نفى مسؤولون أكراد حصول أي عمليات تهجير قسري أو تطهير عرقي في تل أبيض، بينما شكل الائتلاف لجنة مشتركة لتقصي الحقائق.

بهية مارديني: تحدثت مصادر متطابقة لـ"إيلاف" عن لجنة مشتركة بين الائتلاف الوطني والمجلس الوطني الكردي، للتحقيق في ما تردد عما جرى في تل ابيض من تهجير وعمليات تطهير عرقي، فيما قال العقيد في الجيش الحر عبد الجبار عكيدي لـ"إيلاف" أن هناك تهويلًا اعلاميًا كبيرًا ممنهجًا، لإيقاع الفتنة وضرب الإخوة العربية الكردية، "وخلال ايام سنرى عودة سكان تل ابيض إلى منازلهم عندما تخف حدة الاشتباكات ويتوقف القصف".

لم يحصل

وأكد شلال كدو، القيادي الكردي وعضو الائتلاف، لـ"إيلاف" أن "ما يجري في تل ابيض وريفها وريف الحسكة وراس العين ليس الا الحاق الهزيمة بارهابيي داعش وتقهقرهم على يد قوات الحماية الشعبية وعدد من فصائل الجيش الحر، وبمساندة جوية من طيران التحالف الدولي من دون المساس بالمدنيين العزل سواء أكانوا عربًا ام اكرادًا ام تركمانًا".

وأضاف "وما يشاع حول قيام هذه القوات المشتركة بعمليات تطهير عرقي لا اساس لها من الصحة البته، ولو كانت هذه القوات تنوي القيام بعمليات تطهير عرقي لأقدمت على ازالة قرى التعريب البالفة عددها اكثر من اربعين مستوطنة، والتي زرعها النظام بين ظهراني الأكراد منذ 1973 حين استقدم آلاف مؤلفة من افراد القبائل العربية من الرقة وحلب لتوطينهم في المناطق الكردية بموزاة الحدود التركية بطول 375 كم وعرض من 10 إلى 20 كم بعد الاستيلاء على اراضي الاكراد ومنحها لهؤلاء الوافدين، بهدف تغيير ديموغرافية هذه المناطق وللفصل بين ابناء الشعب الكردي على جانبي الحدود، وللايحاء بأنه لا يوجد قضية كردية في سوريا ولا وجود لجزء من كردستان ملحق بالدولة السورية اثر اتفاقية سايكس بيكو التي جزأت بلد العرب إلى اثنان وعشرين جزءًا وبلد الكرد إلى اربعة اجزاء".

فتنة لا أكثر

اما فيما يتعلق بهجرة السكان من مدينة تل ابيض، وريفها فشدد كدو أن هذه ليست المرة الاولى التي يهجر فيها السوريين من ديارهم، "فالناس تترك بيوتها وموطنها لتنقذ ارواحها حين تدنو الحرب وتتحول مدنها وقراها إلى ساحة معارك، بغض النظر عن الاطراف المتحاربة، فالذين هجروا من تل ابيض وريفها لم يفروا خشية من قوات الحماية الشعبية، بل فروا قبل أن تصل اليهم هذه القوات".

وأضاف: "كثرة الحديث عن عمليات التطهير العرقي بحق المواطنين العرب والتركمان ربما يكون الهدف منه هو التغطية على فشل تنظيم داعش وجرائمها وتقهقرها، اضافة إلى محاولة دق اسفين بين العرب والأكراد وبالتالي احداث فتنة عربية كردية. ولا شك أن النظام يقف خلف هذه المحاولات التي يجب علينا جميعًا في المجلس الوطني الكردي وكذلك في الائتلاف الوقوف في وجهها والتصدي لها كونها احدى اقذر مخططات الاجهزة الامنية للنظام ولا يستفيد أحد منها سواه".

وتابع: "لا أرى ضرورة لتشكيل لجنة تقصي حقائق، فالهيئة العامة في اجتماعها الاخير لم تشكل اية لجنة من اجل هذا الموضوع، كما أن الهيئة السياسية بدورها لم تشكل شيء من هذا القبيل، وربما يتم تشكيل لجنة في الايام المقبلة".

عار عن الصحة

وقالت نسرين عبدالله، القيادية في في وحدات حماية المرأة: "ما نشر على لساني عار عن الصحة وتلفيقات اعتدناها". وأشارت في تصريح لها للمركز الاعلامي لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD في أوروبا إلى أن ما تداولته بعض الوسائل الإعلامية حول الإعتذار الذي قدمته لأهالي مناطق الجزيرة من عرب وتركمان بسبب ما وصفته تلك الوسائل عمليات التهجير والتطهير العرقي، هو عار من الصحة.

وتساءلت عبدالله: "كيف أعتذر عن أمر أو حدث لم يحدث، وبالأصل لا توجد عمليات تهجير وتطهير طائفي أو قومي حتى أقدم الإعتذار".

واعتبرت أن وحدات حماية الشعب والمرأة تدافع عن جميع مكونات المنطقة دون تفرقة أو تمييز، وهي ملتزمة جميع المعايير القانونية الدولية الخاصة بهذه الحالات، والتلفيقات المنسوبة إلى وحداتهم من قبل بعض الوسائل الإعلامية تهدف إلى تشويه صورة قواتها بعد الإنجازات الكبيرة التي حققتها في حربها ضد داعش، "وتعمل هذه التلفيقات والأكاذيب على خلق الفتنة بين مكونات المنطقة للنيل من أخوة الشعوب والتعايش المشترك".