تعقيبا على ما أشارت اليه "إيلاف" صباح اليوم حول مطالبة حزب بارزاني بمنصب رئيس جمهورية العراق بدلا من معصوم، اكدت مصادر تتابع الامر مساء الأحد دخول واشنطن وطهران في وساطة لتسوية الخلافات بعد بروز اسمي فخري كريم وبرهم صالح كمرشحين لرئاسة العراق.


أسامة مهدي: أبلغ مصدر كردي "إيلاف" في اتصال هاتفي من اربيل عاصمة إقليم كردستان مساء اليوم ان المدينة تنتظر وصول وفدين ايراني واميركي كلا على حدة لاجراء مباحثات مع قيادتي الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الاقليم مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني حول الازمة المتفجرة في الاقليم والتي افضت الى خلافات بين الحزبين دفعت ببارزاني الى المطالبة بمنصب رئاسة العراق بدلا من القيادي في حزب طالباني الرئيس العراقي فؤاد معصوم على اعتبار ان هذا المنصب من نصيب حزبه وفقا للاستحقاق الانتخابي في الاقليم.&

ويقوم رئيس حكومة كردستان نجيرفان بارزاني حاليا بزيارة الى طهران حيث اجتمع اليوم مع رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني وبحثا العلاقات بين إلاقليم وايران، حيث اكد لاريجاني بالقول "لايمكن السماح بوقوع اضطرابات وخلافات في إقليم كردستان الذي يعد منطقة آمنة ولذلك يجب السعي لاجراء مفاوضات وحوارات لحل المشاكل على أن تكون الاولوية لمواجهة مخاطر الارهاب والمشاكل المالية.

خلافات وغضب ومرشَحان بديلان للرئاسة

واشار الى ان حزب بارزاني يضغط حاليا لانتزاع منصب رئيس الجمهورية لصالحه باعتباره استحقاقا كرديا كان قد تنازل عنه لحزب طالباني الذي اختار فؤاد معصوم ليحتله. واضاف ان مطالبة حزب بارزاني بالمنصب الان تأتي نتيجة غضبه من تعاطف وتأييد قيادات في حزب طالباني مع حركة التغيير المعارضة التي يتهمها بتدبير عمليات الهجوم على مقراته في محافظة السليمانية وحرقها مما ادى الى مقتل ثلاثة من كوادره واصابة عشرات اخرين اضافة الى عدم الارتياح من عدم قيام سلطات السليمانية مقر طالباني بردع الاحتجاجات ومنعها من استهداف مقرات الديمقراطي الكردستاني.

واضاف ان حزب بارزاني اعاد طرح اسم فخري كريم رئيس مؤسسة المدى للاعلام& والثقافة والفنون وهو كردي شيعي وشيوعي سابق مقرب جدا من الحزب لخلافة معصوم في رئاسة الجمهورية، فيما طرحت قيادات في حزب طالباني اسم برهم صالح نائب الامين العام للحزب لخلافة معصوم باعتبارهما ينتميان للحزب نفسه.

لكن المصدر اوضح ان ترشيح صالح يلقى معارضة شديدة من هيرو احمد عقيلة طالباني والمرأة الحديدة في حزبه التي اكدت لقيادة الحزب معارضتها الشديدة ووقفها بالضد من ترشيح صالح الامر الذي ادى الى استبعاده من الترشيح.

واضاف المصدر انه لذلك تبدو حظوظ فخري كريم الاوفر لخلافة معصوم في حال التوصل لاتفاق نهائي على منح المنصب لحزب بارزاني الذي كان رشح كريم العام الماضي للرئاسة لكنه رفض توليها انذاك.

وكشف المصدر عن ابلاغ حزب بارزاني عواصم اقليمية وغربية والقوى الشيعية السنية برغبته هذه والتي اشارت جميعها بأنها ستوافق على اي حل تتوصل اليه القوى الكردية في هذا المجال.

بغداد ستقرر

وتعليقا على مسألة الرئاسة قال الخبير القانوني العراقي طارق حرب ان منصبي رئيس الجمهورية ونائب رئيس البرلمان من مناصب الحكومة الاتحادية التي تحكمها الاغلبية البرلمانية في مجلس النواب العراقي.

وشدد حرب على انه لايمكن القبول بشكل مطلق بمطالبة البعض بهذين المنصبين لانهما من مناصب الحكومة الاتحادية التي تحكمها الاغبية البرلمانية في مجلس النواب الاتحادي في بغداد اي اغلبية التحالف الوطني الشيعي واتحاد القوى السني والتحالف الكردستاني بما فيه الحزب الديمقراطي وحزب الاتحاد وحركة التغيير والجماعة الاسلامية والاتحاد الاسلامي.

