أشرف أبوجلالة من القاهرة: نجح باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية في تحويل أحد أنواع البكتيريا إلى مصنع لإنتاج البروتينات النافعة عن طريق تهيئة أحد البروتينات الموجودة على سطحها الخارجي، وبذلك يتم إنتاج بروتينات مفيدة يمكن الاعتماد عليها كلقاحات وعقاقير علاجية. وأوضح الباحثون الذين تمكنوا من التوصل لهذا الكشف الجديد أن هذا النوع من البكتيريا الذي يُطلق عليه اختصارًا C. crescentus هي إحدى الجراثيم غير الضارة التي تحتوي على طبقة واحدة من البروتين على سطحها.

وقام الفريق البحثي الذي يقوده الطبيب جون سميت، بتهيئة النظام الذي يفرز هذا البروتين، الذي يقوم بتجميع نفسه في هيكل يُطلق عليه quot;طبقة إسquot; كي يفرز في المقابل عددا ً كبيرا ً من البروتينات التي تكون مفيدة ويمكن الاعتماد عليها كلقاحات أو استخدامها في أغراض علاجية أخرى. وبمعنى آخر، يمكن القول إنه ومن خلال الاحتفاظ ببروتين quot;طبقة إسquot; دون المساس به، والقيام وراثيا ً بإدراج أشياء جديدة بداخله، فإنهم يقوموا بإنتاج عرض كثيف جدا ً من البروتينات المفيدة على سطح الخلية.

ويأمل الباحثون الآن في استخدام الجرثومة بأكملها في إحدى التطبيقات العلاجية. في ظل ما هو معروف عن أن البكتيريا تستخدم عادة ً في مجال التكنولوجيا الحيوية من أجل إفراز منتجات بروتينية مفيدة. وهنا، يشير الباحثون إلى أن البكتيريا إذا ما قامت بإفراز البروتين بدلا ً من الاحتفاظ به في داخل الخلية، فإن تكاليف التنقية تُخقَّض إلى حد كبير. وقد قام الباحثون ndash; بناء ً على تلك التكنولوجيا ndash; بتطوير مجموعة من المعدات المتاحة تجاريا ً، التي قد تكون مفيدة بشكل خاص في الدول النامية، كما يمكن استخدامها في تصنيع العوامل المانعة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية بأسعار رخيصة جداً وبقدر قليل من الخبرة المتخصصة.

من جانبه، قال دكتور سميت :quot; يتميز نظام ( طبقة إس ) بالفاعلية الشديدة في إنتاج وإفراز البروتينات ndash; ويمكننا تحويل الجرثومة إلى مضخة بروتينات، تقوم بإفراز أكثر من نصف البروتين الذي تُصنّعه بأكمله، كما تقوم بمعالجة بروتين (طبقة إس ) عن طريق الهندسة الوراثيةquot;. وتابع سميت حديثه بالقول :quot; تُظهر التطبيقات الخاصة بـ ( طبقة إس ) أننا نقوم حاليا ً بتطوير بروتينات من ضمنها لقاحات مضادة للسرطان، ومانع من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، وعوامل لمعالجة إلتهاب القولون، وحالات الإسهال لدى الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذيةquot;.