إيلاف من لندن: تعاني العملية السياسية في جنيف حول سوريا حالة مرعبة من الاستعصاء والجمود في ظل توقف المفاوضات وعدم اتفاق روسيا وأميركا حول كيفية الحل السياسي وآلياته وأولوياته، في حين يتزايد تدفق الدم السوري في كل مكان.

قال محمد غانم، مدير مجلس العلاقات السورية الاميركية، لـ "ايلاف " "أعلم علم اليقين أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ارتضى و قبل بألا يكون هناك تقدم في المسار السياسي، و ألا يكون هناك انتقال سياسي في سورية قبل خروجه من سدة الرئاسة".

وأضح "لذا كل ما تسمعينه من ستيفان ديمستورا الموفد الأممي و من جون كيري وزير الخارجية الأميركي للأسف مجرد كلام فأنا على علم بما يدور خلف الكواليس".

لكنه أكد انهم "صادقون برغبتهم بتخفيف العنف، وفي قضية الهدنة و أن كانوا غير راغبين في فعل اي شيء لخلق عواقب حقيقية لبشار الأسد و روسيا لدى خرقها".

الصحافي السوري حسام محمد قال لـ"ايلاف" بأن" النظام الدولي يعيد انتاج ما أسماه حافظ الأسد الرئيس السوري السابق عقب انقلابه بالحكم بـ "ثورة 8 آذار" وبعدها بالحركة التصحيحة المفبركة".

ورأى أن "المفاوضات في جنيف لن تكون بوابة لرحيل الأسد بل لتوطيد حكمه مع قبول المعارضة لبعض المقاعد الغير مركزية، ومن ثم سيكون هنالك انقلاب من الأسد عليها بعد الانتهاء من الحراك المسلح".

وأكد أن الامور معقدة وسيئة. وأضاف "اعتقد من سيشارك بالمفاوضات الحالية غير محظوظ أبداً، لانه لا يملك أصدقاء دوليين حقيقين يساندوه ولوحده لن يستطيع أن يدير الملف بتاتاً".

من جانبه قال لـ"ايلاف" كرم خليل المنسق في الجيش السوري الحر إن "الجميع مقتنع ان العقدة السورية لابد وأن تنتهي بحل سياسي ومنذ انطلاقة سلسلة مؤتمرات جنيف حول هذه القضية والأطراف تدعي وتدعو تمسكها بها"، ولكنه &لاحظ أنه "منذ دخول الروس على الخط فقد أدوا الى تعقيدها والى تعنت النظام أكثر".

&وأكد أن "الحديث اليوم بكثرة عن التطرف الحاصل أفقد عدالة القضية على طاولة الحوار ، فالتطرف ومظاهر الإرهاب هي نواتج مرحلية وردات أفعال على حالة تغول كبير للنظام على مدى أعوام خمس استخدم فيها كل انواع الأسلحة من صواريخ سكًود وأسلحة كيميائية وبراميل متفجرة وطيران ودبابات والعالم أجمع يقف متفرجا فمن الطبيعي ان تكون ردات الفعل عنيفة ولكن ان يترك المسبب ومسبباته ونتعلق بالنتائج السلبية دون البحث في المقدمات فذلك الظلم بأقصى صوره ".

واعتبر خليل أن "هذا ماجعل النظام يشتد بعناده ويشتد بقتله مادام العالم ينسى المجرم ويحاسب المعتدى عليه لأنه قاوم سكين قاتليه".

وشدد أن "الشعب السوري الذي خرج مطالبا بحريته وقد دفع أكثر من مليون شهيد وفق إحصائياته لن يتراجع حتى تحقيق أهدافه".

وقال "خلال جولات المفاوضات كانت المفاوضات تنقل للحديث عن مواضيع ليست من الأولويات ولا هي في الحقيقة من الصلاحيات ولا هي نقاط خلافية خرج الشعب ثائرا لأجلها وإنما أدرجت لتمييع مطالبه وتمييع ثورته ،فمطالب الشعب واضحة اسقاط النظام الذي قتل الشعب وهذا يتطلب بالضرورة إزاحة بشار ومنظومته القمعية وإنشاء هيئة حكم انتقالية يكون النظام فيها خارجا وهذا مالم يتم النقاش فيه حتى الآن كما أن الوفود المشاركة ليس لها تمثيل شعبي وقد فرضت من قبل النظام وموسكو واصطناع وفد معارضة في حقيقته هو وفد مخابرات للنظام الا ماعرف باسم وفد الرياض فله تمثيل نسبي ومع ذلك فقد تم الإعتراض عليه وقد أجبر مؤخراً العميد أسعد الزعبي و محمد علوش على مغادرة المفاوضات لتأمين بديل آخر عنهم يكون بولاء مطلق للأجندات الدولية".

واعتبر خليل أن "المفاوضات ستستأنف بكل الظروف فالمعارضة تسعى لتسويق قضيتها والتعريف بها لكسب التعاطف الدولي وهذا برأيي لن يحدث لأن من لم تحركه صور الأشلاء والمجازر اليومية لن تحرك إحساسه ندوة او لقاء في فندق هنا وهناك ، اما النظام فهو كذلك يسعى بكل جهده لتثبيت صبغة الإرهاب على الثورة وعلى الإسلام من خلال تسليطه الضوء على بعض الحالات والكسب المتزايد للرأي العام الغربي" .لكنه أنهى حديثه بالقول أن" واقع الحال يشير أن لاتقدم في هذا الصيف باتجاه اي حل بل الى تعقيد الأمور أكثر".