بغداد: دارت اشتباكات عنيفة الجمعة في الفلوجة بين عدد من ابناء العشائر وعناصر تنظيم الدولة الاسلامية في المدينة التي تعد ابرز معاقل "الجهاديين" في العراق. &

والفلوجة ثاني مدن العراق بعد الموصل تحت سيطرة "الجهاديين" الذين يتراوح عددهم فيها بين 300 الى 400 مسلح.

وسبق ان لعبت العشائر في محافظة الانبار حيث تقع الفلوجة، غرب العراق، دورا رئيسيا في طرد تنظيم القاعدة بمساندة القوات الاميركية عبر تشكيلات قوات الصحوة.

وفي الاطار ذاته، نجحت عشائر في مدينة حديثة الواقعة في الانبار وامرلي والضلوعية، كلاهما في محافظة صلاح الدين، شمال بغداد، من التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية.

ووقعت الاشتباكات اليوم بين عشرات من ابناء عشائر في الفلوجة ومجموعة الحسبة المسؤولة عن تطبيق صارم للشريعة الاسلامية يفرضه التنظيم في مناطق تواجده.

يشار الى وجود عدد من ابناء العشائر في صفوف التنظيم المتطرف.

وقال قائممقام الفلوجة عيسى ساير، الموجود خارج المدينة حاليا، لفرانس برس ان "اشتباكات وقعت بين عشيرتي المحامدة والجريصات ضد جماعة الحسبة وقتل عدد من عناصر داعش" مؤكدا ان "الوضع متوتر".

واضاف ان "الاشتباكات تعكس التوتر الناجم عن الظروف المعيشية الصعبة بسبب الحصار المفروض على الفلوجة من قبل قوات الامن" العراقية.

وقد اعلن محافظ الانبار صهيب الراوي في وقت سابق، ان الاوضاع في الفلوجة "قد شارفت على حالة المجاعة".

واشار ساير الى ان "الاشتباكات بدأت في حي الجولان، في شمال غرب الفلوجة، وامتدت إلى منطقة نزال (وسط) والحي العسكري" على الجانب الشرقي في الفلوجة.

من جهته، اكد راجع بركات عضو اللجنة الامنية في مجلس محافظة الانبار، ان "الاشتباكات امتدت الى حي نزال ومناطق اخرى حوله".

بدوره، ذكر ضابط برتبة مقدم في شرطة الانبار، ان "الاشتباكات وقعت اثر قيام عناصر الحسبة التابعين لتنظيم داعش، بالاعتداء بالسباب على احدى نساء الفلوجة لدى تواجدها في سوق النزيزة وسط المدينة لعدم ارتدائها كفا في اليدين" احدى الشروط التي يفرضها المتطرفون.&

ــ سنوات خارج سيطرة الحكومة -

وقال المقدم ان "ابناء عشيرة الحلابسة شاركوا لمساندة العشائر في المواجهات ضد تنظيم داعش" مشيرا الى "اشتباكات متقطعة".

من جانبه، طالب الشيخ مجيد الجريصي احد زعماء عشيرة الجريصات "الحكومة المركزية والقوات الامنية بالتحرك لمساعدة ابناء الفلوجة المنتفضين ضد داعش".

بدورها اصدرت وزارة الداخلية بيان اكد "وقوع اشتباكات بين ابناء عشائر مدينة الفلوجة وعناصر تنظيم داعش".

واضافت ان "مواجهات دارت بين عدد من افراد عشيرة الجريصات وعناصر الحسبة التابعين لعناصر داعش في سوق النزيزة" وسط المدينة .

واوضحت ان "المواجهات كانت بالايدي والسلاح الأبيض لكنها تطورت الى اشتباكات بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة حيث ساندت عشائر المحامدة والحلابسة عشيرة الجريصات في مواجهة التنظيم".
واشارت الى "السيطرة على اجزاء من حي الجولان واطرافه من قبل الأهالي".

والفلوجة ثاني اكبر مدن محافظة الانبار وتبعد مسافة &60 كلم غرب بغداد، وهي ابرز معاقل تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف في العراق.

وتفرض القوات العراقية بمساندة مقاتلين من عشائر الانبار والحشد الشعبي، ميليشيات شيعية تدعمها ايران، حصارا شديدا حول الفلوجة التي مايزال عشرات الاف المدنيين داخلها.

ويهدف الحصار الى استعادة السيطرة عليها من المتطرفين.

والفلوجة اول مدينة خضعت لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية قبل الهجوم الكاسح الذي شنه التنظيم على مدينة الموصل في حزيران/يونيو 2014 وانهارت على اثرها قطاعات الجيش ليسيطر التنظيم بعدها ثلث مساحة العراق.