بدأ التدخل الروسي والايراني المباشر في الأزمة السورية يرخي بثقله على عدد من المناطق الخاضعة لنفوذ النظام، فتعليم اللغة الروسية وافتتاح المدارس الشيعية، أخذا يحوّلانه من مجرد تدخل سياسي وعسكري إلى ما يشبه الاستعمار الشامل.

علي الإبراهيم: لم يعد يخفى على أحد أن حلفاء نظام الأسد باتوا يهيمنون على المشهد السياسي والعسكري في مناطق نفوذه، لكن هذه الهيمنة لم تتوقف عند هذا الحد، بل تعدته إلى ما يُشبه "الاحتلال" الثقافي والاجتماعي، فقد أعلنت وزارة التربية والتعليم التابعة للنظام السوري قرارًا يقضي بتدريس اللغة الروسية في المدارس الرسمية، كما تم افتتاح عدد من المدارس والحوزات الشيعية بهدف تدريس المذهب الجعفري في بعض مناطق غرب سوريا.
&
ينظر عدد كبير من المتابعين بعين الريبة إلى هذه التطورات، معتبرين أنها تستكمل مشهد التبعيّة وتحوّله إلى استعمار شامل يهدف إلى تدمير حضارة كاملة، مؤكدين أن أي توطئة لنسف المجتمع تبدأ بفرض اللغة وتدمير نظام التعليم.&
&
ترغيب
&
هذه المدارس تنتشر في العاصمة &دمشق وريفها، وفي محافظة السويداء، جنوب سوريا، وفي الساحل السوري، معقل نظام الأسد، إضافة إلى مدينة حمص، وهي مناطق يسيطر عليها النظام السوري.
&
وقد اتخذت الحكومة السورية سلسلة إجراءات تهدف إلى ترغيب الطلاب باللغة الروسية، فقد تعهدّت، مثلًا، باستقدام 450 مدرّسة روسية لتعليم اللغة في سوريا، ما أثار موجة من الغضب والسخط لدى بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، ولدى الكثيرين من الأهالي في سوريا.
&
احتلال ممنهج
&
وحول فرض مناهج تعليم روسية، قال محمد الوز، رئيس هيئة التعليم السورية في المناطق المحررة، لموقع "إيلاف": "نظام الأسد يقنع نفسه بشتى الوسائل بأنه باقٍ على كرسي الحكم، ولذلك فهو يعمل على فرض قرارات تتعلق بمستقبل سوريا بالتنسيق مع روسيا، ومنها ما حصل مؤخرًا من فرض اللغة الروسية التي لا تعتبر من اللغات العالمية ليُدرسها في المدارس، بل هي احتلال جديد يُقدّمه بشار وأعوانه هدية لروسيا".
&
فيما أكد محمد فيصل، قيادي في جيش الفتح التابع للمعارضة السورية المسلحة، بأن "روسيا لم تكتفِ بقتل الشعب السوري بالسلاح، بل وصلت بها الوقاحة لقتل اطفال سوريا من خلال تدمير التعليم" وأضاف: "هذه هي العمالة والذل، لقد باع الأسد سوريا ودمرها وشرد شعبها كي يبقى في السلطة، واليوم يدمر حضارة كاملة من خلال تدمير التعليم".
&
مدارس شيعيّة
&
وإلى جانب إدخال اللغة الروسية، تشهد سوريا، مؤخرًا، افتتاح بعض الحوزات &الشيعية التي تدرّس المذهب الجعفري، وتعتمد بعض المناهج التي تحض على العنف والتطرف، وهي تنتشر بكثرة في الساحل السوري وريف دمشق، لا سيّما في منطقة السيدة زينب وعدد من المدن الموالية للنظام، وتعمل تلك المدارس على تدريس المناهج الدينية التي يعتمدها الشيعة.
&
الناشط محمد سلامة، الذي &يعمل مع مجموعة من الشباب على رصد المدارس المتطرفة في جميع المناطق السورية، أكد "افتتاح عدد من المدارس الشيعية في سوريا"، مُشيرًا إلى أنها "تقوم بتدريس الاطفال، دون سن الخامسة عشرة، مناهج متطرفة"، وأضاف: "لاحقًا، يتم زجّ هؤلاء الأطفال في القتال والمعارك، &او على الحواجز العسكرية والأمنية المنتشرة ضمن المناطق التي يُسيطر عليها النظام".
&&
أبرز الحلفاء
&
ومن المعروف بأن روسيا تُعد أبرز حلفاء الأسد، حيث تعمل على دعمه سياسيًا، من خلال منع صدور أي قرار بمجلس الأمن يحمل إدانة للنظام السوري منذ اندلاع الثورة السورية في آذار (مارس) من العام 2011، وعسكرياً، عبر مدّه بالسلاح والعتاد والخبراء وسلاح الجو، وصولًا إلى انخراطهم المباشر في القتال، كما وتمتلك قاعدة بحرية في محافظة طرطوس الساحلية، وهي تُشكل موطئ القدم الأخير لروسيا على ضفاف البحر الأبيض المتوسط.
&