دعا رئيس البرلمان العراقي إلى الاسراع بتحرير مدينة الفلوجة من سيطرة تنظيم داعش مطالبًا بعمل ينقذ أهلها المحاصرين والذين يعانون من المجاعة.. فيما أكد بارزاني أنه لن يستأذن أي شخص كان لتحقيق استقلال كردستان، وانه سيدعم دومًا أي شخص يحقق هذا الهدف لشعب كردستان.

لندن: أكد رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري خلال اجتماعه مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيتش على ضرورة الإسراع بتحرير مدينة الفلوجة من سيطرة تنظيم داعش.. مشددًا على أهمية إيجاد حلول عاجلة لإنقاذ آلاف العوائل المحاصرة داخلها. واضاف انه من غير المقبول ان يتم السماح للتنظيم الإرهابي بالاستمرار في ظلم المدنيين وجعلهم أداة للمساومة والتسبب بمجاعة لم يشهد لها العراق مثيلاً.

وأكد الجبوري ان الانتصارات الأخيرة التي تحققت على أكثر من محور في محافظة الانبار تؤكد قدرة القوات الأمنية وابناء الحشد العشائري على المباشرة بعمليات تحرير الفلوجة.. مشيرًا إلى أهمية مساهمة &المجتمع الدولي بدعم العراق ورفع المعاناة عن أهله، مشددًا على انه قد "آن الأوان لكي تنال الفلوجة حريتها ويفك القيد عن أهلها"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي الليلة الماضية، تلقت "إيلاف" نسخة منه.

ومن جهته، أكد كوبيتش اهتمام المجتمع الدولي لما يجري من حصار لمدينة الفلوجة.. مشددًا على أهمية أن يبادر المجتمع الدولي بتقديم مزيد من الدعم للعراق من أجل تحرير المدن وتأهيلها وإعادة النازحين إليها.

ويحتل تنظيم داعش قضاء الفلوجة الذي يبعد 60 كيلومترًا غرب العاصمة بغداد، وهو كبرى مدن محافظة الانبار بعد مركزها الرمادي منذ مطلع عام 2014، وقد حولها إلى ولاية تابعة إلى دولته الاسلامية فيما تجري القوات العراقية استعدادات لانتزاع السيطرة عليها من قبضة التنظيم.&

وهي اول مدينة خضعت لسيطرة التنظيم قبل الهجوم الواسع الذي شنّه التنظيم على مدينة الموصل في حزيران (يونيو) عام 2014 وانهارت على اثرها قطاعات الجيش العراقي ليسيطر التنظيم بعدها على ثلث مساحة العراق.. وحاليًا، فإن التنظيم يسيطر اضافة إلى الفلوجة على مدينتي الموصل وتلعفر في محافظة نينوى شمال غرب بغداد وعلى الحويجة في محافظة كركوك شمال شرق بغداد.&

سكان الفلوجة بين الانتحار والموت جوعًا

وتأتي دعوة الجبوري في وقت تزداد معاناة المحاصرين في الفلوجة من أقسى ظروف إنسانية تشهدها في تاريخها عقب إصرار الحكومة العراقية وقوات الحشد الشعبي عدم السماح لقوافل المساعدات بالوصول اليها. ويهدد الموت جوعاً حوالى 150 الف شخص مازالوا يعيشون في أجواء إنسانية غاية في الصعوبة داخل مدينة الفلوجة، التي تشهد حرباً منذ مطلع عام 2014 عقب سيطرة تنظيم داعش على المدينة وفرض هيمنته بقوة السلاح، فيما تحاصر قوات الحشد الشعبي المدينة من جميع محاورها الأربعة وتمنع دخول المواد الغذائية والأدوية.

ويؤكد سكان الفلوجة ان حوالى 40 شخصًا أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن يموتون في المدينة اسبوعيًا بسبب نقص الغذاء والدواء. ويقول عضو مجلس محافظة الأنبار حميد أحمد الهاشم إن الفلوجة تباد وأهلها ينتظرون الموت البطيء.. مؤكداً بأن الحكومة العراقية لم تستجب لمطالب حكومة الأنبار المحلية لإيصال المساعدات العاجلة لسكانها.&

وأشار إلى أنّه قد تم تقديم مناشدات عاجلة إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي بضرورة توجه قوافل المساعدات من الغذاء والمواد الطبية إلى مدينة الفلوجة، مؤكدًا رفضه الاستجابة لمطالب مجلس الأنبار. وأشار إلى لجوء أهالي الفلوجة لتناول العشب والتمر، فيما أدى الوضع الإنساني السيئ لإنتحار عدد من الأهالي.

&ويؤكد مجلس محافظة الانبار وجود اكثر من 10 آلاف عائلة محاصرة داخل مناطق مدينة الفلوجة من قبل تنظيم داعش، وقال رئيس اللجنة الامنية في المجلس راجح بركات العيساوي إن "اهالي مدينة الفلوجة يعيشون اوضاعاً انسانية صعبة وقاسية بسبب انعدام وصول المواد الغذائية والانسانية إلى المدينة منذ اكثر من عامين. وأضاف في تصريح صحافي ان تردي الاوضاع وفقدان مقومات الحياة في المدينة &اسفر عن انتحار امرأة قبل ثلاثة ايام، بعد ان عجزت عن توفير الطعام لابنائها، فضلاً عن اقدام عائلة أخرى على الانتحار بتناول السم.