واضاف الخبير القانوني في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" الاحد ان اتفاق جميع هذه الجهات الشيعية والسنية والكردستانية كانت وراء انتخاب ممثل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني معصوم رئيسا للجمهورية في بغداد ووراء انتخاب ممثل حركة التغيير ارام شيخ محمد نائبا لرئيس البرلمان الاتحادي في بغداد.

واوضح حرب ان الاغلبية التي يملكها الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد مؤثرة قليلا اي ذات تأثير محدود لوجود الكتل البرلمانية المذكورة سابقا بخلاف تأثير هذا الحزب واغلبيته في برلمان اقليم كردستان حيث يكون الاثر واضحا اذ ان اغلبية الحزب الديمقراطي الكردستاني ستؤثر في اقصاء رئيس برلمان كردستان في اربيل الذي يمثل حركة التغيير وسيكون اثر هذه الاغلبية واضحا ايضا بابعاد وزراء حركة التغيير من حكومة اقليم كردستان ".

واوضح حرب ان تأثير هذه الاغلبية في ابعاد رئيس الجمهورية وابعاد النائب الثاني لرئيس البرلمان محدود وقليل جدا ومعلق على موافقة بغداد بكتلها الكبيرة وخاصة كتلة التحالف الوطني (الشيعي) ورئيس الوزراء حيدر العبادي مع ملاحظة ان سلطة الحزب الديمقراطي الكردستاني مطلقة في السلطة التنفيذية في اربيل ودهوك ولكنها مقيدة جدا في السليمانية التي تخضع السلطة التنفيذية فيها لحزب الاتحاد الوطني.

اجتماع لقيادتي الحزبين الرئيسيين

وكان المصدر كشف في وقت سابق اليوم عن انعقاد اجتماع مهم الليلة الماضية في اربيل لقيادات في الحزبين جرى خلاله بحث الاضطرابات الحالية التي يشهدها الاقليم من خلال الاحتجاجات الشعبية على سوء الاحوال الاقتصادية وعدم صرف مرتبات الموظفين منذ ثلاثة اشهر وتردي الاوضاع السياسية نتيجة عدم التوصل الى حل لازمة رئاسة الاقليم بعد انتهاء ولاية بارزاني لها في 19 اب (أغسطس) الماضي وعدم التمديد له او انتخاب بديل عنه.

واشار المصدر الى ان الاجتماع تم بحضور القياديين في حزب الاتحاد الوطني كوسرت رسول النائب الاول لطالباني في الحزب وملا بختيار ومن حزب بارزاني فاضل ميراني سكرتير المكتب السياسي للحزب وقياديين اخرين من الحزبين حيث تم بحث تداعيات الازمة الحالية حيث اثار خلاله قادة حزب بارزاني مسألة رئاسة العراق مؤكدين انها كانت من استحقاق حزبهم على ضوء نتائج الانتخابات النيابية في الاقليم التي جرت عام 2013 وحل فيها اولا لكن الحزب ورغبة منه عدم شق الصف الكردي فقد تنازل بها الى حزب بارزاني ولتكون من نصيب القيادي فيه فؤاد معصوم.

واوضح ان قيادات حزب طالباني التي شاركت في الاجتماع قريبة من مواقف حزب بارزاني من اسباب الازمة الحالية والجهات التي فجرت العنف فيها وعلى الضد من تواطؤ هيرو أحمد عقيلة طالباني مع حركة التغيير في اثارة الاضطرابات على حد قول المصدر الكردي.

واوضح ان بارزاني كان قبل الازمة الحالية في الاقليم قد اثار مع الرئيس معصوم خلال اجتماع سابق ملاحظات سلبية على ادائه الرسمي وتعيينه لابنته مستشارة له ولاخويه وابناء اخوته في مناصب رفيعة بهيئات الرئاسة العراقية طالبا منه معالجتها بأعتباره من كان وراء ترشيحه للرئاسة.

واشار الى انه بسبب عدم معالجة الرئيس لهذه الامور فقد بدأ حزب بارزاني يثيرها مجددا حاليا كاحد الاسباب التي يستند اليها لتجريد معصوم من منصبه الرئاسي.

يذكر ان النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني عرفات كرم قد اكد امس ان منصب رئيس الجمهورية ليس من استحقاق الاتحاد الوطني الذي يتولاه حاليا القيادي فيه فؤاد معصوم وانما من حصة الحزب وفقا للاستحقاق الانتخابي في الاقليم.

وكانت نتائج الانتخابات النيابية التي جرت في& اقليم كردستان في 21 أيلول (سبتمبر) عام 2013 قد اسفرت عن حصول الحزب الديمقراطي (بارزاني) على المرتبة الاولى من خلال فوزه بـ 38 مقعدا فيما حصلت حركة التغيير (نوشيروان مصطفى) على 24 مقعدا، فيما حصل الاتحاد الوطني (طالباني) على 18 مقعدا وحل ثالثا في ترتيب الكتل الفائزة وذلك من مجموع عدد مقاعد البرلمان البالغة 111 مقعدا.