أشاد بعض المعارضين السوريين بخطاب المعارضة الإيرانية في مؤتمرها السنوي، معتبرين بأنه خطاب عقلاني ومعتدل تجاه الشعب الايراني والعالم.&

إيلاف من لندن: انطلق في العاصمة الفرنسية باريس يوم السبت، مؤتمر المعارضة الإيرانية السنوي بمشاركة أكثر من 100 ألف من أبناء الجاليات الإيرانية في العالم.

الكاتب والمحلل السياسي المعارض محمد خليفة اعتبر في حديث مع "إيلاف" أن المؤتمر السنوي الذي نظمه المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في باريس "إنجاز سياسي دولي لافت لمنظمة "مجاهدي خلق" نظرًا لحجم الحشد الجماهيري الذي قارب المائة الف مشارك، والمستوى العالي للشخصيات السياسية والحقوقية والاعلامية الاوروبية والاميركية والعربية، فضلاً عن الايرانية التي شاركت فيه، وعقلانية الخطاب الذي وجهته المعارضة الايرانية الى العالم أولا، والشعب الايراني في الداخل ثانيًا، وشعوب الشرق الاوسط التي أساءت لها سياسات الملالي الحاكمين في طهران وجنرالاتها المغامرين ثالثًا".

وقال: "إذا كانت للأمكنة والمدن ذاكرة تاريخية لا تنسى، فإن باريس التي تحتضن المعارضة الايرانية الديمقراطية اليوم هي نفسها باريس التي استضافت الخميني في عام 1978، حيث كانت منصته لاطلاق قذائفه الدينية يوميًا الى نظام الشاه، مما أدى الى انهياره، وعودة رجل الدين الطاعن الى طهران منتصرًا، ورحيل الشاه الى المجهول قبل أن يموت منبوذًا في مصر"، متسائلًا: "هل تتكرر التجربة مع مريم ومسعود رجوي، الزوجين اللذين يقودان مجاهدي خلق؟".

وأشار الى ان "المنظمة الايرانية العريقة أكدت على أنها قوة اجتماعية لا مجرد حركة سياسية سطحية، وهي التي سبق أن قاومت نظام الشاه قبل أن يفعل الخميني وانصاره بسنوات، وقدمت تضحيات جسيمة من أجل الحرية، وهي تؤكد الآن مرة اخرى استمرارها في النضال لاسقاط نظام الملالي بقوة وزخم لا تستطيعه سوى الحركات الضاربة الجذور في مجتمعها".

ولفت الى "الحضور الدولي الرفيع المستوى الذي ضم اعضاء كونغرس وسياسيين اميركيين بارزين من الحزبين، وسياسيين أوروبيين، بينهم رؤساء حكومة ووزراء سابقون من دول عديدة، وشخصيات عربية يتقدمها الامير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات الاسبق في السعودية، وأحد خبراء السياسة المختصين بالشأن الايراني البارزين".&

وتضمنت الفعالية ندوتين علنيتين بالغتي الجدية لمناقشة أزمات الشرق الاوسط التي خلقتها التدخلات الايرانية في الدول العربية والاخطار التي ما زالت تنطوي عليها هذه السياسة الرعناء.

كما تضمنت الفعالية المؤتمر الخاص لمجلس المقاومة الايرانية الذي طرح برنامج عمل موجهًا للشعب الايراني ودول العالم يتبنى النضال لاسقاط نظام الملالي واقامة نظام ديمقراطي بديل يعبر عن أماني الشعب الايراني&، الذي يعد ، كما قال الامير تركي الفيصل،& الضحية الاولى لسياسة الملالي، ويحقق السلام لشعوب المنطقة التي افسدتها عدوانية الحرس الثوري واحلام تصدير الثورة.&

النظام مأزوم

وأضاف خليفة أنه "من أهم ما طرحته السيدة مريم رجوي قولها إن النظام بات ضعيفًا ومأزومًا، ولم تتحقق آماله الاقتصادية بعد توقيع الاتفاق النووي،& ودعت لتنسيق الجهود لاسقاطه، ولذلك لم يتردد الامير السعودي في اعلان رغبته بزواله" .

