طلال سلامة من روما: يكمن الهدف في متابعة الموت المبرمج للخلايا السرطانية، لحظة تلو الأخرى، في موازاة خضوع المريض للعلاج الكيميائي. ويحقق هذا الهدف تقنية جديدة، تعتمد على المواد المشعة، ابتكرها الباحثون في كلية الطب بجامعة ستانفورد. عادة، تكون دورة حياة الخلايا السرطانية بلا نهاية لولا تدخل العلاج الكيميائي لتوجيهها نحو الموت المبرمج. لغاية الآن، نجح الباحثون في مراقبة سير هذه العملية، أي الانتحار الخلوي السرطاني المبرمج quot;أبوبتوسيسquot;، على الحيوانات المختبرية، بواسطة طرق غير جراحية تراقب حالة الكتل الورمية بهدف تقويم فعالية أدوية العلاج الكيميائي.
في الواقع، تتمتع الخلايا السرطانية في قدرتها على الانقسام بسرعة وإسكات الآلية التي تقوم بحفز انتحارها المبرمج الذي يعتبر بدوره خطراً على تكاثرها الخارج عن السيطرة، الذي يؤدي، في النهاية، الى تكون الكتلة الورمية الخبيثة. عادة، يعمل العلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة على تفعيل آلية الانتحار المبرمج مجدداً. لمراقبة فعالية العلاج الكيميائي يلجأ الطبيب الى بعض المكونات الهامة، المعروفة باسم quot;كاسباسيquot; (Caspasis)، وهي عائلة من الإنزيمات. عندما يتم تنشيطها بواسطة عدد من الإشارات البيوكيميائية، المتأتية من داخل وخارج الخلية، فان هذه الإنزيمات تطلق العنان لسلسلة من التفاعلات الجزيئية التي تؤول الى الانتحار الخلوي للخلايا السرطانية.
من جانبهم نجح الباحثون في ربط لاصقات مشعة بجزيئيات تم هندستها مختبرياً للالتصاق بإنزيمات quot;كاسباسيquot;، شرط أن تكون الأخيرة نشطة. علاوة على ذلك، يتم تنشيط هذه اللاصقات عن طريق موجات إشعاعية، ذات طول معين، تعبر الجلد من دون أن يجري امتصاصها. بواسطة جهاز راصد، يمكن للطبيب رؤية هذه اللاصقات ومتابعة حالة الكتلة الورمية.
حتى اليوم، نجح الباحثون في التأكد من حفز إنزيمات quot;كاسباسيquot;، وبالتالي الاتجاه الى دوامة الانتحار المبرمج، لدى الحيوانات المختبرية المصابة بالسرطان، رداً على تعاطي دواء للعلاج الكيميائي، يدعى quot;ديزاميتازونquot;، وآخر(جسم مضاد تجريبي أحادي النواة) يعمل على تنشيط هذه الإنزيمات عبر آلية بيوكيميائية مختلفة.
التعليقات