رأى زعيم حزب الشعوب الديمقراطي التركي المعارض صلاح الدين دميرتاش أن حزبه ينشد السلام، إلا أن الحكومة مصرّة على العنف، وأكد أن اتهام الأكراد بـ"الإرهاب" هي وسيلة إردوغانية سياسية جاءت ردًا على كشف الكرد مخططات إردوغان السلطوية اللامتناهية، ومنها سعيه إلى إقامة خلافة.

أنقرة: أكد صلاح الدين دميرتاش، زعيم حزب "الشعوب الديمقراطي" التركي المعارض أن حزبه يدعو إلى وقف إطلاق النار بين الجيش التركي والمقاتلين الكرد في جنوب شرق تركيا، ولكن الرئيس رجب طيب إردوغان لا يريد أن يستمع.&

وتمنى دميرتاش (43 عامًا) أن يتمكن إردوغان من حل أزمة اللاجئين المتدفقين على أوروبا عبر الأراضي التركية، ولكنه اشار الى ان الرئيس التركي "يخلق مشاكل أكبر بكثير". اضاف في مقابلة مع مجلة شبيغل الالمانية انه "إذا واصلت الحكومة التركية حربها ضد الكرد، فان ملايين المواطنين الأتراك يمكن ان يطلبوا اللجوء إلى اوروبا".&

يستهدف المدنيين
وأكد دميرتاش انه ليس ضد تفاوض ميركل مع إردوغان، ولكن عليها ان تحرص على البقاء ملتزمة بالمبادئ الاوروبية. وقال "انها لا يمكن ان تبقى صامتة، حين تقصف الدولة التي تريد الانضمام الى الاتحاد الاوروبي بلداتها ومدنها".&
&
ولفت الى ان حزب الشعوب الديمقراطي بقيادته حثّ الطرفين على إلقاء السلاح، وقال ان الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني تفاوضا من اجل السلام طيلة عامين ونصف عام. لكن "اردوغان قلب طاولة المفاوضات"، على حد تعبيره.&

ورفض دميرتاش إعلان انقرة بأنها لا تستهدف إلا "الارهابيين"، قائلًا: "ان الحرب تتركز بالدرجة الرئيسة على المدنيين، الذين يشتبه إردوغان في أنهم يؤيدون حزب العمال الكردستاني، وتعيّن على نحو 400 الف شخص أن يتركوا بيوتهم، حتى ان جنوب شرق تركيا يشبه سوريا الآن".&

إصرار على العنف
تابع الزعيم التركي المعارض قائلًا: "ان حزب العمال الكردستاني مستعد لإلقاء أسلحته، فيما تصرّ الحكومة على العنف. ونحن في حزب الشعوب الديمقراطي ندعو الى تشكيل لجنة برلمانية من كل الأحزاب لتحديد الشروط اللازمة لتحقيق سلام دائم، بما في ذلك اجراء محادثات مع زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله اوجلان، وقيادة الحزب في جبل قنديل، وكذلك الاستماع الى المجتمع المدني الكردي".&
&
وأوضح دميرتاش ان حزب الشعوب الديمقراطي ينظر الى حزب العمال الكردستاني على انه "حركة شعبية مسلحة، ولا يعني هذا اننا نؤيد العنف"، مشيرا الى انه أدان تفجيرات انقرة، بوصفها اعمالا "ارهابية"، ولكن جماعة "صقور حرية كردستان" اعلنت مسؤوليتها عن الهجمات، ولم تتمكن الحكومة حتى الآن من ايجاد علاقة بين حزب العمال الكردستاني وهذه الجماعة".

وقال إنه نأى بنفسه عن اعمال العنف، التي يرتكبها حزب العمال الكردستاني، ولكن "اردوغان وأزلامه في الإعلام لا يريدون ان يسمعوا أي شيء عن ذلك، بل هم يتعمدون التشهير بي كإرهابي".&

فزاعة "الإرهاب"
واتهم زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الرئيس التركي بأنه يريد إقامة نظام استبدادي، قائلا انه "يسعى الى السلطة المطلقة في تركيا، ويريد اقامة خلافة، ونحن الكرد نقف في طريقه". اضاف "ان اردوغان لا يستطيع ايقافنا سياسيًا، فيندد بنا كإرهابيين".&

وعن آفاق القضية الكردية في الشرق الأوسط، قال دميرتاش "ان الكرد يصعدون على مسرح التاريخ العالمي، وهم في شمال العراق سائرون نحو إقامة دولة مستقلة، وفي سوريا يقاتلون بنجاح من اجل حقوقهم في الفيدرالية، وفي تركيا يطالب الكرد بالديمقراطية". &

وكان دميرتاش زار موسكو، واجتمع أخيرا مع وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير في برلين. وقال في هذا الشأن "نحن نتحادث مع جميع الأطراف ذات العلاقة، ولا نعتمد على شريك واحد". اضاف "نحن نتوقع من المانيا ان تطالب بالديمقراطية وحقوق الانسان في تركيا بقوة أشد". &


&