياء الطلاب طريقة تعامل المسؤولين في المدارس مع المرض. وقال محمد سعيد مهندس لإيلاف انه تلقى اتصالاً هاتفيًا من مدرسة ابنه تطلب منه الحضور فورًا، فانتابته حالة من الخوف والهلع واعتقد انه حدث مكروه لابنه، ولكن عندما وصل الى المدرسة فوجئ بالمدير يطلب منه اصطحاب ابنه الى المنزل وعدم العودة به الى المدرسة قبل أسبوع بحجة الاشتباه في إصابته بالفيروس.

وقامت مدارس عدة بترحيل أعداد كبيرة من الطلاب جماعيًا الى منازلهم واستدعاء أولياء أمورهم بحجة ان الاشتباه في إصابة أبنائهم بالأنفلونزا المكسيكيّة ووصل الأمر الى حد قيام إحدى المدارس بإعطاء إجازة ل 35 طالبًا دفعة واحدة في المنيا جنوب القاهرة . وتكرر هذا الإجراء من جانب مدارس بمحافظات مختلفة،على الرغم من انه يفترض ان يتم نقل الحالات الى المستشفيات .

واستنكر الدكتور عباس الأمين استشاري المناعة التعامل مع حالات الاشتباه بهذه الطريقة . وقال لإيلاف ان إرسال هذه الحالات الى منازلهم في ظل عدم معرفة اولياء الأمور بطرق التعامل الصحيحة مع الفيروس قد يهدد بانتشاره الى بقية أفراد الأسرة، مشددًا على ضرورة ارسال الحالات المصابة الى المستشفيات وإجراء التحاليل اللازمة للتأكد من إصابتها من عدمه، ولا تخرج الحالة من المستشفى الا بعد التأكد تمامًا من خلوها من الفيروس حماية لأسرة الطالب وزملائه فى المدرسة .


وقدرت إحصاءات غير رسمية اجمالي عدد الحالات التي اشتبه في إصابتهم بالفيروس خلال اليومين السابقين من بدء الدراسة اكثر من 300 طالب في المحافظات المختلفة. ويأتي ذلك في الوقت الذي شدّدت فيه وزارة الصحة على تخصيص غرف عزل في المدارس لاستقبال ومتابعة الحالات المشتبه فيها، وقد أكدت وزارة التربية والتعليم قبل بدء الدراسة ان غرف العزل متوافرة في كل مدرسة. وهو ما أثار شكوك حول استعداد المدارس لمواجهة الفيروس وان quot;غرف العزل ليس لها وجود إلا على الورقquot;، حسبما قال محمود منير مدرس، مشيرًا الى ان هناك قصورًا من المدارس تجاه توعية أولياء الأمور والتلاميذ بطرق الوقاية من المرض، وأشار إلى أن غرفة العزل بمدرسته غير مجهزة بالكمامات ومخفضات الحرارة بجانب عدم وجود طبيب.

ولم تقتصر الفوضى على الاشتباه فقط، فقد سادت حالة من الارتباك أيضًا بعد تقسيم الدراسة الى فترتين في بعض المدارس وثلاثة في مدارس اخرى، وبخاصة مع رفض بعض المدرسين التدريس خلال الفترات المسائية. وأشارت مصادر لإيلاف ان مديري مدارس لم يتمكنوا من تقسيم المعلمين على الفترات الدراسية، فيما انشغلوا بكيفية الحفاظ على نظافة الحمامات ودورات المياه.

وكشفت مصادر عن قيام مدراء بتكليف فصول بالتناوب لمراقبة دورات المياه والإبلاغ عن اي إضرار تحدث والمتسببين فيها. بينما وفّر مدراء على أنفسهم المتاعب وأغلقوا دورات المياه امام الطلبة ليضطر الطلاب الى قضاء حاجاتهم فى الخارج، وانقطعت المياه عن مدارس أخرى، على الرغم من تشديد الوزارة على الطلاب بغسل أيديهم بين الحصص بالماء والصابون .

والاصعب، بحسب المصادر، ان بعض المدارس طلبت من الطلاب إحضار الصابون والفوط معهم، وهناك مدارس طالبت طلابها بمصاريف إضافية بحجة مواجهة الإنفلونزا المكسيكيّة، ما زاد الأعباء على أولياء الأمور الذين دخلوا في مواجهات ومشادات مع مدراء هذه المدارس .