يبدو أن هناك خشية مشتركة فرنسية سعودية من وقوع الهبة المقدمة من المملكة إلى الجيش اللبناني بيد حزب الله، فوجدت السلطات السعودية أن جيشها أولى بهذه الهبة لذا بدأت المفاوضات بين الرياض وباريس لتحويلها الى الجيش السعودي.​

نيويورك: ​إنشغل الإعلام اللبناني والعربي بالقرار الذي اصدرته المملكة العربية السعودية، والقاضي بوقف الهبة المالية التي قدمتها المملكة لدعم الجيش اللبناني، وقوى الأمن الداخلي.

القرار السعودي، أثبت وبما لا مجال للشك أن العلاقة بين الرياض وبيروت في الوقت الحالي ، ليست على ما يرام، وذلك خلافًا لما جرت عليه العادة، فقسم كبير من اللبنانيين يعتبرون انفسهم مدينين للمملكة بسبب الجهود التي بذلتها الأخيرة في سبيل حفظ استقرار لبنان (الأمني والأقتصادي) طوال العقود الماضية، لكن الأوضاع الإقليمية وانخراط أحزاب سياسية لبنانية ضمن المشاريع الخارجية ساهما في توتير العلاقة مع الرياض، الأمر الذي اثمر انعكاسًا سلبيًا دفع الجيش اللبناني وقوى الأمن ثمنه.

لم يكد القرار السعودي يصدر يوم الجمعة، حتى صب عدد كبير من السياسيين اللبنانيين جام غضبهم على وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، بسبب المواقف التي اتخذها في الأسابيع الماضية حيال توتر العلاقات بين السعودية وإيران، باسيل غرد خارج السرب العربي في كثير من المحطات والمؤتمرات رغم التحذيرات التي تلقاها، والتي لم تجدِ صدى لديه.

وفي العودة الى الهبة السعودية، فقد حرم الجيش اللبناني بشكل خاص من المساعدات العسكرية التي دفعت المملكة ثمنها الى باريس، وهذه المنحة وقع عليها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، فالأخير وخلال سنوات حكمه قدم الكثير من المساعدات المالية الى لبنان، وتوج مساعيه الهادفة الى حفظ استقرار هذا البلد بالزيارة التاريخية التي قام بها الى بيروت يرافقه رئيس النظام السوري بشار الأسد عام 2010، وذلك بهدف تخفيف التوتر في لبنان.

ويشار ايضا إلى ان الملك عبدالله وبعد معارك عرسال 2014، ودخول تنظيم داعش وجبهة النصرة إلى مواقع الجيش اللبناني، وتمكن التنظيمان من اختطاف عدد من العسكريين، أعلن عن هبة مالية جديدة بقيمة مليار دولار لتسليح وتذخير الجيش، وذلك رغبة منه ومن الإدارة السعودية في تعزيز دور الجيش وتزويده بكل ما يحتاجه في معركته ضد الإرهابيين.

أين تذهب الهبة؟

أين ستذهب الهبة، تقول المعلومات، بداية إلى أن هناك خشية مشتركة فرنسية سعودية من وقوع هذا السلاح بيد حزب الله، وبالتالي وجد أبناء الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، أن جيش بلادهم أولى بهذه الهبة خصوصا انه يخوض حربًا في اليمن، كما أن هناك معلومات عن استعدادات تجري على قدم وساق للتدخل في سوريا، لذا بدأت المفاوضات بين السعوديين والفرنسيين لتحويل الهبة الى الجيش السعودي.​

وطوال السنوات الماضية كانت المملكة تنظر إلى لبنان بصفته الشقيق الأصغر، ولهذا السبب دأبت على مده بكل ما يحتاج خصوصا بعد انتهاء الحرب الأهلية واستضافة الطائف للمؤتمر الشهير، حيث حل في المدينة معظم الأفرقاء اللبنانيين المتصارعين، وايضا لعبت دوراً بارزاً انسانياً واغاثياً وديبلوماسياً اثناء الإحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، وحتى بعد أحداث السابع من ايار لم توقف المملكة مساعداتها، لكن الفترة الحالية التي يمر بها الإقليم والتوتر المتصاعد مع إيران جعل القائمين على ادارة الامور في الرياض يعيدون حساباتهم.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة اليوم، هل ترفع المملكة الغطاء رسميًا عن لبنان الذي اتخذ موقفًا اقرب الى إيران منه إلى الرياض، المعلومات تشير "إلى ان السعوديين يعملون وفق قاعدة "لا تزر وازرة وزر اخرى"، وبالتالي فإن المملكة لن تسمح بمعاقبة جميع اللبنانيين بسبب مواقف هذا السياسي أو ذاك، ولكنها إضافة إلى دول مجلس التعاون الخليجي، ستضيّق الخناق على المرتبطين بخصوم المملكة، فالمواجهة مكشوفة، ولغة النصح لم تأتِ بأي جديد، فمثلاً كم مرة دعت المملكة بعض الافرقاء اللبنانيين الى عدم التدخل بشؤون دول الخليج، وكيف تم الرد على مثل هذه الطلبات، خلايا في الكويت والبحرين.