استجابة لدعوات سياسية وبرلمانية وانتقادات محلية، اعلنت قيادة العمليات المشتركة عن ثلاثة منافذ لخروج الاهالي من مدينة الفلوجة في محافظة الانبار الغربية التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" منذ حوالى العامين وتخضع لحصار عسكري عراقي وسط تحذيرات من تصاعد حالات موت بين السكان بسبب الجوع ونقص الغذاء، فيما تم الاعلان عن تحرير مدينة كبيسة ورفع العلم العراقي فيها.


أسامة مهدي: قالت قيادة القوات المشتركة في بيان اليوم اطلعت على نصه "إيلاف" ان بعض وسائل الاعلام تناولت تصريحات سياسية تصف الفلوجة بأنها مدينة محاصرة واهلها يتعرضون الى معاناة انسانية، مؤكدة تحديدها لثلاثة منافذ يمكن للمواطنين الخروج منها حيث ستكون القوات المسلحة من قيادة عمليات الانبار باستقبالهم لنقلهم الى أماكن آمنة وتقديم الدعم الإنساني لهم.

واشارت القيادة الى ان المحور الاول للخروج هو من جسر البوعلوان باتجاه السدة الموازية لنهر الفرات ومن ثم الى منطقة الصبيحات ثم الى جسر الصقلاوية، فيما المحور الثاني من جسر الفلوجة الجديد باتجاه طريق الفلاحات ومن ثم الى الصبيحات باتجاه &جسر الصقلاوية، اما المحور الثالث فهو من جسر الفلوجة الجديد او القديم باتجاه تقاطع السلام ومن ثم باتجاه قطاعات الجيش العراقي.

واكدت ان قيادة عمليات الانبار ستوفر جميع الاجراءات الامنية للحفاظ على المواطنين ونقلهم وتقديم كل الدعم اللازم لهم.

وفي وقت سابق اليوم دعا رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري الى الاسراع بتحرير مدينة الفلوجة من سيطرة تنظيم داعش مطالبا بعمل ينقذ اهلها المحاصرين ويعانون&المجاعة وأكد ضرورة الإسراع بتحرير مدينة الفلوجة من سيطرة تنظيم داعش، مشدداً على أهمية ايجاد حلول عاجلة لإنقاذ آلاف العوائل المحاصرة داخلها.

واضاف انه من غير المقبول ان يتم السماح للتنظيم الإرهابي بالاستمرار في ظلم المدنيين وجعلهم أداة للمساومة والتسبب بمجاعة لم يشهد لها العراق مثيلا.

وشدد بالقول "آن الأوان لكي تنال الفلوجة حريتها ويفك القيد عن أهلها" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي الليلة الماضية تلقت "إيلاف" نسخة منه.

ويحتل تنظيم داعش قضاء الفلوجة الذي يبعد 60 كيلومترا غرب العاصمة بغداد منذ مطلع عام 2014 وحولها الى ولاية تابعة الى دولته الاسلامية فيما تجري القوات العراقية استعدادات لانتزاع السيطرة عليها من قبضة التنظيم.&
&
ويأتي تحديد القوات المشتركة لهذه المنافذ الثلاثة في وقت تزداد معاناة المحاصرين في الفلوجة من أقسى ظروف إنسانية تشهدها في تاريخها نتيجة عدم السماح لقوافل المساعدات بالوصول اليها.

ويهدد الموت جوعاً حوالى 150 الف شخص مازالوا يعيشون في أجواء إنسانية غاية في الصعوبة داخل مدينة الفلوجة التي يؤكد سكانها ان حوالى 40 شخصا أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن يموتون في المدينة اسبوعيا بسبب نقص الغذاء والدواء.

ويقول عضو مجلس محافظة الأنبار حميد أحمد الهاشم أن الفلوجة تباد وأهلها ينتظرون الموت البطيء، مؤكداً أن الحكومة العراقية لم تستجب لمطالب حكومة الأنبار المحلية لإيصال المساعدات العاجلة لسكانها.

واشار الى انه قد تم تقديم مناشدات عاجلة الى رئيس الوزراء حيدر العبادي بضرورة توجه قوافل المساعدات من الغذاء والمواد الطبية الى مدينة الفلوجة مؤكدا رفضه الاستجابة لمطالب مجلس الأنبار.

واشار الى لجوء أهالي الفلوجة لتناول العشب والتمر فيما أدى الوضع الإنساني السيئ لانتحار عدد من الأهالي.

تحرير مدينة كبيسة

واعلنت القيادة العراقية بعد ظهر اليوم عن تحرير مدينة كبيسة في محافظة الانبار الغربية من سيطرة تنظيم داعش.

واكد مجلس قضاء هيت في محافظة الانبار تحرير ناحية كبيسة (160 كم غرب الرمادي) بالكامل ورفع العلم العراقي فوق مبانيها فيما أكد مقتل العشرات من عناصر داعش.

وقال رئيس المجلس محمد مهند الهيتي إن "قوات الجيش والشرطة وعمليات الجزيرة والبادية وبدعم من مقاتلي العشائر تمكنوا من تحرير جميع مناطق ناحية كبيسة بعد اقتحامها، ورفع العلم العراقي فوق مبانيها الحكومية".

وأضاف الهيتي في تصريح نقلته "المدى بريس" أن "معارك التحرير أسفرت عن مقتل العشرات من داعش وتفجير أربع عجلات مفخخة حاولت استهداف القوات الأمنية، بالإضافة إلى هروب عدد من عناصر التنظيم"، مؤكدا أن "أهالي كبيسة من المدنيين استقبلوا القوات الأمنية بالأهازيج والفرح".

وكانت خلية الإعلام الحربي قد دعت في وقت سابق اليوم أهالي ناحية كبيسة الى عدم الخروج من منازلهم لحين استكمال عمليات التحرير.

وقالت الخلية في بيان إنه "على كافة المواطنين المتواجدين داخل مدينة كبيسة عدم الخروج من منازلهم والبقاء فيها لحين إكمال عمليات التطهير".وأضافت الخلية، أن "قواتكم قريبة عليكم، لا تخرجوا من بيوتكم حتى تتجنبوا اي اذى".

يذكر أن أغلب مدن محافظة الانبار تمت السيطرة عليها من قبل عناصر التنظيم فيما بدأت القوات الأمنية معارك تطهير واسعة استعادت من خلالها مدينة الرمادي بعد معارك عنيفة مع تحرير مناطق أخرى في محيط الفلوجة ما&أسفر عن مقتل المئات من عناصر داعش.