السلفيون يؤكدون وقوفهم الى جانب المرشح الرئاسي المصري عبد الفتاح السيسي، بينما يشكك الآخرون في هذا الموقف، لأنهم لم يصدقوا في دعم التصويت على الاستفتاء.


أحمد حسن من القاهرة: بالرغم من مغازلة المرشح الرئاسي المصري عبد الفتاح السيسي للتيار السلفي بالتأكيد على سعيهم للصالح العام ومصلحة مصر، إلا أن الشكوك لا تزال تنتاب الشارع المصري والمتابعين للمشهد الانتخابي في مصر من صدق دعم حزب النور خاصة والسلفيين عامة للسيسي في الانتخابات الرئاسية القادمة والتصويت لصالحه، مستندين إلى تخاذل حزب النور والدعوة السلفية في دعم الاستفتاء على دستور 2014، وعدم نزول الكثير من السلفيين للاستفتاء من الأساس رغم إعلان حزب النور التصويت بنعم على الدستور.

النور ملتزم

وتوقع الخبراء والمتابعون تكرار السلفيين نفس الأمر في الانتخابات الرئاسية القادمة وستكون هناك نسبة مقاطعة كبيرة، بل إن المفاجأة ستتمثل في تصويت البعض الآخر من السلفيين لصالح المرشح حمدين صباحي.

قال المهندس أشرف ثابت، نائب رئيس حزب النور، لـ"إيلاف": "الانتخابات ستثبت صدق دعم حزب النور والدعوة السلفية للسيسي في الانتخابات الرئاسية القادمة، والعمل على التصويت له وحث الناخبين على ذلك"، منتقدًا التشكيك في نوايا الحزب بغرض التشكيك في دور أحزاب الإسلام السياسي منذ ثورة 30 يونيو، "وكان للحزب دور هام وفعال لا ينكره أحد وكان مشاركًا قويًا للقوى السياسية التي طالبت بتغيير حكم الإخوان في إطار الحفاظ على مصلحة البلاد".

وقال نائب رئيس حزب النور : " إن الحزب ليس لديه سيطرة كاملة على جميع السلفيين في مصر بحكم اختلاف تياراتهم، ولكن لدينا السيطرة والحكم على أعضاء حزب النور ومن يؤمن بفكره، وهؤلاء سوف يلتزمون بالبيان الذي صدر عن الهيئة العليا لحزب النور بتأييد التصويت لصالح المرشح عبد الفتاح السيسي، لكونه الأصلح لقيادة البلاد في المرحلة الحرجة التي تمر بها ، أما باقي التيارات فلهم فكرهم تجاه المرشحين والمقاطعة من عدمها وهذا من شأنهم، ومن الظلم تحمل حزب النور عدم مشاركة تلك التيارات السلفية في الانتخابات أوعدم دعم المشير كما أعلنت الجبهة السلفية".

ترويج للسيسي

وأوضح ثابت أن حزب النور كان له دور قوي في تصويت الناخبين بـ"نعم" على الاستفتاء على الدستور، وحجم الندوات واللقاءات الجماهيرية خير دليل على ذلك، "ويكفي أننا أكثر الأحزاب والتيارات السياسية التي أقامت لقاءات بالناخبين في القرى والنجوع لحثهم على التصويت بنعم، وهو الأمر الذي يتكرر الآن مع السيسي، فقد أقمنا أكثر من 300 لقاء شعبي بالمدن والقرى بمختلف المحافظات للدعاية له". وبسخرية، قال ثابت: "إننا في حزب النور لسنا مطالبين بحمل كاميرات لتصوير كل سلفي يدخل لجان الاقتراع للرد على المشككين".

واتهم نائب رئيس حزب النور السلفي جماعة الإخوان والمحسوبين عليها بنشر الشائعات تجاه حزب النور وتشكيك الشعب فيه، "وهو الأمر الذي نواجهه منذ ثورة 30 يونيو وأثناء حكم الجماعة للبلاد، ونتوقع استمرار تلك الحملة حتى إجراء الانتخابات البرلمانية القادمة".

وأشار ثابت إلى أن الحزب اختار السيسي لدعمه لتسعة أسباب جوهرية أهمها رغبة الشعب في ذلك بدليل نتائج تصويت المصريين بالخارج وحصول المشير على ما يفوق&الـ 90% من الأصوات.

حمدين أخطأ

وعن رؤيته للبرنامج الانتخابي للمرشح حمدين صباحي قال ثابت: "إن حمدين أخطأ في تصريحاته بإلغاء قانون التظاهر والإفراج عن بعض المسجونين ولن يتم سجن أحد بدون سبب، وهو ما يعيد خطأ مرسي بالإفراج عن المعتقلين سياسيًا، ما أدخل البلاد في فوضى أمنية نعاني منها حتى الآن"، معتبرًا تصريحات صباحي مغازلة قوية لحركات سياسية بعينها، مثل 6 إبريل وجماعة الإخوان المسلمين لحثهم على انتخابه، "وهذا أمر مرفوض فالتعامل مع المحبوسين لا بد أن يكون من خلال القضاء فقط، ولا يحق للرئيس المنتخب التدخل فيه، والشعب لن يقبل التصالح مع الإخوان مرة أخرى".

&وطالب ثابت السيسي في حال نجاحه المنتظر العمل على الاختيار الجيد لفريق العمل المحيط به بعيدًا عن سداد فواتير الانتخابات كما حدث مع مرسي، وكانت سببًا في سقوطه،"كما يجب عليه عدم الاعتماد بشكل أساسي على التقارير الواردة اليه من مؤسسات الدولة بل عليه البحث عن التقارير الواردة من جهات عدة ليس لها مصلحة إلا الصالح العام، وهذا هو الحكم الرشيد كما عمل الخلفاء الراشدون بعد رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

كما أوضح ثابت أن حزب النور لا يسعى لأي مناصب سياسية في الحكومة الجديدة، فالأغلبية في البرلمان هي التي ستشكل الحكومة، وهو الأمر الذي يؤكد عدم وجود مطامع أو مكاسب سياسية يسعى لتحقيقها الحزب بتأييد ودعم المشير السيسي.

وقفات إحتجاجية

من جانبه، أكد خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية، لـ"إيلاف" مقاطعة الجبهة للانتخابات الرئاسية، وسنقوم بوقفات احتجاجية بجوار لجان الاقتراع للتعبير عن عدم شرعية تلك الانتخابات ورفض الانقلاب العسكري، مشيرًا إلى أن حزب النور لا يعبر إلا عن نفسه فقط، ولا يعبر عن جميع السلفيين، "وهناك كثيرون من حزب النور سيقاطعون الانتخابات، ولن ندعم صباحي الذي يشارك في مسرحية هزلية".

وأكد الدكتور محمد منصور، أستاذ العلوم السياسية في جامعة أسيوط، أن السلفيين منقسمون على أنفسهم وأصواتهم مفتتة، بدليل أن كلا المرشحين لم يذكراهم في خطاباتهما الدعائية إلا نادرًا، وبالتالي لن يكون لهم دور ملحوظ في الانتخابات الرئاسية كما حدث في الاستفتاء على الدستور، خصوصًا أن الأحزاب الإسلامية وتحديدًا حزب النور لا&تتخذ مواقف واضحة في بعض القضايا، مثل فض اعتصام رابعة، ما أفقده الكثير من الشعبية في الشارع المصري، وسوف يظهر ذلك بوضوح في الانتخابات البرلمانية القادمة.