تعتبر السلاسل البشرية من أكثر الدعايات الانتخابية استخدامًا بين مرشحَي الرئاسة في مصر، السيسي وصباحي، ويعتمد عليها المرشح الأخير بشكل أساسي، لاسيما أنها تعتبر أكثر أنواع الإعلان تأثيرًا وأقلها تكلفة، لأنها تعتمد على الجهود الذاتية.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: ابتدع الشباب المصري قبل ثورة 25 يناير السلاسل البشرية، كطريقة جديدة للاحتجاج على الممارسات الأمنية القمعية في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وهربًا من الاعتقالات العشوائية أو تلفيق تهم قطع الطرق وإثارة الشغب، في حالة التظاهر. واستخدم الشباب السلاسل البشرية في الاحتجاج على مقتل الشاب خالد سعيد، المعروف بـ"أيقونة الثورة" في شهر حزيران (يونيو) 2010، ونظموا سلاسل بشرية على الكورنيش في مدينة الإسكندرية ومدن أخرى عدة.

عابرة للتيارات
ومع إجراء أول انتخابات رئاسية في مصر عقب ثورة 25 يناير 2012، استخدمت جماعة الإخوان السلاسل البشرية في الترويج لمرشحهم الرئيس السابق محمد مرسي، ونظموا بتاريخ 17 أيار (مايو) 2012، ما قالوا إنها "أطول سلسلة بشرية في تاريخ مصر والعالم". ومازالت جماعة الإخوان تستخدم السلاسل البشرية حتى الآن، ولكن في الاحتجاج ضد ما تصفه بـ"الانقلاب العسكري"، والمطالبة بـ"عودة الشرعية".

أما اليوم وتزامنًا مع بدء الدعاية الانتخابية الرئاسية الحالية، يتنافس أنصار السيسي وصباحي في تنظيم السلاسل البشرية في القاهرة والمحافظات. وسبقت حملة صباحي، حملة السيسي في استخدام هذا الشكل الدعائي، لاسيما أنها بدأت قبل الإعلان عن بدء الدعاية الانتخابية رسميًا، ونظم أنصار مؤسس التيار الشعبي، العديد من السلاسل البشرية، منها سلسلة في محافظات عدة في توقيت واحد، تحت شعار "واحد مننا.. هنكمل حلمنا"، منها أسيوط والإسكندرية، والبحيرة. كما نظم أعضاء حملة "سويسي مع حمدين" سلسلة بشرية في منطقة النمسا في السويس، رافعين صورًا لصباحي.

"السيسي ليه"
كذلك نظمت حملة السيسي سلاسل بشرية عدة أيضًا، منها ما نظمته لجنة الشباب في الحملة الرسمية للسيسي في محافظة البحر الاحمر في مدينة الغردقة، وحملت شعار "السيسي ليه" في الممشى السياحي. كما نظموا سلسلة أخرى في مدينة سفاجا في محافظة البحر الأحمر، في المنطقة السياحية الكيلو 8 القرى السياحية لدعم السيسي، وكانت تحت شعار "عودة السياحة".

لاقت الفعالية قبولًا ملموسًا وواضحًا من العاملين في القرى السياحية وأصحاب البازرات وبعص السائحين، حسب تقرير حملة السيسي. وفي محافظة قنا، نظم أنصار السيسي، سلسلة بشرية في ميدان المحطة في محافظة قنا، وتم توزيع صور له على المارة على أنغام الأغاني الوطنية.

ووفقًا لمحمد رضا، عضو في حملة صباحي، فإن السلاسل البشرية ابتكار مصري صميم، مشيرًا إلى أن الفكرة بدأت مع الاحتجاج على مقتل خالد سعيد تحت التعذيب في منتصف العام 2010. وأضاف لـ"إيلاف" أن الفكرة لاقت ترحيبًا من الشباب، لاسيما أن القبضة الأمنية في عهد مبارك كانت تتسم بالشدة، ولم يكن مسموحًا بالتظاهر بالشكل الذي عرفه المصريون في ثورة 25 يناير 2011، وما تلاها.

وأوضح أن حملة صباحي تستخدم السلاسل البشرية في الدعاية الانتخابية، كجزء من الدعاية الرخيصة وغير المكلفة، لاسيما أن الحملة تفتقر إلى التمويل، وتعمل بالجهود الذاتية لأعضائها وأنصار صباحي.

طرق الأبواب
وأشار إلى أن السلاسل البشرية تجتذب أنظار المارة في مختلف الشوارع والطرق، وتستطيع الحملة من خلالها توصيل الرسالة على أوسع نطاق وبدون تكلفة. ونبّه إلى أن الحملة لا تكتفي بالسلاسل البشرية، بل تنظم أشكالًا أخرى من الدعاية التي تعتمد على الجهود الذاتية، ومنها حملات طرق الأبواب، وتتمثل في التجول في القرى والمدن، وطرق أبواب المصريين، والتحدث إليهم، والترويج للمرشح حمدين صباحي.

من جانبه، قال الدكتور خالد خيرت، أستاذ الرأي العام في جامعة القاهرة، لـ"إيلاف" إن السلاسل البشرية تعتبر شكلًا من أشكال الدعاية الكرنفالية، التي تعتمد على البشر، وليس على المواد الإعلانية المصورة أو التلفزيونية. ولفت إلى أن هذا النوع من الدعاية أكثر تأثيرًا في الجمهور، لأنه يعتمد على الإتصال المباشر.