تباينت الآراء بخصوص الإعلان الأخير لحزب الاتحاد الديمقراطي في مدينة تل أبيض، في شمال سوريا وعلى الحدود مع تركيا، عن كانتون تابع لادارته الذاتية، ففي حين استنكر المجلس الوطني الكردي عبر أعضائه في الائتلاف الوطني السوري المعارض هذا التصرف، رأى أكراد آخرون أن هذه ليست خطوة جديدة، بل هي تكميلية للانتصار على داعش بدعم من التحالف الدولي.


بهية مارديني: استنكر نائب رئيس الائتلاف الوطني مصطفى أوسو إعلان حزب الاتحاد الديمقراطي مدينة تل أبيض كانتونًا تابعًا لإدارته، واصفًا إياه بأنه "تصرف غير شرعي وأحادي الجانب من قبل طرف يريد فرض إدارته وأيديولوجيته بالقوة في موقع جديد على الأراضي السورية".

تخدم النظام
وأكد أوسو أن "نظام الأسد هو أكثر المستفيدين من هذه السلوكيات "الشاذة" لحزب الاتحاد الديمقراطي، وأن الكرد هم المتضرر الأكبر، لأن هذه التصرفات تساهم في زيادة الشرخ بين مكونات المجتمع السوري، وتحمّلهم ظلمًا جريرة هذه الممارسات".

وشدد على أن "المشروع الكردي في سوريا هو التأسيس الدستوري لحقوق الكرد وثقافتهم ولغتهم في سوريا الواحدة الموحدة، التي تنعم بالديمقراطية والحرية والكرامة لكل أبنائها، والكرد جزء من الشعب السوري ومن قضيته الوطنية".

وقال "إن محاولات فرض إدارة تعبّر عن أيديولوجية حزب واحد بدون التوافق على ذلك لا تخدم مطالب الكرد، بل تضر قضيتهم، وتخدم أعداءهم من نظام الأسد وشبيحته". في حين قال الدكتور زارا صالح، القيادي الكردي، في تصريح لـ"إيلاف": "كما نعلم أن سوريا مقسمة عمليًا وعسكريًا إلى مناطق عدة، وحتى النظام نفسه قد رسم خارطة دويلته المستقبلية منذ سنين، وفي ظل هذه الفوضى والقرار العسكري، فان كل طرف سوف يسعى إلى توسيع جغرافية نفوذه واستعادة مناطقه".

استراتيجية توسعية
وقال إن إعلان "الإدارة الذاتية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي ضم تل أبيض إلى كانتون "كوباني" حصل بعد السيطرة العسكرية واستعادتها من داعش، وبطبيعة الحال فإن ذلك يخدم الاستراتيجية العسكرية للحزب، لحماية مناطقه، والانطلاق نحو مدن أخرى، كما صرح عدد من مسؤوليه، لتكون خالية من داعش، وهذا يتوافق مع الخطة الأميركية، وقوات التحالف في محاربة تنظيم الدولة الإرهابي، وتحديدًا عاصمته الرقة".

أضاف: "يتم التحضير لعملية مشتركة بقيادة التشكيل الجديد (قوات سوريا الديمقراطية) التي أساسًا تعتمد على قوات حماية الشعب، رغم المشاركة العربية والسريانية، وذلك بالتنسيق مع الأميركيين، لاقتحام الرقة، واستعادتها من داعش. وقد سبق أن أنزل الأميركيون، وعبر الطائرات، أسلحة ومعدات لهذا الهدف، في مناطق سيطرة الاتحاد الديمقراطي، ومنها منطقة تل أبيض، التي تعتبر مهمة لتنفيذ تلك الاستراتيجية".

واعتبر صالح أن "إعلان ضمها إلى إدارة كوباني هي خطوة تكميلية، خاصة بعد تحريرها". وأضاف إن "تل أبيض ليس كانتون رابع، بل تم ضمه إلى كوباني، إداريًا وعمليًا، بحيث تتم إعادة تموضع في سوريا، والكل يسعى إلى الحفاظ على مناطقه، رغم عدم وجود اعتراف رسمي من قبل أية جهة، سواء من جانب النظام أو من قبل المجتمع الدولي، ويبقى القرار المفروض بقوة السلاح هو الفيصل في الوضع السوري حاليًا، في ظل شبه إعلان للنظام عن دويلته، بعد تأكيد حمايتها أسطولًا روسيًا ودعمًا إيرانيًا، وبقاء المجتمع الدولي و"أصدقاء سوريا" متفرجين، بانتظار جنيف أو موسكو أو أستانة جديدة".

يتجاوز القوميات
وأكد "بطبيعة الحال فإن خطوات الاتحاد الديمقراطي لا تحمل طابعًا عرقيًا، لكون الحزب صاحب نظرية (أمة ديمقراطية) فوق القوميات، ومشروعه يختلف مع الطموح الكردي في سوريا، الذي هو حاليًا (دولة فيدرالية)، أي فيدرالية كردستان - سوريا بالتوافق مع بقية المكونات".

وأشار إلى أنه "عمليًا ليست هناك خطوة جديدة من عملية ضم تل أبيض، وإنما هو تحصيل حاصل لما بعد النصر العسكري على داعش، وبمساعدة التحالف الدولي، وأيضًا لا يوجد تخوف من قبل باقي المكونات من عرب وتركمان تل أبيض، لكونهم من ضمن المجلس والإدارة التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي".

وكان مسؤول كردي صرح أخيرًا بأن الإدارة التي يقودها الأكراد في شمال سوريا أعلنت عن إقليم جديد، يضم بلدة تل أبيض على الحدود مع تركيا، كانت قوات حماية الشعب الكردية قد انتزعته من تنظيم الدولة الإسلامية في يونيو/ حزيران الماضي.

والإقليم الإداري الجديد، الذي يطلق عليه "كانتون"، هو الرابع، الذي تعلنه الإدارة الكردية في شمال سوريا. وقال دليل عثمان المسؤول الإعلامي في الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد إنه تم الإعلان رسميًا عن "كانتون" جديد. ولم يقل متى وكيف تم الإعلان عنه رسميًا؟.