كشف قياديون في الجيش الحر أن داعش فكت مرارًا الحصار عن مواقع للنظام السوري وأن ضباطًا في المخابرات السورية هم قياديون في التنظيم.

المعارك على أشدها بين الجيش الحر والجبهة الاسلامية وجيش المجاهدين من جهة وعناصر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، وقد اسفرت حتى الآن، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، عن مقتل نحو 500 شخص.
التباس في العلاقة
تفجر الوضع ميدانيًا بعد اشهر عدة من الالتباس في العلاقة بين داعش والكتائب المقاتلة الأخرى، خصوصًا بعدما تعرض عناصر داعش لقياديي هذه الكتائب خطفًا وقتلًا. وهذا ما دفع بالمعارضة السورية إلى اعتبار داعش وجهًا آخر للنظام.
وإثر المعارك الأخيرة، التي تمكن خلالها الجيش الحر من تطهير حلب من داعش، كشف قياديون في هذا الجيش تعاون داعش والنظام السوري، تمثل في قيام عناصر التنظيم مرات عديدة بالهجوم من الخلف على الثوار حين كانوا يحاصرون قطعًا عسكرية للنظام في مراكزها، ما أدى لفك الحصار عنها. حينها، لم يتم الكشف عن هذه المعلومات خوفًا من إيغال التنظيم في خطف وقتل الثوار، أو في الاقدام على تسليم مناطقه لجيش النظام.
لصالح النظام
اليوم، مع تقهقر داعش، وانكشاف ما كانت تحويه معتقلاتها من مجاهدين ومواطنين أبرياء ومن أطفال، إلى جانب جثث لمواطنين أعدموا ميدانيًا بشكل همجي، أخرجت هذه الأدلة إلى العلن مؤكدة الاتهامات آنفة الذكر. ونقلت التقرير عن العقيد عرفات حمود، أحد القياديين في الجيش السوري الحر، قوله إن داعش ساهم في فك الحصار عن عدة مواقع لقوات الأسد، قبل ساعات من سقوطها بيد الثوار.
كما بينت تقارير أخرى صورًا أكدت وجود ضباط من المخابرات السوريية بين قيادات التنظيم، وهذه كانت المبرر لعدم تعرض مقرات داعش في مناطق عديدة للقصف من قبل طائرات النظام، التي كانت تقتل المدنيين بالبراميل المتفجرة في مناطق سيطرة الجيش الحر، وتدك مقار هذا الجيش بعنف.
تقارير دولية
إلا ذلك، يؤكد ناشطون سوريون أن بعض من اعتقلهم عناصر داعش وصلوا بسحر ساحر إلى سجون النظام، وأبرز مثال على ذلك هو الطبيب البريطاني عباس خان، الذي اختطفته داعش في حلب، ومات تحت التعذيب في أحد سجون النظام.
وكانت تقارير فرنسية أكدت أن قياديي التنظيم المتصل بالقاعدة كانوا سجناء في معتقلات النظام، وتم إخراجهم في الوقت نفسه الذي شهد إنشاء داعش وتسلحها، وقيامها بالهجمات على مواقع الجيش الحر. وهي تقارير أكدها أيضًا وزير الخارجية الأميركي جون كيري، حين اثار المسألة في جلسة للكونغرس، متهمًا بشار السد بتوظيف عناصر القاعدة لصالحه، وتمويل عملياتهم. أما أحمد داوود أوغلو، وزير الخارجية التركي، فقال إن علاقة داعش بنظام الأسد علنية بعد شراكة نمت خلف الكواليس، وأكد أن تركيا لم تدعم التنظيمات الأصولية في سوريا على الإطلاق.