دعت بريطانيا، موسكو، باعتبارها "حامية لنظام بشّار الأسد" إلى ممارسة نفوذها لإنهاء العنف في سوريا، وسارع الكرملين إلى الرد بالقول إن عملية التفاوض حول سوريا في جنيف يجب أن تستمر رغم كل التعقيدات التي تواجهها.

لندن: قال وزير خارجية بريطانيا فيليب هاموند قبل توجّهه إلى هافانا، وبعد جولة محادثات السلام السورية الأخيرة في جنيف: إنه آن الأوان الآن لأن يمارس ذوو النفوذ ضغوطًا حقيقية لإنهاء هذا العنف، و"تعتبر روسيا نفسها حامية لنظام الأسد، وبالتالي من واجبها ممارسة نفوذها بالكامل على النظام".

أضاف هاموند، أن المفاوضات السورية - السورية يمكن أن تنجح فقط في حال استعداد الطرفين لمناقشة عملية انتقال سياسية، واحترام وقف الأعمال القتالية، والسماح بالكامل بدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي هي بحاجة ماسّة إلى المساعدات.&

ولفت الوزير البريطاني إلى أنه "رغم أفضل المساعي التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة للحفاظ على زخم المفاوضات، بات إحراز تقدم فيها صعبًا على نحو متزايد".

تابع هاموند بالقول: يواصل النظام السوري عرقلة وتأخير وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق محاصرة، مثل داريا، ويزيل مواد طبية حيوية من قوافل المساعدات التي يسمح لها بالدخول. كما يستمر خرق وقف الأعمال القتالية، في غالبية الأحيان من قبل نظام الأسد، الذي استهدف في الأسبوع الماضي مستشفيات ومدارس وأسواقًا ومراكز لفرق البحث والإنقاذ.

وأكد وزير الخارجية البريطاني: "وقد آن الأوان الآن لأن يمارس ذوو النفوذ ضغوطًا حقيقية لإنهاء هذا العنف. وتعتبر روسيا نفسها حامية لنظام الأسد، وبالتالي من واجبها ممارسة نفوذها بالكامل على النظام. وستواصل المملكة المتحدة مساعدة الشعب السوري لتأمين مستقبله، بدون الأسد، وتدفع تجاه إحراز تقدم بالعمل مع شركائنا الدوليين".

موقف الكرملين
على هذا الصعيد، رأى الكرملين أن عملية التفاوض حول سوريا في جنيف يجب أن تستمر رغم كل التعقيدات التي تواجهها. وقال دميتري بيسكوف، السكرتير الصحافي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تصريحات أدلى بها أمام رجال الإعلام في موسكو، اليوم الجمعة، إن استمرار العملية التفاوضية لها أهمية قصوى نظرًا إلى انعدام أي بديل منها.

وأشار بيسكوف في الوقت نفسه إلى أن الحالة السائدة في المفاوضات تتصف بتوتر شديد، ما يتطلب بذل الجهود النشيطة من كل الأطراف بهدف تحريك العملية التفاوضية.

وأكد أن روسيا منفتحة للتعاون في هذا الشأن مع كل الجهات المعنية، وهي على استعداد تام لبذل الجهود الجماعية، وبالدرجة الأولى مع الولايات المتحدة.&&ولفت المتحدث الروسي إلى أن موسكو تتبع نهجًا ثابتًا يهدف إلى استمرار مفاوضات جنيف بين أطراف النزاع السوري.

رفض الإنذارات&
من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن محاولات إصدار إنذارات في المفاوضات السورية السورية أمر مرفوض. وقال في لقاء بكين لوزراء خارجية الدول المشاركة في مؤتمر التعاون وإجراءات الثقة في آسيا: "محاولات بعض المعارضين وداعميهم الخارجيين إصدار إنذارات أمر غير مقبول، ويجب وقفه فورًا".

وأضاف الوزير الروسي إنه لا يمكن مواجهة "الإرهابيين" بفعالية، إذا جرى تقسيمهم إلى متطرفين ومعتدلين.

مكافحة "الإرهاب"
وأكد لافروف التزام روسيا بمكافحة "الإرهاب" بكل أشكاله، منوهًا بالثقة في عدم إمكانية التغلب على هذا الشر، إن لم يتحدّ الجميع لمحاربته. وقال "لا يمكن مواجهة الإرهابيين بفعالية، إذا جرى تقسيمهم إلى متطرفين ومعتدلين، أو جيدين وسيئين، لاسيما إذا جرت محاولات للتحكم بالمنظمات الإرهابية لتحقيق أهداف سياسية".&

وأشار لافروف إلى ضرورة الاهتمام الخاص بجهود القضاء على "الإرهابيين" الأجانب، ووقف تغذية "الإرهاب" عن طريق تجارة المخدرات والموارد الطبيعية والتراث الثقافي.

وأضاف لافروف "ندعو إلى تشغيل الآليات المتعددة الموجودة للضغط على الدول، التي لا تنفذ قرارات مجلس الأمن الدولي، الملزمة إغلاق قنوات تمويل وتغذية داعش".

حوار سوري مستقر&
وأعلن الوزير أن روسيا تدعو إلى تأمين حوار سوري ـ سوري مباشر ومستقر. وقال "أرسلنا في أيلول (سبتمبر) 2015 بناء على طلب السلطات الشرعية لسوريا وحدات للقوات الجوية لمساعدة هذا البلد على تحريره من الاحتلال الإرهابي".

أضاف أن المهمات المطروحة يجري تنفيذها، فالدولة السورية، التي أراد كثيرون تدميرها، جرت المحافظة عليها، وتم توجيه ضربة قوية إلى "الإرهابيين"، وخلقت الظروف المواتية لإطلاق عملية المصالحة الوطنية، التي تبيّن خلالها من يريد فعلًا أن يقرر السوريون مصيرهم، ومن يريد أن يقرر عنهم، وينطلق، لا من مصالح الشعب السوري، بل من مطامعه الإمبريالية الجديدة.

وأكد لافروف على ضرورة دعوة قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي)، كما تنص قرارات مجلس الأمن، إلى المفاوضات السورية في جنيف. وقال إن موسكو تشعر بقلق شديد جراء توسع منطقة نفوذ "داعش" "الإرهابي" في أفغانستان.