أسامة مهدي من القاهرة : قال السياسي المصري محمد الخولي، عضو مجلس امناء التيار الشعبي بزعامة المرشح الرئاسي حمدين صباحي، إن المرحلة الحالية التي تمر بها مصر بحاجة إلى السيسي، لكنه سينتخب صباحي. وحذر من تصاعد العنف كلما اقترب موعد الاستحقاق الانتخابي، واشار إلى أن المعونات الخليجية لمصر هدفت إلى احباط محاولات تركيع اقتصادها ورفض اتهام حركات الشباب بالخيانة.
&
انتخابات تحدد مستقبل مصر
وأضاف الخولي في حوار مع "إيلاف" حول الأوضاع المصرية، والانتخابات الرئاسية المقبلة، والمرشح الأقرب إلى احتياجات المواطنين في المرحلة الحالية... قائلاً إن البداية لهذه الانتخابات تبدو مبشرة مع الإقبال الكبير على التصويت خارج مصر، وتفاعل الناخبين مع المرشحين وسط دعايات لمقاطعتها. وقال إن هذا دليل على أنه رغم أن هؤلاء يعيشون خارج أرض مصر، إلا أنهم مشغولون بالهم الداخلي، ما يؤكد معرفتهم بأن نتيجتها مؤثرة وحاسمة في رسم مستقبل بلدهم، وهذا رد على من يدعون بأن نتائجها محسومة مثلاً للسيسي.
&
وأشار إلى أنه بعد احداث يوليو من العام الماضي، لمع اسم عبد الفتاح السيسي نتيجة الانجاز التاريخي الذي حققه لمصر، بعد ما اصابها من حكم متخلف عن العصر، وبعيد عن روح الدين، فهي لم تحكم من قبل رئيس منتخب وانما من جماعة عصبوية. واوضح أن خطوة السيسي للتخلص من ذلك النظام، لم تكن تعبّر عن طموح شخصي، وانما خطوة لقائد للمؤسسة الوحيدة في مصر، التي ينطبق عليها وصف المؤسسة وهي القوات المسلحة، وهذا العمل لم يكن بدعة في مصر، فعلى مدى عمر هذه المؤسسة منذ القرن التاسع، ظلت عند حسن ظن الشعب منذ عهد عرابي إلى عهد عبد الناصر، والسيسي لم يتحرك الا بعد أن خرج ملايين المصريين، ينادون بضرورة التغيير والتخلص من النظام.
&
أنا من نصح صباحي بالترشح
وقال السياسي المصري إنه لا ينتمي الآن إلى أي حزب، لكن عندما دعاه صباحي إلى الانضمام إلى التيار الشعبي، الذي أسسه، وهو يتشكل من قوى عدة، استجاب واصبح عضوًا في مجلس امناء التيار... واوضح أنه عندما تم الإعلان عن نية السيسي الترشح لانتخابات الرئاسة، جمع صباحي مجلس الامناء وطلب منهم رأيًا في ما اذا كان عليه أن يترشح ايضًا أم لا، فكان رأيه (اي الخولي) إلى جانب ضرورة الترشح ليس مكملًا إلى السيسي، وانما منافس له حتى لا تخسر مصر تجربة ديمقراطية حقيقية، وقال إن ترشح صباحي جاء ليضيف جدية وقيمة ومصداقية على التنافس.
&
عدم قبول السيسي بمناظرة صباحي
وعن اسباب عدم قبول السيسي الدخول في مناظرة انتخابية مع صباحي، اشار الخولي إلى أنه يعتقد أن الفريق الذي يقود حملة السيسي يرى أنه بناء على الخبرة السياسية الطويلة لصباحي، ومعرفته بطريقة مخاطبة الناس والتفاعل مع احتياجاتهم، فإن هذا الفريق يخشى من اختلال الكفة لصالح صباحي في الفصاحة والقدرة على التعبير، لأن السيسي مستجد على السياسة، غير أنه كان عليه خوض هذه التجربة لتقديم نفسه إلى الناس بعيدًا عن البدلة العسكرية وهالة الرسميات.&
&
وأضاف أن صباحي تقدم للترشح برغم أن الجميع يعرف أن فرصه في الفوز ليست كبيرة لكن هذا الترشح يشكل فرصة كبيرة للتفاعل مع قواعد الجماهير في انحاء البلاد وطرح خطابه المتحضر العروبي الوطني وهو امر سينفعه وتياره في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وأوضح أنه ليس المهم أن يكون صباحي رئيسًا، وانما المهم هو بقاء الوطن خاصة وأن الدستور الجديد يمنح البرلمان صلاحيات كبيرة مقابل تحديد صلاحيات الرئيس.
