لم تقف المنافسة بين المرشحين عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي في الانتخابات الرئاسية، عند الشوارع بالمدن والقرى، بل انتقلت إلى الفضاء الإلكتروني أيضاً، إلا أن الأول تفوق كالعادة على الأخير، وحصد ملايين المؤيدين إلكترونياً.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: منذ اندلاع ثورة 25 يناير، عرف المصريون الفضاء الإلكتروني سياسياً، لاسيما أن الدعوة للحشد وتوجيه المظاهرات الأولى وما تلاها من فعاليات خرجت من مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما فايسبوك، ومنذ ذلك التاريخ يولي مختلف السياسيين ومؤسسات الدولة العامة والخاصة اهتماماً كبيراً بمواقع التواصل الإجتماعي، بما فيها وزارة الدفاع ورئاسة الجمهورية.

مواقع إلكترونية

ولأنه ميدان للتنافس أيضاً، فقد حرص مرشحا الرئاسة المصرية، السيسي وصباحي على الإستفادة من الفضاء الإلكتروني في الدعوة والترويج لنفسيهما، ونقل أخبارهما باستمرار، فدشنت حملة السيسي موقعاً وصفحات على مختلف مواقع التواصل الإجتماعي ومنها فايسبوك وتويتر وغوغل بلاس وانستغرام، باسم "عبد الفتاح السيسي ـ AbdelFattah Elsisi".

كما أطلقت موقعاً إلكترونياً باسم "sisi2014". وإنطلقت أولى فعاليات الدعاية للسيسي رسمياً من الفضاء الإلكتروني.

كما أطلقت موقعاً إلكترونياً بعنوان "رؤية لمستقبل مصر"، يضم الملامح الرئيسية لطريقة تعامل السيسي مع مختلف المشكلات المصرية خلال رئاسته للجمهورية، لا سيما بعد إنطلاق حملات تشكيك في إمتلاكه برنامجاً إنتخابياً، فاستعاض عنه بما اسماه "رؤية للمستقبل".

معجبون ومريدون

حصدت الصفحة الرسمية لحملة السيسي على فايسبوك أكثر من مليون و300 ألف معجب، واستخدمت الحملة الصفحات والموقع الإلكتروني في نشر كل ما يخص عملية ترشيح السيسي، ومنها: أخباره، وصوره ولقاءاته، وكلماته المسجلة، وأحاديثه التلفزيونية.

سبقت حملة صباحي، حملة السيسي في استخدام الفضاء الإلكتروني، لاسيما أن صباحي مرشح في انتخابات العام 2012، وسبق أن روج لنفسه من خلال المواقع المختلفة، وجدد صباحي موقعه الإلكتروني ووضع صفحات جديدة على مختلف مواقع التواصل الإجتماعي، إلا أن حملته ركزت بشكل أساسي على موقعي فايسبوك وتويتر، وهما الأكثر شهرة واستخداماً في مصر، ولا تختلف طريقة استخدام صباحي للإنترنت عن منافسه السيسي، سوى أن الأول أضاف إليها رابطاً لجمع التبرعات لحملته الإنتخابية.

تفوق السيسي

وأظهر السيسي تفوقاً كاسحاً على صباحي في عدد المؤيدين على مواقع التواصل الإجتماعي، فبينما حصد أكثر من مليون و300 ألف معجب بفايسبوك، حصد صباحي 637 ألفاً و265 معجباً فقط، أي أقل من النصف.

وتبارى المرشحان في اطلاق الهاشتاغ، إلا أن السيسي تفوق أيضاً عبر هشتاغه "تحيا مصر"، وورد في أكثر من 400 ألف تغريدة، بينما ورد هشتاغ صباحي "هنكمل حلمنا"، في نحو 47 ألف تغريدة فقط.

