رانيا تادرس من عمان : إخفاق جديد سجلته الحكومة الأردنية برئاسة نادر الذهبي من خلال قرارها القاضي بعودة المدارس نهاية شهر أب و لم تأخذ في حساباتها مداهمة أنفلونزا المكسيك وانتشارها سريعًا في الأسبوع الثاني في العديد من المدارس لتصيب نحو 16 طالباً في ثلاث مدارس لتاريخ نفذ بحقها إغلاق جزئي والتخبط الحكومي في إدارة ملف عدم تأجيل دوام المدارس برر عبر تصريحات وعبارات كلاسيكية تصدرت عناوين الصحف اليومية بإعلان خطة مشتركة بين وزارتي التربية والتعليم والصحة عن إجراءات وقائية احترازية وحملة توعية تنفذ في مدارس وزارة التربية والتعليم ، وانه لا يمكن تعطيل المدارس لعام لأنه وباء عالمي .

وعمليًا وبعد انتشار المرض في مدارس المملكة يطرح سؤال أين ذهبت خطط مواجهة المرض وأين الإجراءات الاحترازية في المدارس ، خصوصًا في مدارس حكومية تشهد اكتظاظًا في الغرف الصيفية، وعدم جهوزية المرافق الصحية وتوافر المياه في العديد من مدارس الحكومة .

فيما علّق مدير إدارة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتور عادل البلبيسي لـquot; إيلاف quot; حول قرار العودة إلى المدارس وقال بانه كان صائبًا والسبب أن المرض بات وباءً عالميًا من المتوقع استمراره سنوات فليس من المنطق تعطيل المدارس لسنوات.

وقال انه quot;يجب التعامل مع هذا المرض وأعراضه التي باتت معروفة بصورة طبيعية حيث انه يمكن علاجه لان انتشاره ليس محصورًا في المدارس فقط بل في كل مكان.
وحول حقيقة انتشار مرض أنفلونزا المكسيك بيّن الدكتور البلبيسي انه quot;انتشر في ثلاث مدارس تم إغلاق واحدة منها .

وأكد أنه طلب من المدارس التي ظهر فيها الوباء التعقيم وتشديد الإجراءات الوقائية خصوصًا أن التوقعات ترشح زيادة في عدد الإصابات في المدارس لاسيما أن معلومات منظمة الصحة العالمية تفيد أن أكثر من 30% سيصابون بالمرض، مطالبًا الأهالي عدم الخوف وضرورة إرسال أبنائهم إلى المدرسة لكن المطلوب منهم توعيتهم .

في المقابل ، يسيطر على المواطنين ذوي الطلاب حالة الهلع والخوف التي باتت تسيطر على عقول الأهالي من إصابة أطفالهم بهذا المرض . ويطل مسؤولون أردنيون يتحدثون عن إجراءات احترازية ووقائية تطبق في المدارس وانه من الصعب تأجيل العودة إلى المدارس خصوصًا أن الوباء عالمي ولا يمكن تأجيل عام دراسي بالكامل .

وبحسب مراقبين قالوا لـquot; إيلاف quot; يبدو أن إدارة أزمة أنفلونزا المكسيك تتم من قبل مسؤولين وراء المكاتب وفي قاعات اجتماعات مغلقة ليس لديهم علم بحقيقة أوضاع المدارس خصوصًا الحكومية منها quot;.

وحقيقة وضع المدارس الحكومية خصوصًا في المحافظات أنها تعاني كما ذكر معلمون من اكتظاظ الغرف الصيفية حيث تتجاوز 55 طالبًا فيها ،إضافة إلى عدم توافر المياه في الكثير منها ، ناهيك عن النواقص الكثيرة التي تعاني منها المدارس خصوصًا الحكومية منها.

من جانبه ، يقول مدير التعليم الخاص في وزارة التربية والتعليم الدكتور فايز السعودي أن الوزارة تعاملت بجدية عالية مع ملف أنفلونزا المكسيك في المدارس سواء كانت الحكومية أو الخاصة حيث تم توزيع نشرات توعية على الطلاب ، وتخصيص جزء من برنامج الإذاعة المدرسية للحديث عن المرض وأعراضه وطرق الوقاية منه quot; .


ويعتقد أن تعطيل المدارس ليس الحل لمواجهة هذا الوباء خصوصًا أن إجراءات وزارة التربية حاسمة وجيدة بإغلاق الشعب الصفية التي تظهر فيها الإصابات وإجراء فحص كامل للطلاب في تلك الشعب وتحويلهم إلى المستشفي الخاص بالمرض ( مستشفي الأمير حمزة ).

ويعترف أن الإجراءات الوقائية في المدارس الخاصة أفضل من الحكومية بحكم توفر عيادات وأطباء لمتابعة أي أعراض قد تظهر على الطلاب، ولم يخفِ الدكتور السعودي إمكانية البحث عن وسائل وقائية وإجراءات جديدة للحد ومنع انتشار الفيروس في المدارس quot;.مؤكدًا أن خيارات تعطيل المدارس وتعليق الدارسة خيارات غير متاحة .

والسؤال المطروح ماذا لو زادت الحالات واتسعت دائرة الانتشار في مدارس المملكة فكيف ستواجه وزارة التربية والصحة وتحسم هذا الملف بخطة عميلة .