بدأ المصريون في التوافد إلى اللجان للتصويت في الانتخابات الرئاسية، التي تستمر على مدى يومين. وبدا الإقبال في الساعات الأولى من اليوم متوسطاً، وكانت فئتا النساء وكبار السن هما الأكثر إقبالاً في الصباح. وسط توقعات بفوز ساحق للمرشح عبد الفتاح السيسي، على منافسه حمدين صباحي.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: وسط إجراءات أمنية مكثفة ومشددة، بدأ المصريون يدلون بأصواتهم في مختلف اللجان على مستوى الجمهورية، لإختيار رئيس جديد للبلاد، من بين مرشحين إثنين، هما عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع السابق، وحمدين صباحي، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية.

وأدلى المرشح عبد الفتاح السيسي بصوته في مدرسة الخلفاء الراشدين، وسط تواجد أمني مكثف ومشدد، في ظل تواجد ناخبين تقدر أعدادهم بالمئات، وهتف بعضهم لهم "سيسي سيسي. أنت رئيسي"، و"وبنحبك يا سيسي"، وشكل قوات الأمن كردوناً أمنياً حوله، وشهد الشارع الذي تتواجد فيه المدرسة تكثيفًا أمنياً واضحاً.

كما أدلى المرشح حمدين صباحي بصوته أيضاً في مدرسة السيدة خديجة بحي المهندسين، وسط حشد من أنصاره، وتبادل التحيات مع الناخبين.

وكشفت جولة صباحية أجرتها "إيلاف" في مناطق الجيزة والقاهرة، أن الإقبال في الساعات الأولى من الصباح كان متوسطاً، فأمام مدرسة عمر بن الخطاب بمنطقة فيصل بالجيزة، كان العشرات يصطفون أمام مقر الإقتراع إنتظاراً لدورهم في التصويت، وتواجد عنصرين من قوات الشرطة وآخرين من قوات الجيش أمام وداخل المدرسة، لتأمين عملية الإقتراع. وبدا واضحاً أن فئتي النساء وكبار السن هما الأكثر إقبالاً على الاقتراع في الساعات الأولى من الصباح.

وأرجع مصدر أمني باللجنة، ضعف إقبال الشباب ومتوسطي السن إلى أن هذه الفئات في أعمالها في الصباح، متوقعاً أن يكون الإقبال على التصويت كثيفاً خلال منتصف النهار، مع خروج الموظفين من أعمالهم.

وفي لجان مدرسة النور للمكفوفين بالحي المهندسين الراقي، أقبل العشرات من المصريين على التصويت في بداية اليوم الأول، ولوحظ أيضاً أن الإقبال متوسط، مع توقعات بإزدياد الإقبال خلال منتصف النهار وآخره.

وشهد مجمع مدارس الأوقاف بحي المهندسين أيضاً، إقبالاً واضحاً من النساء، وفتحت اللجان في موعدها بالتاسعة صباحاً، وأقر المتوجدون بحسن التنظيم وحضور الأمن بشكل مكثف، في حين تم تخصيص موظف لتنظيم الصفوف، ومساعدة الناخبين على إيجاد أسمائهم في الكشوف.

وفي منطقة المنيب الشعبية، ظهر الإقبال أمام مدرسة طه حسين، متوسطاً، ولم يختلف المشهد كثيراً عن باقي اللجان، من حيث التواجد النسائي، وكبار السن.

وفي القاهرة، شهدت اللجان تواجداً متوسطاً من الناخبين، لاسيما النساء وكبار السن أيضاً، ومنها مدرسة المنيرة الأعدادية، التي قال الناخبون فيها لـ"إيلاف" إنهم حضروا من الصباح الباكر واصطفوا في طوابير أمام المدرسة، من أجل التصويت في الانتخابات.

ويبلغ عدد من يحق لهم التصويت في الانتخابات 53 مليونًا و909 آلاف و306 ناخبين، ويبلغ عدد اللجان 14 ألف لجنة فرعية، على مستوى الجمهورية. في حين قال تقرير للمركز عالم واحد لحقوق الإنسان، إن الإقبال كان ضعيفاً في مدرسة بيومي الزناتي الابتدائية بمدينة اسنا محافظة الاقصر، وأضاف التقرير أن المتواجدين للتصويت لم يتعدوا الـ10 افراد، خلال الساعة التاسعة والنصف، ولم تبدأ اللجنة العمل حتى هذا التوقيت، مع تواجد تأمين مكثف من الجيش وتواجد للشرطة بمحيط اللجنة.

وأشار التقرير إلى أن حوالي 500 ناخب تواجدوا أمام مدرسة سعد زغلول بقسم ثاني المنتزه بالإسكندرية، في حوالي الساعة التاسعة و48 دقيقة، مع عدم وجود منسق من اللجنة لتنظيم طوابير الناخبين، وتتولى قوات الجيش والشرطة بعملية التأمين وتنظيم طوابير الناخبين. وفي مدرسة علي مدرسة على بن ابى طالب، اللجنة 15 سيدات، ظهر التواجد الامني المكثف من الجيش والشرطة ومنظمي اللجنة العليا، وبدأت أعمال الإقتراع في موعدها، في ظل "إقبال لا نظير له من السيدات وكبار السن"، على حد وصف التقرير.

وقال عماد حجاب منسق مجموعة المراقبين المستقلين "مراقبنكم" في تصريح مكتوب لـ"إيلاف"& إن منظمات حقوق الانسان و المجتمع المدني تتحمل اعباء كبيرة في القيام بدورها في المراقبة لخدمة قضايا المجتمع و الوطن، و تستحق التقدير على عملها التطوعي وتفانيها فيه بإخلاص.

واضاف أن مصر سوف تجني ثمار زيادة الوعي الانتخابي السياسي للناخبين، وتطبيق آليات وضمانات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان في بناء الجمهورية الثالثة التي بدأت بعملية الاقتراع في الاستحقاق الثاني لخارطة المستقبل في الانتخابات الرئاسية.