استبعد محلل إستراتيجي أميركي أن يقف باراك أوباما إلى جانب الرياض ضد إيران، لأنه لا يريد حربًا مع طهران، بل سلمًا معها.

دبي: تتواصل التحليلات حول مآل العلاقات الخليجية الأميركية بعد قمة كامب ديفيد التي تنعقد اليوم. فالمحلل الاستراتيجي الأميركي آرون ديفيد ميلر، نائب مدير معهد ودرو ويلسون للسياسات الدولية، قال لشبكة "سي أن أن" إن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على توفير ما يطمئن السعوديين القلقين حيال تطور النفوذ الإيراني بالمنطقة، "خصوصًا أنها تحاول عقد صفقة معها، وقمة كامب ديفيد سيكون فيها الكثير من المجاملات والابتسامات، لكن الحقيقة أن الرياض تشعر بقلق شديد من تطلع واشنطن للسماح بمحور فارسي".

أمر ما يحصل

وفي قراءة لغياب الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز عن القمة، وإن كانت رسالة توبيخ لأوباما كما يقال، قال ميلر: "علينا الابتعاد عن هذه المصطلحات لأن العلاقات بين أميركا والسعودية أكبر من أن تعترضها مشاكل مماثلة، لكن عندما يدعو الرئيس أوباما إلى قمة في كامب ديفيد يفترض على القادة الحضور، في حين أن القمة الحالية لا تضم إلا قائدين من أصل ستة".

أضاف للشبكة الأميركية: "الواضح أن أمرًا ما يحصل، لكن لا أظن أن القضية تتعلق بأزمة في العلاقات بين البلدين، فالسعودية تعتمد بشكل كبير على أميركا والعلاقات بينهما بمليارات الدولارات، وهناك 35 ألف جندي أميركي في الخليج، إلى جانب صفقات التسلح، كما أن الأمن السعودي ما زال يعتمد كثيرًا على الضمانات الأميركية".

تداعيات الصفقة

ولفت ميلر إلى أن السعوديين يشعرون بالقلق حيال ما يرونه محورًا فارسيًا، "وهم يرون أن إدارة أوباما، ومن خلال سعيها لعقد اتفاق نووي مع طهران، ستفتح الأبواب أمام إيران للحصول على مليارات الدولار عبر رفع العقوبات، ما سيسمح لطهران بتمويل نشاطاتها التوسعية في العراق ولبنان واليمن".

وأضاف ميلر: "أظن أن أميركا تعمل حاليًا وفق سياسةٍ تشكل إيران محورها الرئيسي، فسياسة البيت الأبيض خلال السنة ونصف السنة الماضية في الشرق الأوسط قامت على تجنب خوض مواجهة مسلحة مع إيران بسبب برنامجها النووي، وإذا جرى التوصل إلى صفقة مع إيران فإن ذلك سينهي تمامًا أي فرصة لضربات إسرائيلية، لكن تداعيات الصفقة ستظهر عبر السماح لإيران بالحصول على أموال طائلة مجمدة، وإذا أخذنا بعين الاعتبار المطامع الإقليمية الإيرانية في اليمن وسوريا والعراق، فسنكون أمام مشكلة كبيرة. والواقع أن السعودية تتطلع بقلق إلى ما يحصل وتعتبران أن الإدارة الأميركية ساذجة بتصرفاتها مع إيران، أو تريد إرسال رسالة جديدة مفادها أن إيران هي القوة الرئيسية بالمنطقة".

وقع الرسالة الأميركية على اسرائيل ليس أخف... فاسرائيل قلقة ايضا من السياسة الاميركية الحالية.

مهمة غير سهلة

واستبعد ميلر أن تستطيع أميركا القيام بأمر حقيقي لتحسين العلاقات مع السعودية، قائلًا: "الأمر الأهم هو أن تقوم أميركا باتخاذ خطوات لمواجهة النفوذ الإيراني المتزايد بالمنطقة، وخصوصًا في سوريا، حيث تحاول أميركا تجنب أي دور عسكري، والإدارة الأمريكية قادرة على إيجاد طريقة تعكس إصرارها على وقف النفوذ الإيراني، وعلى طمأنة السعوديين وإظهار أن سياستها بالمنطقة لا تتمحور مستقبليًا حول إيران".

وأضاف: "لكن هذه المهمة لن تكون سهلة، فدول (5+1) تحاول عقد صفقة مع إيران حول ملفها النووي، وهذا يحول دون دفع أميركا نحو مواجهة إيران باليمن أو سوريا".

واستبعد ميلر خروج الخلافات بين السعودية والولايات المتحدة إلى العلن، كما حصل مع الاسرائيليين. قال: "الخلافات لن تظهر، سيكون هناك الكثير من التحيات والمصافحات والابتسامات، المشكلة أن تصرفات الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط تركت انطباعًا قويًا بأن الاستقرار في اليمن وسوريا والعراق لا يقوم على التعاون بين أميركا وروسيا، بل بين أميركا وإيران، وهذا يخيف الإسرائيليين والسعوديين".