تستعد الولايات المتحدة الأميركية لإرسال مساعدات جديدة للجيش السوري الحر، وتواجه الشاحنات التي تحمل الدفعة الأولى من المساعدات عوائق لوجستية حيث إن قائمة الانتظار على طول الحدود السورية تمتد لأميال.


بيروت: يبدو أن وزارة الخارجية الأميركية على وشك أن تبدأ بتقديم مساعدات جديدة إلى المعارضة السورية، تتضمن سيارات الإسعاف، ومعدات الاتصالات وشاحنات quot;تويوتاquot; صغيرة يحتاج إليها الثوار المحاصرون في البلاد.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تتقدم على باقي الدول في تقديم المساعدة الإنسانية داخل سوريا، إلا أن مساعداتها المخصصة لتعزيز قوات الثوار المعتدلين - الذين يقاتلون الآن على جبهتين ضد مقاتلي تنظيم القاعدةوالقوات الموالية للرئيس بشار الأسد - قد اعتبرت غير كافية منذ تحولت الانتفاضة السلمية الى حرب عنيفة في عام 2011.

وقدمت الولايات المتحدة عشرات الملايين من الدولارات كمساعدات إضافية للثوار السوريين، إلا أن الوضع الأمني وعوامل أخرى لا تسمح بوصول الكثير منها حتى الآن. لكن يبدو أن هناك جهودًا سرية منفصلة تقودها وكالة الاستخبارات المركزية، تعتمد على تدريب المقاتلين quot;المعتدلينquot; وتزويدهم بالأسلحة الصغيرة والذخيرة.

ورغم العنف والاقتتال عبر مساحات واسعة من البلاد، يقول مسؤولو وزارة الخارجية الاميركية إن قوات المعارضة تمكنت من فتح طريق الإمداد إلى حلب من الحدود السورية التركية، وهذا من شأنه أن يسمح لواشنطن بإرسال المزيد من المساعدات.

قائمة انتظار

وفي حين أن مدينة حلب نفسها لا تزال تحت الحصار من قبل قوات الأسد، إلا أن الطريق الى المدينة - وللمرة الأولى منذ أسابيع عديدة - خالية من المسلحين. وهذا ما دفع بالعديد من المسؤولين الأميركيين إلى الامل في أن المساعدات المتوجهة للجيش السوري الحر يمكن ان تصل إلى حلب مرة أخرى.

وفي هذا السياق، أشارت صحيفة الـ quot;فورين بوليسيquot; إلى أنه من المتوقع أن تبدأ الولايات المتحدة بشحن كميات كبيرة من المعدات واللوازم للجيش السوري الحر في وقت مبكر من هذا الاسبوع.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله إن الشاحنات التي تحمل الدفعة الأولى من المساعدات تصطف حالياً في انتظار الوصول إلى داخل البلاد quot;لكنها تتنافس مع شحنات أخرى من المساعدات الإنسانية والإمدادات ومعدات الإغاثةquot;. وأضاف أن قائمة الانتظار على طول الحدود السورية تمتد لأميال، ما يؤخر وصول هذه المساعدات إلى الثوار.

تغيير مشجع

وفي تغيير مشجع للمسؤولين الأميركيين، فإن التعطيل غير مرتبط بالوضع الأمني بل بالضغط الكثيف لحركة المرور من خلال عدد صغير من نقاط الدخول الحدودية التي تسيطر عليها الجماعات المعتدلة وليس المتطرفين الإسلاميين.

وقال مارك وارد، كبير مستشاري المساعدات غير القاتلة في وزارة الخارجية الأميركية لصحيفة quot;فورين بوليسيquot; quot;ستكون هذه واحدة من أهم الشحنات التي تصل إلى سوريا، وهي أكبر من أي وقت مضىquot;.

والشحنات هي جزء من حزمة 80 مليون دولار من quot;المساعدات غير القاتلةquot; إلى الجيش السوري الحر، وقد بدأت هذه الحملة منذ عام 2012 إلا أنها توقفت في الأشهر الأخيرة بسبب الوضع الأمني المتردي في البلاد.

مساعدات مباشرة

ومن المتوقع أن تعود المساعدات للتدفق إلى البلاد في الأيام أو الأسابيع والأشهر القادمة، وفقا لمسؤول في وزارة الخارجية الذي أشار إلى أن غالبيتها تنتقل إلى سوريا من تركيا والأردن وغيرها من البلدان المجاورة.

وقد حاول وارد وفريقه منع تكرار مشاكل العام الماضي عن طريق وضع المساعدة مباشرة في أيدي القادة بدلاً من تسليمها إلى quot;الوسطاءquot; الذين عمدوا الى إخفائها في مستودعات وانتهى الأمر بوقوعها في الأيدي الخطأ. من جهته، قال ستيفن هايدمان، نائب الرئيس في معهد الولايات المتحدة للسلام في واشنطن، إن قدرة الثوار على خلق طرق إمداد جديدة قد مهد الطريق أمام الولايات المتحدة لبدء إرسال المزيد من المساعدات غير القاتلة.

وأضاف: quot;كانت هناك بعض التحسينات الهامة على أرض الواقع. بعض المشاكل التي دفعت الولايات المتحدة وبريطانيا لقطع إمدادات المساعدات غير القاتلة، قد عولجت اليوم وهذا من شأنه أن يتيح استئناف العمليةquot;. والخطر الآن يتوقف على ما إذا كان طريق الإمداد إلى حلب سينقطع إذا سيطرت عليه قوات الأسد.

وقالت ايزابيل ناصيف، محللة في الشأن السوري في معهد دراسات الحرب في واشنطن quot;إذا نجح النظام في قطع الطريق اللوجستية في الشمال، فهذه ستكون ضربة كبيرة لقوات الثوارquot;. واضافت: quot;هذا من شأنه أن يجعل عملية بناء مركز القيادة والسيطرة أكثر صعوبةquot;.

وتشمل بعض الشحنات، التي تنتظر في طابور على طول الحدود السورية، سيارات الإسعاف والرافعات والشاحنات ومعدات الاتصالات والفرش والبطانيات للجيش السوري الحر. كما أنها تشمل عددًا قليلًا من شاحنات quot;تويوتا هايلكسquot; التي تعتبر مهمة وضرورية جداً للثوار، وفقاً لوصف أبي شهبندر، وهو مستشار بارز لائتلاف المعارضة السورية في واشنطن.

وقال شهبندر: نحن في حاجة إلى المئات من هذه الشاحنات، وليس واحدة أو اثنتينquot;.