&
لمن تحتاج الامة من بين المرشحين الرئاسيين
وردًا على سؤال حول اعتقاده لاحتياج الأمة حاليًا لأي من المرشحين الاثنين، اشار الخبير الإعلامي الأممي الخولي إلى أن لكل منهما مواصفاته وايجابياته، وليس بينهما تناقض، والمهم الآن أن لا يسقط الطرفان في أسلوب البذاءة في التنافس. وتوقع أن يحصد صباحي اصوات الشباب، وقال إنه مع اقتناعه بجدارة السيسي وحاجة الامة إليه، ولكنه سينتخب صباحي التزامًا بأخلاقه وشرف كلمته، لأنه كان اول من نصحه بالترشح للسباق الرئاسي... وتمنى أن يكون في مصر برلمان إن لم يرأسه صباحي فإنه سيكون رئيسًا لاكبر كتلة فيه.
&
الشباب وجماعة 6 أبريل
وحول موقف الشباب من المرشحين الاثنين، اشار الخولي إلى أن الشباب يشعرون أن صباحي الأقرب لهم، نتيجة تقارب السن وخطابه الشعبي المتناغم مع تطلعاتهم والسيسي مازال فيه الرجل العسكري، وهو أمر جيد لضبط أمور البلاد، لكن الشباب لا يحبون الربط والشد بهذا المعنى العسكري وانما يريدون الحرية في التعامل والتصرف.
&
وعن حقيقة جماعة 6 ابريل الشبابية، وخروجها على نظام مبارك ووقوفها الآن ضد النظام الحالي، اوضح الخولي أنه كان لهؤلاء الشباب فضل تحريك السواكن في المجتمع عندما خرجوا في وقت مبكر على نظام مبارك، &وهم فتيان متعلمون يتعاملون مع أحدث وسائل الاتصال لكن بدون اجندة اجتماعية تحركهم... وهم شباب بحكم تعليمهم، لا يستطيعون الولوج إلى عمق الوجدان الشعبي بحكم أن معظمهم ينحدرون من عائلات ميسورة وعندما ثبت اتصال بعضهم بجهات اجنبية فإنه لا يجب اتهامهم بالعمالة مثلاً لأنهم شباب بأعلى مستوى من التعلم ويتواصلون مع العالم الخارجي بحكم قدراتهم على استخدام احدث تقنيات الاتصال، غير أن شكوكًا اثيرت حول هذه الاتصالات ويجب أن يحكم في هذا القضاء وليس كيل الاتهامات لهم.&

محاولات الاخوان لإفشال الانتخابات
وفيما اذا كان يشعر بالخوف، من محاولات عنف واضطرابات سيقوم بها الاخوان لافساد الانتخابات الرئاسية، قال السياسي المصري إنه يعتقد بأنه منذ الآن وحتى موعد الانتخابات في 26 و27 من الشهر الحالي فإن الاخوان سيقومون بعمليات تشويش وانتقام تصدر من (ضبع جريح) لا يتورع عن فعل أي شيء، والأخطر من هذا أن بينهم من يعتقد بأن الوطن عدو له.
&
وعن رأيه حول تأكيدات السيسي بأنه لا اخوان في عهده وعما اذا كان هذا سيجر البلاد إلى استمرار الخصومات والعنف في حين أنها بحاجة إلى مصالحة، قال إن على السيسي أن يوضح ما يقصد من هذه الجملة، لان كلامه هذا خطير جدًا لكن يبدو أن الهدف منه هو تطمين الكتلة الجماهيرية، التي ستصوت له لأنها تبغض الاخوان.. واشار إلى أن اكبر داعمي السيسي في حركته الانتخابية الحالية هم الاخوان بحكم ما يرتكبونه من حماقات في التظاهر المستمر ومواجهة الدولة بالعنف.&
&
المعونات الخليجية
وفي ما يخص المعونات الخليجية لمصر، وما اذا كانت ستستمر بالاعتماد عليها، اشار الخولي إلى أنه خلال الفترة بين حكم الرئيس المعزول محمد مرسي والرئيس الموقت الحالي عدلي منصور جرت محاولات عدة لتركيع مصر، وهنا دخلت اموال الخليج ليس لانقاذ الاقتصاد المصري من السقوط وانما لانقاذ مصداقيته واستمراره. واشار إلى أن هذه المعونات تعبر عن موقف سياسي راشد يقف مع الشعب المصري .
&