حرب الهاشتاغ

وجاء ذكر هشتاغ "هأنتخب السيسي" في أكثر من 16 ألف تغريدة، بينما ورد هشتاغ "صوتي لحمدين" في نحو 7 آلاف تغريدة فقط.

وقال حسام شعبان، عضو لجنة الشباب بحملة السيسي، لـ"إيلاف" إن الحملة الرسمية لـ"المشير السيسي" اعتمدت بشكل أساسي على مواقع التواصل الإجتماعي من أجل التواصل مع مستخدمي الإنترنت في مصر، الذين وصل عددهم إلى أكثر من 38 مليوناً، أي ما يقرب من 45% من إجمالي تعداد السكان.

وأضاف أن حملة السيسي حرصت على تدشين موقع مستقل لها، باللغتين العربية والانجليزية، بالإضافة إلى صفحات بمواقع التواصل الإجتماعي جميعها، ولم تغفل مستخدمي أي منها، لا سيما أن مستخدمي تويتر يختلفون عن مستخدمي فايسبوك وغوغل بلاس وانستغرام، ولفت إلى أن ارتفاع عدد المتابعين لصفحات السيسي على مواقع التواصل يزداد كل ثانية، ويحقق تفوقاً ملحوظاً على منافسه في الإنتخابات الرئاسية.

شباب الثورة

يقول محمود عفيفي القيادي بتيار الشراكة الوطنية المؤيد لصباحي، إن حملة صباحي تجيد استخدام الإنترنت، لاسيما أن غالبيتهم من شباب الثورة، مشيراً إلى أن الشبكات الاجتماعية ساهمت في التمهيد لثورة 25 يناير، وساهمت أيضاً في جميع الفعاليات التي أتت لاحقاً حتى الآن.

وأضاف لـ"إيلاف" إن جميع مؤسسات الدولة سواء الخاصة أو العامة، ومنها وزارة الدفاع تستخدم مواقع التواصل، لا سيما فايسبوك في التواصل مع الجماهير، لافتاً إلى أن صباحي يحظى بتأييد واسع من قبل مرتادي مواقع التواصل الإجتماعي، نافياً في الوقت نفسه أن يكون تفوق السيسي دليلاً على تفوقه على أرض الواقع.

وأشار إلى أن بعض مرتادي مواقع التواصل لديه أكثر من حساب، فضلاً عن أن التصويت في صناديق الإقتراع هو الفيصل.

جزء من المنافسة

وفى هذا السياق، قال الدكتور جمال محمدي، الخبير بمركز الدراسات الإلكترونية، لـ"إيلاف" إن أرقام المؤيدين على مواقع التواصل الإجتماعي جزء من المنافسة الانتخابية بين المرشحين السيسي وصباحي،& مشيراً إلى أنها تحتمل الصعود والهبوط، إلا أنها لا تحسم النتائج قبل عملية الاقتراع، نظرًا لعدم الثقة الكاملة فى النتائج التي توصلت اليها.

وشدد على ضرورة التعامل مع نتائجها بمنتهى الحذر، والتأكيد على أنها ليست مؤشرًا حقيقيًا يعبر عن اتجاهات الرأي العام بشكل دقيق.

مقياس غير دقيق

وأضاف أن انصار كلا المرشحين يريدون أن يبرزوا أن مرشحهم يكتسب كل يوم شعبية جديدة، معتمدين على بعض المقاييس غير الدقيقة، بهدف التأثير على اتجاهات الرأي العام من خلال الايحاء النفسي للتأثير على الجماهير بحسم النتيجة مبكراً؛ مما يؤدي إلى مقاطعة البعض الانتخابات.

وأكد في الوقت نفسه أن أكثر من نصف المصريين لا يتابعون مواقع التواصل الإجتماعي، وليست لهم بها أية علاقة، ومن ثم فلا تأثير عليهم، بل يختارون مرشحهم وفقاً لإعتبارات أخرى، منها القدرة على إدارة الدولة في المرحلة المقبلة.