ساد جدل كبير في الأوساط السورية المعارضة، بعد تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أنه سيلتقي معارضين سوريين في الدوحة. وفيما أكدت مصادر لـ"إيلاف" أن بوغدانوف سيلتقي معاذ الخطيب الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري المعارض، نفت الهيئة العليا للمفاوضات والائتلاف الوطني السوري أي علم لهما بالاجتماع، وأكدا أنهما ليسا طرفًا فيه ولا يعلمان من هم أطرافه.

إيلاف من لندن: تعليقًا على إعلان بوغدانوف لقاء ممثلين عن المعارضة السورية في الدوحة الثلاثاء، قال الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات الدكتور رياض نعسان آغا، إن الهيئة لا علم لها بهذا اللقاء.

الهيئة غير معنية
أضاف في تصريح نشره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، أن "الهيئة غير معنية به، ولا تعرف بالضبط من هي المعارضة التي سيلتقيها بوغدانوف في الدوحة"، كما أكد أعضاء في الائتلاف ذلك. وكان بوغدانوف قال لوسائل إعلام روسية، إنه سيجتمع مع ممثلين للمعارضة السورية في الدوحة.&

وتوقع مصدر معارض تحدث لـ"إيلاف"، أن تلتقي الدبلوماسية الروسية بمختلف الأطراف المعارضة في هذه المرحلة، بهدف استئناف العملية السياسية بالشكل الذي يمكن تحقيقه للوصول إلى الحل السياسي.

لكنّ مصدرًا مطلعًا نفى لـ"إيلاف" ذلك، وقال إنه رغم لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وتقليص الخلاف الروسي التركي، الا ان بعض المعارضين السوريين يصعّدون إعلاميًا ضد روسيا، مما يجعل التواصل صعبًا، إن لم يكن مستحيلًا.

وضرب المصدر مثلًا على دأب هؤلاء المعارضين السوريين، الذين أشار إليهم وصف روسيا بـ"الاحتلال"، وما تسميه "محاربة الإرهاب" بـ"المجازر"".

لقاءات متعددة لبوغدانوف
وقال بوغدانوف لوكالة نوفوستي، "أتوجّه إلى الدوحة، وستكون هناك لقاءات مع الفلسطينيين والمعارضة السورية وممثلين قطريين. ثم سأتوجّه إلى الأردن، وآمل أن تجري هناك لقاءات مع مسؤولين أردنيين والرئيس الفلسطيني محمود عباس".

جاءت تصريحات بوغدانوف بالتزامن مع مباحثاته التي أجرها الاثنين في طهران مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره حسين جابري أنصاري معاون وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية المسؤول عن الملف السوري في الخارجية الإيرانية.

وكان بوغدانوف وصل طهران مساء الأحد لوضع الإيرانيين في إطار المباحثات التي أجراها الرئيس التركي مع نظيره الروسي، وليستمع من طهران إلى التصورات التي ناقشها ظريف مع المسؤولين الأتراك خلال الزيارة التي قام بها في الأسبوع الماضي لأنقرة وخلال التواصل السابق بين أنقرة وطهران.

برسم المفاوضات
من جانب آخر، وفي تسريب لمحضر الاجتماع بين مايكل راتني المبعوث الأميركي وأعضاء الائتلاف الوطني المعارض، ورد أهم ما قاله المبعوث الأميركي إلى سوريا: "نحن لا علاقة لنا مع الـ PYD وإنّما لنا علاقة عسكريّة مع YPG وهي شراكة عسكريّة لقتال داعش، كنّا نرغب في أن يكون لنا شركاء من الجيش الحر، لكن الجيش الحر يريد قتال الأسد بالتزامن مع قتال داعش، والمشكلة أنّ قتال الأسد عسكريًا ليس ضمن خطّتنا حاليًا، ونحن لا يمكننا أن ننتظر ذلك. ونحن نريد شريكاً قويّاً على الأرض، والـ YPG شريك قوي".

ووجه راتني النصح الى الائتلاف قائلًا: "ننصحكم أن تتحدّثوا مع PYD فهم مكوّن سوري، والـPYD لن تختفي من الساحة السّوريّة". أضاف راتني "أريد أن أذكر أنّه لا شراكة سياسيّة بيننا وبين PYD، نحن لا نعترف بمصطلح "روج آفا" ولا ندعمه سياسيّا، وهم يريدون الاعتراف بهم، وقلنا لهم إنّ طاولة المفاوضات هي التي تحدد شكل الدولة السوريّة".

خشية سيناريو ليبي
وأشار الى أن حزب الاتحاد الديمقراطي "PYD قد لا يتوافق معكم أو مع أصدقائكم، ولكن "هم جزء من بلدكم ونحن لا نريد أن يحصل تقاتل بين الـ YPG وبين الجيش الحر". وكشف راتني "لقد قمنا بنقاشات مع الروس في ما يخص الحل السياسي، الروس مقتنعون أنّه لو رحل الأسد ستكون سوريا مثل ليبيا".

وقال "أنتم بنظر الروس مجانين وإرهابيون، فقال لهم جون كيري وزير الخارجية الأميركي، وقلت لهم أنا، إننا نتحاور معكم، فقال لنا لافروف لماذا لا يأتون إلينا ويناقشوننا ويحاوروننا، وذلك (في رد على سؤال حول ضغط الأميركيين على جيش سوريا الجديد للتعاون مع الحشد الشعبي العراقي) قال: نحن لم نضغط أبدًا لكي يتعاونوا مع أحد".

ثقة مفقودة
وشدد على: "نحن نريد الحرب ضد النصرة بطريقة ذكيّة، والروس يحاربونها بطريقة غبيّة، الفرق بيننا وبين الروس أنهم مستعدون لعمل أي شيء يخدم النظام السوري، أمّا نحن فلن نفعل معكم الشيء نفسه". واعتبر المبعوث الاميركي أن "حديثنا مع الروس أدّى إلى تبريد ملفات كثيرة".

ولفت إلى "نحن لا نثق بالروس، وهم لا يثقون بنا، نحن نريد نهاية الحرب، وهم يريدون شرعية الأسد". و"الروس يريدون التعاون العسكري معنا، ولكنه سياسيًا تعاون باهظ الثمن، وقلنا لهم انه لا يمكن التقدم بالأوضاع الحالية". ووجّه تأنيبًا إلى الائتلاف "هذا الصراع استمر خمس سنوات، وقد يستمر 15 أو 20 سنة أخرى، وانتم (الائتلاف) ما زلتم تقومون بعملكم بالطريقة نفسها، وتتوقعون نتائج مختلفة؟". وقال أيضًا "نحن (الأميركيين) مصرّون على سوريا جديدة من دون بشار الأسد".&

وكان عدد من أعضاء الائتلاف أكدوا ما تم ذكره في وسائل الاعلام حول النصائح الأميركية الثلاث للائتلاف بخصوص حلب وحزب الاتحاد الكردي والتواصل مع الروس، فيما قال موقع "كلنا شركاء" الذي نشر التفاصيل السابقة، إن "ذلك الاجتماع حضره رئيس الائتلاف ونائبته وكبار اعضاء الهيئة السياسية، ومن الطرف الاميركي رافق مايكل راتني الديبلوماسيون: ماكس مارتن، جيل هتشينغز، كارين ديريك، باتريك بولاند، وإن وسائل الإعلام نقلت اشياء مجتزأة".