رغم إعلان الولايات المتحدة دعمها لعراق موحد وعدم تسليمها أسلحة لاي جهة عدا حكومته متنصلة من قانون للكونغرس الأميركي يتعامل مع أكراد وسنة العراق على أنهما دولتان، أعلن في أربيل ان بارزاني سيبحث في واشنطن إقامة الدولة الكردية.. فيما عادت قوات البيشمركة الكردية إلى كردستان قادمة من مدينة عين العرب السورية بعد مشاركتها في القتال ضد تنظيم "داعش" الذي سيطر عليها في وقت سابق.

لندن: أكدت الولايات المتحدة الأميركية اليوم دعمها لعراق موحد وان الاسلحة التي تقدمها إلى العراق لن تسلم الا لحكومته وقواته الامنية. وقال المتحدث الرسمي باسم السفارة الأميركية في بغداد جيفري لوري في بيان اطلعت على نصه "إيلاف" ان سياستها تجاه العراق لم تتغير.. مشددا على دعم واشنطن وتأييدها لعراق موحد. وأشار إلى أنّ المشروع المقدم لمجلس النواب الأميركي للتعامل مع السنة والأكراد على انهما دولتان لا يستند إلى اية قوانين ولا يعكس سياسة ومواقف الولايات المتحدة.

وأضاف المتحدث الأميركي أن "كل الدعم والمساعدات والمعدات العسكرية المقدمة من الحكومة الأميركية يتم تسليمها للحكومة العراقية وقوات الأمن العراقية".. واوضح أن "المشروع المقدم لمجلس النواب الأميركي من قبل عضو الكونغرس ماك ثوربيري لا يستند إلى اية قوانين ولا يعكس سياسة ومواقف الولايات المتحدة الأميركية".. منوها بأنّ "الرئيس أوباما مسؤول عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية".

وفي وقت سابق اليوم رفضت الحكومة العراقية توجه الكونغرس الأميركي للتعامل مع العراق على اساس انه ثلاث دويلات وتزويد أكراده وسنته بالاسلحة بعيدا عنها فيما عبرت قوى سياسية عن غضبها من القانون معتبرة انه بداية لتقسيم البلاد.. بينما هدد الصدر بضرب المصالح الأميركية بداخل العراق وخارجه داعيا إلى رد بركاني صارم على هذا التوجه.

ومن المقرر أن تصوت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي اليوم الاربعاء على مشروع قانون يتعامل مع قوات البيشمركة الكردية والفصائل السنية المسلحة في العراق كبلدين وذلك بهدف تقديم مساعدات أميركية مباشرة للطرفين بعيدا عن حكومة العراق المركزية.
&
.. وبارزاني يبحث الدولة الكردية مع أوباما

وعلى الرغم من هذا التأكيد الأميركي على وحدة العراق فقد اعلن في أربيل الاربعاء ان رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني سيبحث مع المسؤولين الأميركيين خلال زيارة إلى الولايات المتحدة الاسبوع المقبل العديد من القضايا والتطورات الامنية والسياسية في العراق والمنطقة ومن بينها قيام الدولة الكردية. وقال رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان فؤاد حسين ان حرب الأكراد ضد "داعش" ومعركة استعادة الموصل منه وتثبيت حدود إقليم كردستان في الدولة العراقية والعلاقات بين أربيل وبغداد من ضمن محاور مباحثات بارزاني في واشنطن.. مؤكدا في تصريح صحافي أن أكبر تلك الملفات هو قيام الدولة الكردية. وأشار حسين إلى أن&بارزاني سيحمل ملف الدولة معه إلى البيت الابيض وسيطرحه بكل علانية أمام الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وكانت الولايات المتحدة قد رفعت مؤخرا الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني من قائمتها للمنظمات الارهابية قبل الزيارة حيث كان هذا شرط بارزاني لزيارة الولايات المتحدة.

والاسبوع الماضي قال بارزاني خلال اجتماع مع أحزاب اقليم كردستان إن الولايات المتحدة غيرت سياستها حيال تأسيس دولة للأكراد خاصة بعد الحرب ضد "داعش".. مضيفا أن واشنطن ليس لديها أي مانع لذلك الان "وسنعلن الدولة الكردية حتى لو على مساحة ثلاثة أمتار" كما نقلت عنه شبكة رووداو الاعلامية الكردية اليوم.

وستكون هذه هي المرة الرابعة التي يستضيف فيها البيت الابيض الأميركي لبارزاني إلا أن فؤاد حسين قال إن "هذه الزيارة مختلفة عن سابقاتها والحرب ضد داعش غيرت الكثير من الامور". ومن جهته طالب السياسي الكردي المستقل محمود عثمان من الأكراد ان ينظموا أنفسهم ويدعموا زيارة بارزاني إلى الولايات المتحدة لكنه أشار إلى أن دعم اقامة دولة كردية من قبل واشنطن ليس سهلا.

قوات البيشمركة تعود لأربيل بعد انتهاء مهمتها بعين العرب

عادت إلى أربيل اليوم قادمة من مدينة عين العرب - كوباني السورية قوات البيشمركة الكردية بعد انتهاء مهمتها القتالية ضد "داعش" هناك.

وقال قائد قوات البيشمركة في عين العرب كوباني العميد طلعت الزراري أن "قوات البيشمركة عادت من كوباني وفقاً للتنسيق بين حكومتي اقليم كردستان وتركيا ويجب أن نتقدم بالشكر لتركيا التي سمحت لنا بالذهاب إلى كوباني والعودة منها عبر اراضيها". وأكد ان القوات الكردية السورية هناك بحاجة ماسة إلى الأسلحة.. موضحا بالقول "ونحن في اقليم كردستان بحاجة إلى الأسلحة والأسلحة التي اخذناها معنا مدونة في قوائم ويجب اعادتها كما نقلت إلى هناك" كما نقلت عنه وسائل اعلام كردية.

وكانت وزارة البيشمركة في إقليم كردستان قد أعلنت في وقت سابق أن وحدة من قوات البيشمركة مكونة من 124 شخصًا ستعود إلى مدينة أربيل بعد شهرين من أدائها مهمة الدفاع عن مدينة عين العرب حيث انها كانت موجودة هناك منذ 27 شباط (فبراير) الماضي.

&وفي الساعات الأولى من صباح الأربعاء عبرت تلك الوحدة إلى ولاية شانلي أورفا جنوب تركيا وتوجهت براً بالمركبات إلى أربيل بينما توجه قسم آخر عبر المجال الجوي.

وكان الإقليم ارسل أول مجموعة من قواته وهي تضم 150 شخصًا في 28 تشرين الأول (أكتوبر) عام 2014 بينما أرسلت المجموعة الثانية في 3 كانون الأول (ديسمبر الماضي) حيث حلت محل المجموعة الأولى. أما المجموعة الثالثة التي حلت محل المجموعة الثالثة فبلغت 150 شخصًا ووصلت كوباني في 16 كانون الثاني (يناير) الماضي بينما ضمت المجموعة الرابعة التي دخلت كوباني في 27 شباط الماضي 124 شخصا.. ودعمت هذه القوات الجماعات الكردية التي كانت تحارب داعش في المدينة.

وقد اثنى الأمين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور في بيان اليوم على الجهود والتضحيات التي قدمتها قوات البيشمركة مهنئاً في مدينة كوباني بالنصر الكبير على تنظيم داعش وتحرير جميع المدن والقرى والقصبات هناك.