رفض تحالف القوى العراقية السنية اقتصار عمليات الاصلاح في البلاد على التغيير الوزاري.. وبينما اعلن مجلس محافظة الأنبار عن وفيات جديدة في الفلوجة بسبب نفاذ الغذاء والدواء،&دعا زعيم ائتلاف الوطنية العراقية إلى الاسراع بعملية تحرير المدينة في حين عبّرت لجنة حقوق الانسان النيابية عن قلقها وريبتها من تأخر هذه العملية.

لندن: قال تحالف القوى العراقية السنية عقب اجتماع استثنائي في بغداد شارك فيه رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ووزراء التحالف في الحكومة الحالية، إن تغيير الوزراء ينبغي أن يكون مسببًا، وان يتم بالتشاور مع الكتل السياسية وعبر الإجراءات الدستورية على ان يضمن لقيادة التحالف والكتل البرلمانية الحق في ترشيح من تعتقده مناسبًا، وفق المؤهلات التي يضعها رئيس الوزراء حيدر العبادي.

وأضاف التحالف أن هيئته السياسية قد ناقشت في الاجتماع قضية التغيير الحكومي التي أطلقها العبادي، باعتبارها مدخلاً للإصلاح، حيث ثبت المجتمعون عددًا من المبادئ العامة، وفي مقدمتها مساندة أي مسعى للإصلاح بلا أدنى تردد، لكنه يرى بأن التعديل الوزاري المنتظر لايعد كافيًا للإصلاح ان لم يترافق وإياه اصلاح للمنهج ونية واضحة معززة بالإجراءات لتطبيق البرنامج الحكومي المتفق عليه وان يشمل التغيير باقي مفاصل الدولة كالهيئات المستقلة وباقي الدرجات الخاصة، كما أشار في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه الاحد.

وأشار التحالف إلى أنّ اجتماعه ناقش ايضًا انطلاق عمليات تحرير محافظة نينوى، حيث بارك تقدم القوات المسلحة "لدك اوكار تنظيم داعش الإرهابي بالتعاون مع المتطوعين من اهالي نينوى وشرطتها المحلية وبإسناد مباشر من قوات التحالف الدولي".. داعيًا "مواطني نينوى وعشائرها إلى التعاون الفعّال والانتفاض من اجل دحر الاٍرهاب إلى غير رجعة وتحرير المدينة من براثنه". وناشد القوات المسلحة التي تقاتل حاليًا لتحرير باقي مدن الأنبار توخي كل ما من شأنه تجنيب المدنيين آثار القتال والحصار وسياسة التجويع.

كما بحث المجتمعون قضايا النازحين والجهود المبذولة بهذا الشأن، حيث جرى تقييم التحركات التي يقوم بها تحالف القوى في الجانب الانساني والإغاثي من اجل تخفيف المعاناة على المهجرين والنازحين، داعيًا الحكومة إلى بذل المزيد من الجهود لتأمين عودتهم إلى مدنهم المحررة دون إبطاء ورصد ميزانية معقولة تتناسب وحجم المشكلة ووضع الخطط الكفيلة باستيعاب الأعداد المتوقعة من النازحين مع بدء عمليات تحرير نينوى التي انطلقت الخميس الماضي.
وعلى الصعيد نفسه، ترأس سليم الجبوري رئيس مجلس النواب اليوم إجتماعًا ضم رؤساء وممثلي الكتل النيابية جرت خلاله مناقشة اهمية الاسراع بعملية الاصلاح السياسي ودور الكتل النيابية فيها، حيث أكد على اهمية ان يكون البرنامج المقدم من قبل رئيس مجلس الوزراء برنامجًا اصلاحياً واسعاً وشاملاً.

وأجمع الحاضرون على ضرورة اعطاء مهلة زمنية محددة لرئيس الوزراء لتقديم مشروعه الاصلاحي، "والذي من الاهمية بمكان ان يشمل جميع الوزراء، بالإضافة إلى الهيئات المستقلة والدرجات الخاصة ووكلاء الوزراء والدرجات العليا وانهاء حالة ادارة المناصب بالوكالة"، كما قال بيان صحافي لمكتب اعلام البرلمان تسلمته "إيلاف". وقد تم التأكيد على اهمية اكمال واتمام جميع مستلزمات عملية الاصلاح، وأن تأتي متوافقة ومتسقة مع مطالب وتطلعات الشعب العراقي.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال امس خلال مؤتمر صحافي في بغداد مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون انه سيستكمل الاسبوع الحالي مشاوراته مع الكتل السياسية للاتفاق على الصيغة النهائية لهذا التغيير، وعلى الاجراءات الاخرى لمكافحة الفساد.

وتسلم العبادي الخميس الماضي قائمة ترشيحات الصدر لوزراء حكومة التكنوقراط المنتظرة، وأكد مكتبه انه سيتم التعامل ايجابيًا معها ومع الترشيحات الاخرى، حيث سيقوم العبادي بتقديم قائمة بالتعديلات الوزارية إلى مجلس النواب خلال الاسبوع المقبل.

الفلوجة تُقتل جوعًا: هاشتاغ على شبكات التواصل الاجتماعي

فيما اعلن مجلس محافظة الأنبار اليوم عن وفاة طفلين ورجل بسبب نفاذ الغذاء والدواء في الفلوجة، فقد دعا زعيم ائتلاف الوطنية العراقية إلى الاسراع بتحرير المدينة.