وأضاف: "كان مثيرًا وبالغ الاهمية اجماع السياسيين الاميركيين والاوروبيين على خطأ وفشل سياسة ادارة اوباما حيال طهران في السنوات السبع الماضية، والتي اتاحت للملالي الحصول على رخصة انتاج السلاح النووي بعد تجميد موقت".

ومن جانب آخر، لفت الى أن "الحضور السوري الشعبي في فعالية المعارضة الايرانية كان ملموسًا، وخفقت أعلام الثورة وصدحت اصوات المعارضين السوريين والايرانيين مطالبة باسقاط الملالي والاسد معًا".

ولكنه عبرّ عن أسفه في أن هذا الحضور كان "عفويًا وفرديًا، وكان ينبغي أن يكون منظمًا وعلى مستوى أعلى، لطرح موقف الثورة بصفة رسمية، والمشاركة في مناقشة مستقبل الشرق الاوسط، وحجم التورط الايراني في سوريا وما سببه من نتائج مأساوية ومدمرة".

&وتابع خليفة في أن نفس الامر يقال عن "الوضع في العراق، ولا مبرر ابدًا لعدم دعوة ممثلين عن الشعب السوري والعراقي واللبناني واليمني لاظهار نوع من التحالف الشعبي الواسع ضد نظام الملالي. والملاحظة ذاتها توجه لمنظمي المناسبة بسبب غياب ممثلي الشعوب المضطهدة في ايران والمحكومة بشكل طائفي وعنصري كشعب الاحواز العربي والكردي، والبلوش، والآذريين، وهذا الغياب بالذات يطرح اسئلة عن نوايا ونظرة (مجاهدي خلق) من حقوق هذه الشعوب المغيبة!".

تقليد سنوي&

من جانبه، قال المعارض السوري الكردي محي الدين عيسو في تصريح لـ"إيلاف"، إنه "بالعموم مؤتمر المعارضة الإيرانية هو تقليد سنوي بحضور شخصيات عربية وعالمية داعمة للمعارضة الإيرانية، ورافض لسياسة الملالي الذين يحكمون بالحديد والنار، حيث تعاني كافة القوميات الموجودة في ايران بالأخص الكردية والعربية من سياسة القمع والاضطهاد".

ووصف المؤتمر بالعموم بأنه "كان ناجحًا وركزت جميع الكلمات التي ألقيت على ضرورة مساعدة الشعب الإيراني والمعارضة الإيرانية للتخلص من النظام الحاكم، وتعزيز قيم الديمقراطية وحقوق الانسان الغائبة تماما حاليًا في ايران. الحضور السوري كان مميزًا رافعين علم الثورة والعلم الكردي مرددين شعارات مطالبة باسقاط نظام بشار الاسد ومحاسبته كمجرم حرب، والتركيز على وحدة الشعب السوري".

هذا وطالبت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي، في بداية المؤتمر بــ"إسقاط نظام ولاية الفقيه في إيران"، معتبرة أن "الاتفاق النووي زاد من جرائم طهران في المنطقة".

واتهمت رجوي طهران بـ "ارتكاب جرائم في سوريا والعراق للتغطية على فشلها"، وقالت إن "النظام الإيراني شن قصفًا صاروخيًا على معسكر ليبيرتي في بغداد، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا". وأدانت التفجير الذي وقع بالقرب من المسجد النبوي في المدينة المنورة في السعودية.
&
وأعربت رجوي عن أملها في أن "تتخلص المنطقة والعالم بأكمله من التطرف الدیني تحت اسم الإسلام، وهو ما يقع مصدره في إيران".
&
من جانبه، قال رئيس المخابرات السعودية السابق الأمير تركي بن فيصل إن "مطلب المعارضة الإيرانية بإسقاط الحكومة سيتحقق"، مشيرًا إلى أن "الخميني رسخ سلطة مطلقة لنفسه بناء على نظام ولاية الفقيه"، وأضاف: "النظام الإيراني يدعم جماعات طائفية لزعزعة الاستقرار في عدد من دول المنطقة".
&
كما أعلن "دعم المملكة والعالم الإسلامي للانتفاضات في أنحاء إيران ومناصرة الشعب الإيراني في ثورته ضد نظام (الولي الفقيه)".
&