بهية مارديني: دافعت معارِضة سوريّة عن القرار المصري بالتصويت الأخير لصالح قرارين، أحدهما فرنسي وآخر روسي، في مجلس الأمن الدولي السبت الماضي، وأكدت أن القاهرة لا تتلاعب بالدم السوري بل إن مواقفها واضحة لانهاء الأزمة في سوريا.

واعتبرت مفيدة الخطيب منسقة رابطة سوريات في القاهرة وعضو تيار الغد السوري في تصريح لـ"إيلاف"، أن الموقف المصري مما يجري في سوريا "موقف واضح عبّرت عنه القاهرة من خلال استضافتها لمؤتمر القاهرة للمعارضة السورية واستضافتها أيضًا لنشاطات معارضين سوريين ومؤتمراتهم ومنها مؤتمرات تيار الغد السوري المعارض".

وأضافت في معرض تعليقها على تصويت مصر في مجلس الأمن لصالح القرارين الفرنسي والروسي "أن القرار الفرنسي جاء قبل الروسي وطبيعة القرارين متممان لبعضهما عمليًا ﻻنهما ليسا ضد خيارات الشعب السوري، ونحن كسوريين نثق بنوايا الشعب المصري تجاه الشعب السوري بالخلاص من اﻻستبداد ووقف العنف ولكل دولة سياستها ومواقفها ونحن نحترم أيضًا خصوصية مصر أيضا في اتخاذ قراراتها".

وقالت الخطيب إنّ "كلا القرارين يؤكدان على المطالب اﻻنسانية واﻻغاثية المرجوة وﻻ يوجد في كلا القرارين ما يؤكد على غير ذلك وﻻ يوجد فيهما أي شيء يدل على قتل السوريين ولكن الخلاف على موضوع حظر الطيران".

لذلك قالت أنها "ترحب بتصويت مصر على القرار الفرنسي الذي وافقت عليه مصر أوﻻ"، أما بخصوص مشروع القرار الروسي فأشارت الى أننا "كنا نأمل لو كان التصويت باﻻمتناع من باب التضامن مع الشعب السوري بخصوص شرق حلب، وفي كلا القرارين قضايا مشتركة وهي وقف اﻻعمال العدائية على الشعب السوري، وادخال المساعدات اﻻنسانية، والرجوع الى قرارات مجلس الأمن".

ورأت أن الأهم من ذلك "تأكيد اﻻخوة المصريين على ضرورة الحل السياسي، واﻻنتقال السياسي للسلطة وعلى العمق التاريخي الذي يربط مصر بسوريا عبر التاريخ وتأكيد على دور مصر الشقيقة بجانب الشعب السوري فتحت ذراعيها منذ بداية الثورة لأغلب المعارضة السورية، من خلال عدة مؤتمرات أقيمت على أرض مصر".

وكان القرار المصري بالتصويت لصالح القرار الروسي أعقبه انتقاد سعودي قطري عبّر عنه المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المُعلمي، حيث وصف تصويت مندوب مصر لصالح مشروع القرار الروسي، بالمؤلم.

وقال المعلمي بعيد التصويت "كان مؤلمًا أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى الموقف التوافقي العربي من موقف المندوب العربي (المصري).. ولكن أعتقد أن السؤال يُوجه إلى مندوب مصر".

وأكد أن" بلاده ستواصل دعمها للشعب السوري بكل الوسائل". ووصف المندوب السعودي طرح روسيا مشروعًا مضادًا، واستخدامها الفيتو ضد مشروع القرار الفرنسي بـ"المهزلة".

وقال المعلمي "إن بلاده وعشرات من الدول الأخرى ستوجه خطاب احتجاج لمجلس الأمن الدولي".

كما وصفت مندوبة دولة قطر لدى الأمم المتحدة علياء آل ثاني الموقف المصري بالمؤسف. وقالت "إن المهم الآن هو التركيز على ما يمكن لانقاذ الشعب السوري".

فيما قال مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عمرو أبو العطا إن مصر صوتت لصالح المشروعين الروسي والفرنسي، وانتقد ما بات يمثله مجلس الأمن، الذي "أصبحت المشاورات في إطاره تكرارًا وتسجيلاً لمواقف تقليدية وحواراً للطرشان".

وأوضح أن مصر كانت تدرك مسبقا "الفشل الحتمي للمشروعين (الفرنسي والروسي)"، لكن رغم ذلك، "فإن تصويتنا لصالحهما لم يكن يستهدف سوى التعبير عن موقف مصر التي ضاقت ذرعًا من التلاعب بمصير الشعوب العربية بين القوى المؤثرة في الصراعات بالمنطقة".

ووجه نداءً للقوى الدولية والإقليمية والداخلية في سوريا بتجنب الصراعات والمطامع السياسية والنعرات الطائفية من أجل إنقاذ الشعب السوري من المآسي التي يعاني منها يوميًا.

وأكد "بأن مصر تؤيد كل الجهود الهادفة لوقف مأساة الشعب السوري، وأنها صوتت بناءً على محتوى القرارات وليس من منطلق المزايدات السياسية التي أصبحت تعوق عمل مجلس الأمن".

ويدعو مشروع القرار الروسي إلى الاسترشاد بالاتفاق الأميركي الروسي لإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، ويحث الأطراف على وقف الأعمال العدائية فوراً، والتأكيد على التحقق من فصل قوات المعارضة السورية المعتدلة عن "جبهة فتح الشام" (النصرة سابقا) المصنفة إرهابية كأولوية رئيسية.