وفيما اطلق ناشطون هاشتاغاً على شبكات التواصل الاجتماعي تحت عنوان "الفلوجة تُقتل جوعًا"، فقد أكد رئيس المجلس صباح كرحوت ان اثنين من الأطفال الرضع ورجلاً مصاباً بمرض السكر توفوا في مدينة الفلوجة بسبب عدم وجود حليب الأطفال والغذاء ودواء الانسولين لمرضى السكر في مستشفى المدينة. وأشار في تصريح صحافي إلى أنّه بالترافق مع ذلك فقد تم انقاذ اثنين من كبار السن من أهالي المدينة بعدما حاولوا الانتحار والقاء أنفسهم من فوق جسرها إلى نهر الفرات.. موضحًا ان الدافع لانتحارهم هو الجوع ونفاد الغذاء.

ومن جهته، أكد نائب الرئيس العراقي سابقاً زعيم ائتلاف الوطنية العراقية أياد علاوي في تصريح صحافي تسلمت "إيلاف" نصه اليوم، أن آلاف الأسر من اهالي مدينة الفلوجة "الصامدة" بمحافظة الأنبار الغربية التي يسيطر عليها تنظيم داعش منذ حوالى العامين وتخضع لحصار عسكري يعانون من اوضاع انسانية مفزعة بسبب ارتهانها في قبضة عصابات داعش منذ سنوات.. مشيرًا إلى "انعدام ابسط مقومات الحياة من غذاء ودواء وخدمات وتتفشى الأمراض الفتاكة وفقًا لتقارير المنظمات الدولية والسكان المحاصرين من داخل المدينة، عدا عن اساليب القمع والترهيب واحتجاز المدنيين من اطفال ونساء وشيوخ كدروع بشرية والتي يمارسها التنظيم ضد كل من يفكر بالتمرد عليه او مغادرة المدينة".

وشدد على أنه في ظل هذا الوضع الانساني والوطني الكارثي، فإن الامر يستدعي التحرك العاجل لرفع المعاناة عمن تبقى من ابناء هذه المدينة من خلال الاسراع في تحريرها بموازاة فتح الممرات الآمنة لخروج المدنيين واغاثة المنكوبين منهم.

ودعا علاوي المجتمع الدولي والإقليمي والامم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي إلى وقفة داعمة وتضامنية مع سكان الفلوجة والعمل على مساعدة عشرات الالاف من الأسر المنكوبة من النازحين والمهجرين في مناطق العمليات العسكرية وتقديم الاغاثات العاجلة لهم والتسريع بإعادتهم إلى ديارهم.

كما عبرت لجنة حقوق الانسان النيابية عن "قلقها وريبتها" من تأخر تحرير الفلوجة التي تعاني من النقص في الغذاء والدواء، وذلك من خلال الحصار المفروض على سكانها من قبل القوات الامنية وممارسات تنظيم داعش ضد المواطنين المدنيين.

وطالبت اللجنة في بيان صحافي تسلمته "إيلاف" الاحد، جميع الكتل السياسية إلى استنفار قواها ووضع الخلافات جانبًا من اجل تحرير مدن البلاد.. وأشارت إلى أنّ الحل للحصار المفروض على مدينة الفلوجة يعتمد اما في فتح ممرات آمنة لاخراج المدنيين أو رمي المساعدات جواً عليهم.

ودعت اللجنة المنظمات المحلية والدولية إلى تقديم المساعدة لأهالي الفلوجة في ظل عجز بعض الوزارات نتيجة عدم توفير التخصيصات المالية الكافية في ظل موجة نزوح جماعي للمدن التي يسيطر عليها داعش.. كما ناشدت الدول المانحة إلى ضرورة التعامل الجدي لتقديم المساعدات المادية للمناطق المحررة وتقديم المساعدات الفورية العاجلة للعوائل النازحة، الامر الذي يتطلب استنفار الجميع نحو توحيد القوى لمساعدة المدنيين.

وكانت قيادة العمليات المشتركة قد اعلنت الجمعة الماضي عن فتح ثلاثة منافذ لخروج الاهالي من مدينة الفلوجة، وسط تحذيرات من تصاعد حالات موت بين السكان بسبب الجوع ونقص الغذاء.&

ويأتي تحديد القوات المشتركة لهذه المنافذ الثلاثة في وقت تزداد معاناة المحاصرين في الفلوجة من أقسى ظروف إنسانية تشهدها في تاريخها نتيجة عدم السماح لقوافل المساعدات بالوصول اليها. ويهدد الموت جوعاً حوالى 150 الف شخص مازالوا يعيشون في أجواء إنسانية غاية في الصعوبة داخل مدينة الفلوجة التي يؤكد سكانها ان حوالى 40 شخصًا أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن يموتون في المدينة اسبوعيًا بسبب نقص الغذاء والدواء.

ويحتل تنظيم داعش قضاء الفلوجة الذي يبعد 60 كيلومترًا غرب العاصمة بغداد منذ مطلع عام 2014، وحوّلها إلى ولاية تابعة إلى دولته الاسلامية، فيما تجري القوات العراقية استعدادات لانتزاع السيطرة عليها من قبضة التنظيم.&