قررت السلطات الإيرانية منع النائبة مينو خالقي من أداء اليمين القانونية، وذلك على خلفية ظهورها بدون حجاب أثناء زيارة قامت بها إلى أوروبا والصين.

طهران: فازت مينو خالقي بمقعد في البرلمان الايراني خلال الانتخابات العامة في فبراير الماضي، التي اسفرت عن نجاح كبير حققه الاصلاحيون، لكن لجنة فض النزاعات القوية في السلطة القضائية الايرانية قررت منع خالقي من أداء اليمين القانونية بدعوى ظهور "أدلة ضدها"، في خطوة تبيّن ان القوى المحافظة لن تسلّم بصعود التيار الإصلاحي. &

واتضح ان هذه "الأدلة" المزعومة هي صور "سُربت" على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا ظهرت فيها النائبة خالقي بدون حجاب في مكان عام اثناء زيارة الى اوروبا والصين، وقد سارع المتشددون الى اتهام خالقي بـ"خيانة الأمة".&

قرار مُسيّس

لكن معارضين للنظام أعلنوا ان قرار لجنة فض النزاعات قرار مُسيّس يتعلق بتحجيم الاصلاحيين ولا يمت بصلة الى سفر خالقي الى الخارج وتنقلها دون حجاب، واشار ناشطون معارضون الى ان هناك علامة استفهام كبيرة على الأدلة نفسها، فيما اعلنت خالقي في بيان ان الصور التي ظهرت فيها بلا حجاب هي عبارة عن "تلفيقات حاقدة"، وقالت: "أنا مسلمة اتمسك بمبادئ الاسلام"، واضافت انها رفعت دعوى على موزعي&الصورة متهمة اياهم بـ"جشع سياسي".&

واللافت ان قرار لجنة فض النزاعات طرد خالقي من البرلمان جاء بعد يوم على اعتقال ناشط محافظ بتهمة نشر صور مزيفة على القناة التي يديرها على تطبيق "تلغرام" للتراسل.&

وتدخل الرئيس حسن روحاني في المعمعة بتغريدة على تويتر يعبر فيها بصورة غير مباشرة عن تضامنه مع خالقي التي كانت من بين 18 امرأة &فُزن&بمقاعد في البرلمان.&

وقال محللون إن القضية تبيّن أن سطوة المحافظين لم تنحسر بفوز الاصلاحيين، ورغم اكتساح الاصلاحيين مقاعد أهم منطقة انتخابية، فانهم يقفون عاجزين امام عودة شرطة الآداب الممقوتة الى الشوارع والتهديدات التي يتلقاها ممثلون وفنانون بأنهم يقعون تحت طائلة العقاب إذا خرجوا عن خط المتشددين. &

استياءٌ واسع

وكانت متاعب خالقي بدأت بعد اسابيع على انتخابها عندما قرر مجلس صيانة الدستور طردها دون ان يقدم اسباباً لقراره، واثار القرار استياء واسعاً في اوساط الاصلاحيين، لا سيما وان المجلس نفسه أمعن التدقيق في ملف خالقي، كما يفعل مع سائر المرشحين الآخرين، قبل ان يوافق على ترشيحها في الانتخابات.&

وازدادت مخاوف الاصلاحيين، بمن فيهم خالقي نفسها، لأن البرلمان وحده المخوّل، وفق الدستور الايراني، المصادقة على عضوية النواب الجدد. ولكن في هذه الحالة يبدو ان مجلس صيانة الدستور صادر سلطات البرلمان، أو ادعى لنفسه صلاحيات مساوية لصلاحيات البرلمان. &

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن النائب الاصلاحي علي شكوري راد قوله: "إن هذا يعني ان أي فائز في الانتخابات يمكن ان يُطرد بقرار من مجلس صيانة الدستور، وهذا يخلق سابقة سيئة للانتخابات المقبلة".

استعراض عضلات

وفجّر طرد النائبة خالقي نزاعًا بين البرلمان والحكومة من جهة، ومجلس صيانة الدستور الذي يضم 12 عضوا غير منتخبين من جهة اخرى. &

ومن المتوقع ان يتدخل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي لحسم النزاع حول طرد خالقي بوصفه صاحب الكلمة الأخيرة، وقال المحلل السياسي القريب من الحكومة فرشاد قربان بور "إن هناك احتمالا ضئيلا باعادة عضويتها في البرلمان".&

واضاف قربان بور ان هذه المعركة قد تنبئ بمعارك سياسية عديدة مقبلة بعد أن انقسم البرلمان بالتساوي بين الاصلاحيين والمحافظين والمستقلين، واضاف: "ان هذا اول استعراض عضلات من جانب المتشددين وسنرى المزيد".&
&