يبدي معارضون سوريون تشاؤمهم تجاه الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف. ويصب كثيرون جام غضبهم على الجهد الدولي الذي يرفض الضغط على النظام من أجل ايجاد تسوية تنهي سنوات من النزاع في سوريا.


بهية مارديني: يصف المعارض السوي ماجد حبّو، عضو تيار "قمح"،الجهد الدولي للراعيين الدوليين &أميركا وروسيا حيال الأزمة السورية، بأنه "دون المستوى، ولم يدخل الى صلب الملف السوري".

كما وصف المبعوث الدولي ستيفان ديميستورا بأنه" أفضل وسيط منفذ للتعليمات والأوامر من الجهة الراعية برأسيها "أي الروسي والأميركي".

ويقول حبو لـ"إيلاف": "النظام غير جدي ونزيه في كل مسار العملية السياسية بالرغم من التصريحات الإعلامية".

ويرى أنّ "الهيئة العليا للمفاوضات" ما تزال تنظر الى الأزمة السورية بتاريخ ٢٠١٢ وما قبلها، على حدّ تعبيره.

وقال إنّ الأطراف الإقليمية "توسع دائرة مصالحها وتنافسها بالرغم من انسداد الأفق في المسار السوري لتحقيق مصالح أو أطماع".

يضيف: "الفعل الجدي للعملية السياسية من المفترض أن يتم خارج جنيف في حال توفر النية والارادة الصادقة بين الراعيين الدوليين".

وحدد ذلك بتشكيل "وفد موحد للمعارضة والذي يشترط لقاء لتوحيد أو تقارب الأوراق والأجندات، ولكن قبل ذلك اجراء عملية تصفية قاسية للشخصيات التي كانت "بارعة" في ظل الأزمة والصراع، وبالتالي لا تصلح لمرحلة التفاوض المباشر".

وقال: "الدور الروسي - في حال قيامه بالمهمة - سيكون حاملاً لتفويض كامل من الطرف الاميركي ومباركة له..ربما يكون هذا الاحتمال أفضل الشرور".

ورأى أيضا أن "رائحة اللبننة أو العرقنة تفوح في محيط جنيف وتطل من جيب المبعوث الدولي"، على حدّ تعبيره.

إلى ذلك، بدا حسن سعدون المعتقل السوري السابق يائسا حين اكتفى بالقول إنه" لا حل الا بالتدخل الدولي الشامل تحت البند السابع والغاء المعارضه والنظام على حد سواء".

وفي ذات السياق، يقول أسامة بشير عضو الأمانة العامة في الكتلة الوطنية الجامعة إنّ "روسيا واميركا اتفقتا على عدم الوصول إلى حل سياسي في جينيف حتى ينفذوا الخطة التي رسموها وتناسبهم وتناسب إيران، وهي حكومة عسكرية مشتركة مابين جنرالات النظام وضباط من الجيش الحر".

يضيف: "الضابط الذي سيُعين هو لواء من اصول جركسية، وتعيين هذا الضابط ليس وليد المفاوضات وإنما هو مقرر منذ أكثر من ستة أشهر"، على حدّ تعبيره.

وأكد البشير انهم "عملوا وسيعملوا على إفشال جينيف ليضعوا المعارضة امام خيار واحد وهو حكومة عسكرية مشتركة، ومن ثم اصدار قرار بنزع السلاح من كل الفصائل المقاتلة واعتبارها خارجة عن سلطة الدولة واعلان الحرب عليها وبدعم دولي إذ لم تستجب لقرار رمي السلاح. وبعدها تثبيت هذا الجنرال، على الطريقة المصرية وهذا ماسيثير اشكالات بين المعارضة بين موافق وغير موافق".

ويضيف: "سيجدون من يوافقهم، والباقي سيضطرون بضغوط للموافقة بذريعة وقف نزيف الدم، وستكون هناك وعود بانها حكومة عسكرية مؤقتة فقط للحفاظ على مؤسسات الدولة والجيش من الإنهيار، وبهذه الخديعة سيمررونها".

وشدد على أنّ "المفاوضات القادمة فاشلة مائة بالمئة".

وتساءل "هل هناك عاقل يظن ان بشار سيوافق على حكومة إنتقالية وتنحية؟ لا اعرف بأي عقل تفكر المعارضة؟ وهل مايحدث على الأرض يدل على ان هناك عملية سياسية او تفاوض؟

ورأى البشير أن "مايحدث على الأرض يدل وبشكل قاطع انه لا تفاوض ولا عملية إنتقال سياسي ولا حل إلا عسكريا، وأن هذا مايجب ان تعرفه المعارضة تماما".

وطالبها بعدم "الركض وراء الأوهام"، وقال "يبدو ان الخطة الروسية الأميركية وجدت طريقها فلم نعد نسمع تصريحات متشددة عن الحل في سوريا، لذلك ربما هناك موافقة دولية على هذا الحل".

ويختم قائلا: "الوضع خطير جدا إذا &ما تم تشكيل حكومة عسكرية انقسام في المعارضة السياسية وانقسام في الفصائل".

عقدتا الحل

من جانبه، يقول زارا صالح القيادي الكردي السوري لـ"إيلاف" إنه "رغم التوافق الاميركي- الروسي حول خطة جنيف في خطوطها العريضة، لكن تبقى نقطتان اساسيتان تشكلان عقدة الحل وهي مصير بشار الأسد في المرحلة المقبلة والهيئة الانتقالية".

وأوضح أن حلفاء النظام مثل روسيا وايران "يربطون مصير الأسد بقرار الشعب السوري ولا يجوز مناقشته الان وكذلك وليد المعلم وبشار الجعفري يعتبرونه خطاأحمر في حين أن الجانب الآخر وبعض الدول الداعمة للمعارضة تقول بان لا يكون هناك مستقبل للاسد في المرحلة القادمة. فيما قرارات جنيف جميعها وكذلك الامم المتحدة تقر بهيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات لحين اجراء انتخابات تحت اشراف الامم المتحدة وتتمسك به الهيئة العليا ايضاً الا ان النظام يفسرها بشكل مغاير ويطالب بحكومة وحدة وطنية تجمع بينها والمعارضة وشخصيات مستقلة وتحت مظلة الدستور الحالي ولعل قرار النظام باجراء انتخابات مجلس الشعب المسرحية في الثالث عشر من الشهر الحالي هو تحد اخر ومحاولة استباقية لفرض شرعيته".

وأضاف: "بناء على المعطيات القائمة فان هذه الجولة من المفاوضات لن تتوج بحل سياسي قريب ولا آفاق لتجاوز نقاط الخلاف التي تحتاج توافقات دولية اولا ثم اقليمية دون أن يكون للسوريين اية حصة في تقرير مصيرهم".

واعتبر "أن الهيئة العليا تواجه صعوبة في تفهم وحل للقضية الكردية على خلفية مواقفه السياسية وتصريحات ممثليها وكذلك حرب فصائلها المسلحة على حي الشيخ مقصود ذو الغالبية الكردية واستخدام الغازات الكيماوية ضد المدنيين"، على حد تعبيره.

ورأى أنّ كل هذه الأمور "تضع افاق الحل السياسي في سوريا في زاوية مظلمة في ظل تمسك النظام والمعارضة بشكل الدولة المركزية تحت مسميات اخرى و التي لم تعد تناسب الحالة السورية لتكون الفيدرالية افضل لجميع المكونات "على حد قوله.