شكلت بلدة تل أبيض صفحة جديدة في عذاب السوريين المتواصل منذ 5 سنوات، فالقتال الدائر بين "داعش" ووحدات حماية الشعب الكردي اجبر سكان البلدة على الفرار وترك ديارهم مرغمين منضمين بذلك إلى ملايين اللاجئين السوريين.&
&
بيروت:&المأساة السورية لا تنتهي، بل تنتقل من صفحة إلى أخرى. وها هي صفحة جديدة يرسم معالم آلامها سكان الشمال السوري الذين أوصدت بوجوههم منذ 3 أشهر بوابات اللجوء إلى تركيا، حتى&احتشد الناس، شيبًا وشبانًا عند مشارف مدينة تل أبيض البعيدة نحو 3 كيلومترات من نظيرتها التركية أقجة قلعة، هربًا من قتال ضار نشب قبل عدة أيام حين هاجمت وحدات حماية الشعب الكردية مواقع تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في الرقة وسيطرت على قرية سلوك الاستراتيجية و12 قرية أخرى، هذه السيطرة التي رأى فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تهديدًا مستقبليًا لتركيا.
وهكذا، بات الأكراد السوريون على بعد 5 كيلومترات من تل أبيض، فتحصن فيها داعش لأنها ممر عبور المتطوعين الأجانب عبر الحدود التركية.
&
&بين فكي كماشة
&
دفع القتال الشرس بالآلاف من المدنيين لمغادرة بيتهم والفرار خوفًا من قتال يبدأ ولا ينتهي إلا بخراب المنطقة على رؤوس ساكنيها. أرادوا الأمان، لا أكثر، فمنعهم منها عناصر داعش، وحذروهم بمكبرات الصوت من قتلهم جماعيًا لو تابعوا فرارهم إلى الأراضي التركية. إلا أن 20 ألفًا أهملوا تهديد الدواعش وتابعوا المسير حتى وصلوا إلى معابر اللجوء من مشارف تل أبيض إلى الداخل التركي، ورأوا أقجة قلعة الصغيرة. لكن الأسلاك الشائكة منعتهم من التقدم، وفوقها مياه ساخنة من خراطيم تركية أردت من تجرأ على الاقتراب.
وهكذا، وجد الفارون الموت من ورائهم وقسوة الأتراك من أمامهم، بينما وقف الدواعش ضاحكين شامتين، يريدون ان يبقى هؤلاء سواتر بشرية لهم.
&
صاح الناس وتضرعوا طلبًا للأمن والماء والطعام، فما لقوا آذانًا صاغية، لا من الدواعش ولا من الأتراك. بعضهم قدر أن يفتح كوة صغيرة، هي نافذته إلى أمنٍ يحلم به قبل أن يموت.
&