أشرف أبوجلالة من القاهرة: ربطت دراسة بريطانية حديثة بين الفيروس الذي يُسبب الإصابة بمرض سرطان الدم لدى الحيوانات بمرض سرطان البروستاتا عند البشر، وهو الكشف الذي يشير إلى أن منشأ المرض قد يكون فيروسيًا. ويقول الباحثون إنه إذا ما تم إثبات صحة تلك النظرية البحثية الجديدة، فإن هذا الكشف قد يقود إلى عمليتي فحص وتطعيم أكثر فاعلية لحماية الرجال من الإصابة بالمرض. ومن المعروف أن من أهم عوامل الخطر المعروفة للإصابة بسرطان البروستاتا ما يعرف بالقابلية الوراثية، والتقدم في السن، وسوء التغذية.

لكن الدراسة البحثية الجديدة تشير إلى أن الرجال الذين يصابون بفيروس يعرف اختصارًا بـ quot;XMRVquot;، وهو فيروس مرتبط بمرض سرطان الدم، ربما تزداد لديهم أيضًا احتمالات الإصابة بالسرطان. ومن المعروف أن سرطان البروستاتا هو أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى الرجال الإنكليز وثاني أكثر الأسباب ً للوفاة نتيجة الإصابة بالسرطان بعد سرطان الرئة. وقد أظهرت الدراسة الحديثة أن هذا الفيروس يتسبب في الإصابة بسرطان الدم وسرطان العظام لدى الفئران، لكن لم يسبق وأن تم الكشف عنه مطلقا ً لدى البشر. وبرغم غموض طريقة إصابة الرجال به، إلا أن هناك احتمالية تشير إلى أنه ينتقل جنسيًا.
وفي تلك الدراسة، تم فحص 200 عينة من أنسجة البروستاتا السرطانية و100 من أنسجة البروستاتا الحميدة. ومن خلال النتائج، تبين أنه قد تم العثور على الفيروس بـ 27 % من عينات البروستاتا السرطانية وكان مرتبطًا بأكثر الأورام السرطانية عدوانية. في حين تم العثور عليه بنسبة قدرها 6 % بأنسجة البروستاتا الحميدة. وبرغم أن الدراسة لم تتحدث صراحة ً عن وجود صلة سببية بين الفيروس وحدوث سرطان، إلا أن العلماء قالوا أن هناك أسباب تدفعهم لتوقع وجود مثل هذه العلاقة.

ويوضح الباحثون أن الفيروس يعمل عن طريق إدخاله نسخة من حامضه النووي في الحامض النووي الخاص بالخلايا التي يصيبها. وفي بعض الأحيان، مثلما هو الحال في مرض سرطان الدم لدى الفئران، يتم إدخال حامض الفئران النووي إلى جوار جين يقوم بتنظيم نمو الخلية. وهذا قد يُحدِث خلل بعملية الانقسام العادي للخلايا، ويؤدي إلى انتشار سريع للخلايا المصابة، ما يؤدي في النهاية إلى تكون الورم.
ويقوم الطاقم البحثي المنوط بإجراء الدراسة الآن بالتحقق من المكان الذي يقوم الفيروس بإدخال نفسه فيه على الجينوم البشري، وإذا ما كان يصيب نمو الخلايا بشكل مباشر أم لا. ويقول البروفيسور كريغ تاورز، المتخصص في علم المناعة بجامعة لندن إن التحقق من أن الفيروس أحد عوامل الخطورة سيكون له آثاره العميقة فيما يتعلق بالطريقة التي يتم من خلالها فحص ومعالجة سرطان البروستاتا.
وفي هذا الشأن، نقلت صحيفة quot;التايمزquot; اللندنية عن البروفيسور تاورز، قوله:quot; إذا تبين أن ذلك أحد الأسباب، فإني أتوقع حدوث تغير كبير في السياسةquot;. ونظرًا لسهولة الكشف عن الفيروسات بشكل عام، فقد ينجح الاختبار في تحديد هوية الرجال الذين تزداد لديهم أخطار الإصابة والذين سيخضعون حينها لاختبار آخر خاص بمرض السرطان. ومع هذا، ستحتاج عملية تطوير لقاح علاجي جديد لفترة طويلة من الوقت.

وهنا، نقلت الصحيفة عن كريس باركر، الباحث المتخصص في سرطان البروستاتا برويال مارسدن نفيو، قوله :quot; إذا لعب هذا الفيروس دورا ً في الإصابة ببعض أنواع سرطانات البروستاتا، فسيمكننا التكهن بشأن إمكانية التطعيم، المماثل للنهج المستخدم في الوقاية من سرطان عنق الرحمquot;. ومن جانبها، قالت هيلين ريبون، رئيس إدارة البحوث بجمعية سرطان البروستاتا الخيرية :quot; تعتبر النتائج التي تم التوصل إليها من خلال تلك الدراسة نتائج مثيرة للاهتمام، لكنها تضع العديد من علامات الاستفهام بشأن الدور الذي يتعين على العدوى أن تلعبه في سرطان البروستاتاquot;.