بدأت حرب تكسير العظام ما بين حملات ترشيح عبد الفتاح السيسي وحملات حمدين صباحي، في الإنتخابات الرئاسية، مبكراً. وشنّ مؤيدو السيسي هجمات واسعة وقوية على صباحي، وصلت إلى حد التشكيك في ذمته المالية، وبالمقابل رد التيار الشعبي، الذي يترأسه صباحي تلك الهجمات، متهماً أصحابها بـquot;التخلي عن الأخلاق في الإختلافquot;.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: تسببت تصريحات لحمدين صباحي، المرشح الرئاسي المحتمل، بحق المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، بتعرضه لهجمات متتالية من جانب مؤيدي الأول، وقال صباحي خلال لقاء تلفزيوني: quot;هناك قطاع كبير من الشعب يحب السيسي ويقدره، ولكنه يرى أنه من الأفضل أن يحتفظ بموقعه كوزير للدفاعquot;.
وأضاف quot;مسألة ترشح أحد قادة الجيش للرئاسة محل خلافquot; متسائلا quot;ماذا سيكون الموقف لو نجح السيسي في الانتخابات، وفشل في تحقيق مطالب الشعب، وخرج عليه المصريون يطالبون بتنحيه؟ هل سينحاز الجيش للشعب، أم لقائده الذي كان يوما ينتمي إلى صفوفه؟ وأثارت تلك العبارات غضب مسؤول حملة quot;كمل جميلكquot; لترشيح السيسي رئيساً، وعدد من الإعلاميين المؤيدين له، وشنوا هجمات شديدة ضد صباحي.
الحملة ضد صباحي
وقال المستشار رفاعي نصر الله، مؤسس حملة quot;كمل جميلكquot;، إن quot;مصر ستسير في سكة السلامة مع الفريق السيسي، وسكة الندامة مع من يطرحون أنفسهم رغما عن الشعب المصري مثل صباحيquot;. وأضاف quot;صباحي تخرّجفي الجامعة لا يملك شيئًا والآن يمتلك أصولا وسيارات فارهةquot;، مشيراً إلى أن quot;صباحي يمتلك فيلتين، وقصرا في التجمع الخامس، و3 سيارات كتبها بأسماء زوجته وأبنائه فضلا عن أرصدة في البنوكquot;.
وأعلن نصر الله أنه سوف يقيم دعوى قضائية ضد صباحي، لإلزامه بالكشف عن مصادر ثروته وممتلكات زوجته وأبنائه، لافتاً إلى أن quot;تحالفه مع حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية في كفر الشيخ مسقط رأسه، وأثنى على الإخوان والمهندس خيرت الشاطر نائب مرشد الجماعة المحبوس حاليًا على ذمة عدد من القضاياquot;.
ولم يقف الهجوم عند هذا الحد، بل شن الإعلامي أحمد موسى، هجوماً على صباحي، في برنامجه quot;الشعب يريدquot;، ووصفه بأنه: quot;شخص كاذبquot;، متهماً إياه بأنه quot;يهيج الرأي العام بدعواته الباطلة والقائلة إن نظام حسني مبارك عائدquot;.
وأضاف موسى quot;الإعلامي حمدي قنديل قال لحمدين إن ما يفعله للوصل إلى حكم مصر هو محاولة يائسةquot;. وتابع: quot;الهدف من الشائعات التي تخرج علينا يوميا بأن نظام مبارك عائد، هو تهييج الشباب، وخرجت تلك الشائعات بعدما زادت شعبية الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع وقرب توليه الرئاسة، وتهدف هذه الشائعات إلى إبعاد السيسي عن مسألة الترشح للانتخابات الرئاسيةquot;.
وفي حلقة على فضائية quot;القاهرة والناسquot; المملوكة، لرجل الأعمال طارق نور، المتخصص في مجال الدعاية والإعلان، شنت الإعلامية نائلة عمارة هجوماً على صباحي، وبثت معلومات نقلاً عن صفحة على موقع quot;فايسبوكquot;، قالت فيها إن صباحي تلقى أموالاً من نظام حكم القذافي في ليبيا، ونظام حكم صدام حسين في العراق.
رسالة إلى موسى
ومن جانبه، رد المتحدث الإعلامي باسم التيار الشعبي حسام مؤنس الهجمات، وقال: quot;إلى منسق ما يسمى بحملة (كمل جميلك).. عندما تريد الاختلاف افعل ذلك بشرف لا بأكاذيب وشائعات سبق لغيرك كثيرًا محاولة استخدامها ولم ولن تفلحquot;.
وأضاف: quot;إلى أحمد موسى... لا نحتاج لنذكرك مجددًا أن دورك كإعلامي إتاحة الفرصة لحق الرد، لا منعه أو التعامي عنه، لتنفيذ أغراضك السياسيةquot;. كما وجه كلمة إلى السيسي، وقال: quot;إلى الفريق السيسي... إذا نويت الترشح للرئاسة ورأينا في ذلك معلن وواضح، فأول ما ينبغي لك فعله الابتعاد عن مثل تلك الحملات والتأكيد أنه (لا جميل لأحد على مصر)quot;.
تلك الهجمات سبق أن شنها نظام حسني مبارك، ثم نظام حكم الإخوان ضد حمدين صباحي، لكنها لم تنل منه، هكذا قال المتحدث الإعلامي باسم التيار الشعبي، أحمد عاطف، لـquot;إيلافquot;، وأضاف أن تلك الهجمات لا تنفصل عن السباق لرئاسة الجمهورية، مشيراً إلى أن تلك الشائعات الهدف منها حمل المصريين على أن ينفضوا من حول صباحي، إلا أنها سوف تفشل كما فشلت الحملات التي شنها نظام مبارك ومن بعده نظام الإخوان ضد صباحي، داعياً من لديه أية مستندات حول تلقي صباحي أموالاً من الخارج أو الداخل أن يتقدم بها للنائب العام مباشرة.
فوضى وعشوائية في الإعلام
ومن جانبه، قال الدكتور سامح عباس، المدرس في جامعة قناة السويس، لـquot;إيلافquot; إن مثل تلك الهجمات لا تنفصل عن السياق السياسي العام في مصر الذي يتسم بالفوضى والعشوائية، مشيراً إلى أن توجيه الإتهامات عبر وسائل الإعلام صار من الأمور المتعارف عليها في مصر، لاسيما في ظل الفوضى وعدم الإنضباط اللذين تعاني منهما وسائل الإعلام المصرية.
وأضاف أن المنافسة على رئاسة الجمهورية في مصر بدأت مبكراً جداً كما حدث من قبل في انتخابات 2012، التي فاز فيها الرئيس السابق محمد مرسي، منوهاً بأن من طبيعة تلك المنافسات أن يتعرض أنصار المرشحين لبعضهم البعض، وتكون هناك هجمات وهجمات مضادة، تستخدم فيها وسائل غير أخلاقية، بهدف تكسير عظام الخصم والتقليل من شعبيته. وتوقع أن تشتد الهجمات كما اقترب موعد الإنتخابات الرئاسية المصرية.