وأكد العيساوي أن "مجلس محافظة الانبار ناشد الامم المتحدة والمنظمات الدولية والمؤسسات الانسانية بالاسراع لفك الحصار عن اهالي الفلوجة والقضاء على عصابات التنظيم..مشدداً على ضرورة ايجاد حلول عاجلة لتوفير الطعام للمدنيين الابرياء في الفلوجة عن طريق القائها جوًا بالطائرات.

&ويضغط العسكريون العراقيون لمنح معركة تحرير الفلوجة أولوية كونها تبعد مسافة 60 كيلومتراً فقط شمال غرب بغداد، ما يجعلها أقرب نقطة تواجد لاحد المراكز المهمة لتنظيم داعش مع العاصمة، وهي اكثر أهمية من تحرير الرمادي والموصل إلا أن الحكومة العراقية مترددة تجاه تحرير الفلوجة.

بارزاني: لن أستأذن أحدًا للعمل على تحقيق استقلال كردستان

&قال متحدث بإسم رئيس اقليم كردستان العراق ان مسعود بارزاني قد أمضى كل عمره لتحقيق هدف الإستقلال ولايزال يسعى لتحقيق هذا الهدف السامي ولن يستأذن أي شخص كان لتحقيق الإستقلال وسيدعم دومًا أي شخص يحقق هدف الإستقلال لشعب كردستان.

وأشار المتحدث الرسمي لرئاسة إقليم كردستان إلى أنّه بعد نشر نص مقابلة رئيس إلاقليم&مع وكالة المونيتور، تناقلت بعض وسائل الإعلام المحلية في الإقليم تصريحات بارزاني بقراءات وتحليلات مختلفة متعلقة بمسألة الرئاسة والإستقلال بدلاً من دعم ومساندة إستقلال كردستان كحق طبيعي وعادل لهذا الشعب، بحسب قوله.

وشدد على ان استقلال كردستان هو الهدف الرئيسي لبارزاني وحول موقفه من مسألة الرئاسة فهو واضح وغير قابل للتغيير.. موضحا انه كان قد شدّد في رسالته التي وجهها بمناسبة رأس السنة الميلادية 2016 وفي الإجتماع الموسع للأحزاب السياسية في السادس والعشرين من كانون الثاني (يناير) الماضي على ضرورة حسم مسألة الرئاسة وقد طرح ثلاثة خيارات: حيث إقترح أن يتم العمل على إجراء إنتخابات لرئاسة إقليم كردستان بالإستناد الى القانون رقم 1 لرئاسة إقليم كردستان لسنة 2005، وأعلن بارزاني أنه لن يرشح نفسه بأي شكل في هذه العملية الإنتخابية.. كما إقترح أن يتم إختيار شخصية أخرى لشغل هذا المنصب حتى إجراء العملية الإنتخابية لعام 2017 أو إستمرار الوضع على ماهو عليه لمراعاة الأوضاع الحالية التي يمر بها إقليم كردستان إلى أن يحين وقت الإنتخابات المقبلة.

واضاف انه عندما لم تستطع الأحزاب السياسية التقدم بأي حل لهذه المسألة، فلا يمكن أن يتم ربط مصير البلد بالمصالح الحزبية الضيقة، ولا يجوز أن يكون مصير هذا البلد لعبة بأيدي عدد من الأحزاب ولقطع الطريق أمام حصول أي فراغ دستوري ولإدارة الشؤون الدبلوماسية وبسبب الحرب التي يخوضها إقليم كردستان، فإن قرار مجلس الشورى لايزال فاعلاً وسيستمر الرئيس بارزاني في عمله حتى انتخاب رئيس جديد.

وشدد الناطق الرسمي على أن هذا الأمر واضح لجميع الأطراف السياسية ولا علاقة له بموضوع الإستقلال، ويجب أن يصبح موضوع الإستقلال هدفًا للجميع، ولا يمكن القبول بالتقليل من أهمية استقلال كردستان لمجرد مصلحة سياسية ضيقة.

وقال في الختام إن بارزاني قد أمضى كل عمره في النضال من أجل شعب كردستان ولتحقيق هدف الإستقلال، وذلك أياً كان منصبه أو موقعه، ولايزال يسعى لتحقيق هذا الهدف السامي ولن يستأذن من أي شخص كان لتحقيق الإستقلال، وسيدعم دومًا أي شخص يحقق هدف الإستقلال لشعب كردستان.

وكان بارزاني توقع في تصريحاته اجراء الاستفتاء على دولة كردستان قبل نهاية العام الحالي، فيما لفت إلى أنّه لا يطمح لرئاسة الدولة المنتظرة. وقال إن "العمل لا يزال مستمرًا على اسئلة الاستفتاء وآليته "وأستطيع القول بقناعة اذا لم يحصل أمر خارج ارادتنا فإن اجراء الاستفتاء سيكون قبل تشرين الاول (اكتوبر) من العام الحالي". واضاف ان "هدفي هو تأسيس كردستان مستقلة، وقد تعهدت الا اكون رئيساً لدولة لكردستان سأفتح الطريق أمام شخص آخر ليحل محلي، هذا وعد مني".

وسئل بارزاني بشأن حدود دولة كردستان، فأجاب "يمكن اجراء استفتاء في المناطق المتنازع عليها بكركوك وسنجار، وإذا قال مواطنو هذه المناطق إنهم يريدون أن يكونوا جزءًا من كردستان فيجب أن تسمع أصواتهم، وإذا قرروا ألا يكونوا جزءًا من كردستان فيجب احترام أصواتهم ايضًا".
&