كم يجني دونالد ترامب في الحقيقة؟ وكم يسدد من الضرائب؟ تتكثف التساؤلات المشابة نظرا الى ابتعاد المرشح الجمهوري عما بات من اعراف الانتخابات الرئاسية ولا ينوي على ما يبدو نشر تصريحه الضريبي، ما يثير التساؤلات بشأن ما قد يخفيه.


نيويورك: "هذا الامر لا يعنيكم"، اجاب ملياردير العقارات على قناة ايه بي سي عند سؤاله حول ضرائبه. لكنه اقر لاحقا "اكافح بشدة لدفع اقل قدر ممكن من الضرائب (...) لان هذا البلد يهدر اموالنا".

اضاف انه لا يملك حسابا في اي مصرف في سويسرا او اي مكان اخر في الخارج معتبرا انه ليس من حق الناخبين الاطلاع على تصريحه الضريبي.

قبل ايام، تذرع بتدقيق ضريبي جار لتجنب نشره، مؤكدا انه مستعد لذلك عند انتهاء التدقيق. لكن حتى لو وفى بوعده فسيستغرق الامر سنوات.

الا ان تمنّعه لفت الانظار بما في ذلك بين صفوف حزبه. واعتبر المرشح الجمهوري السابق الثري ميت رومني المعادي لترامب على صفحته على فيسبوك ان هذا الرفض "يجرده من الاهلية".

لفت رومني كذلك الى ان التدقيق الضريبي لا يمنع بأي شكل نشر الوثيقة الضريبية، معتبرا ان التفسير الوحيد لرفض نشرها يكمن في احتوائها على بيانات "متفجرة غير متوقعة".

منذ 1976 نشر جميع المرشحين الرئيسين&الى الرئاسة الاميركية تصريحاتهم الضريبية.
وافاد خبراء ان الملياردير ربما يدفع ضرائب قليلة، او حتى شبه معدومة، في حال استغل جميع ثغرات التشريعات الضريبية والتخفيضات المتاحة للوكلاء العقاريين.

ثغرات وتخفيضات

تحدث ترامب هذا الاسبوع عن عائدات تفوق 557 مليون دولار وثروة صافية تفوق 10 مليارات دولار، وذلك في تصريح مالي شخصي قدمه الى اللجنة الانتخابية المالية، في اجراء الزامي للمرشحين.

علق المسؤول في منظمة "شبكة العدالة الضريبية" الاميركية والمحامي السابق في لجنة مكافحة الصناديق الاحتكارية في مجلس الشيوخ جاك بلوم "ما&لا شك فيه اطلاقا ان رجلا ضالعا في هذا القدر من الصفقات العقارية على ما هو دونالد ترامب استفاد من كل الثغرات والتخفيضات في قطاع العقارات".

اضاف ان "تصريحه الضريبي قد يكشف عن كيفية قيامه بذلك، اي تحويل عائدات عادية الى زيادة في رأس المال وتأخير تسديد الضرائب" باستخدام بعض الاحكام القانونية "واقامة متاهة حصينة امام مفتشي مصلحة الضرائب" الفدرالية الاميركية.

تعود "النافذة" الوحيدة الى طريقة تصريح ترامب عن ضرائبه الى 1981 عندما طلب ترخيصا لفتح كازينو في نيوجيرزي بحسب صحيفة واشنطن بوست.

انذاك اكد رجل الاعمال ان مجموع عائداته في 1978 و1979 شهد عجزا بلغ 3,8 ملايين دولار، ما اجاز له بحسب الصحيفة تجنب دفع ضرائب فدرالية.

كذلك يجيز التصريح الضريبي الكشف عن هباته الى الجمعيات الخيرية، وهو تفصيل يثير الاهتمام في الولايات المتحدة، لا سيما بعد تأكيده عند اطلاق حملته الرئاسية في العام الفائت انه يهبها "اموالا طائلة".
في المقابل تسعى حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي نشرت تصريحاتها الضريبية كل عام منذ 1977 الى مضاعفة الضغوط على ترامب فكثفت التركيز على هذا الموضوع.

لذلك نشرت تسجيلي فيديو قصيرين خصص احدهما لطرح "اربعة امور قد يخفيها دونالد في وثائقه الضريبية"، "ربما يكذب بشأن ثروته" او "ربما لا يسدد مستحقاته" او "ربما لا يفعل اكثر من الكلام" عندما يتحدث عن هبات الى جمعيات خيرية. اضاف الفيديو "ربما يكون امرا اخر مختلفا تماما"، مستندا الى تصريحات لرومني ومقتطفات صحافية وجيزة.

كما زوّدت حملة كلينتون، التي يرجح ان تواجه ترامب في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر الرئاسية الصحافيين بحوالى 12 مقالا بهذا الشأن.

لكن قطب الاعمال المعروف بالتفاوض على تخفيضات كبرى لمشاريعه الاعمارية لم يبد تأثرا يذكر.

فعلى مستوى البلاد تقلص الفارق في نوايا التصويت بينه وبين كلينتون التي لم تعد تتقدمه باكثر من 3,1 نقاط كمعدل بحسب موقع "ريل كلير بوليتيكس".