اطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع ضد متظاهرين حاولوا عبور جسر الجمهورية من ساحة التحرير وسط بغداد باتجاه المنطقة الخضراء المحمية التي تضم المراكز الحكومية العليا والسفارات الاجنبية وبينها الاميركية والبريطانية ما ادى الى اصابة اعداد منهم بحالات إغماء.

وتظاهر الآلاف من اتباع التيار الصدري بقيادة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في ساحة التحرير مطالبين بتنفيذ إصلاحات في المؤسسات الحكومية ومحاربة الفساد وتشكيل حكومة تكنوقراط.

آلاف من اتباع الصدر تظاهروا وسط بغداد

وقد اتهم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي من وصفهم بالمندسين بين متظاهري التحرير &بمهاجمة القوات الأمنية بـ"شعل نارية".. وقال في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" إن مندسين بين متظاهري ساحة التحرير هاجموا القوات الأمنية ورموها بشعل نارية متكونة من قنانٍ زجاجية بداخلها وقود وفي رأسها فتيل لإشعالها ما أدى الى اصابة عدد من المحتجين وعناصر الامن. واكد ان الأجهزة الأمنية تسيطر على الموقف وتلاحق المندسين بين المتظاهرين الذين انسحبوا اثر ذلك من ساحة التحرير .

واضافة الى تظاهرات بغداد فقد شهدت 8 محافظات في وسط وجنوب البلاد وسط اجراءات أمنية مشددة تظاهرات احتجاج شارك فيها الالاف من المواطنين طالبوا خلالها بتنفيذ إصلاحات سياسية وامنية سريعة &ومواجهة جدية للفساد وملاحقة الفاسدين واسترجاع اموال الشعب التي نهبوها.

القوات استبقت التظاهرات باستنفار أمني

&وقد استبقت القوات الامنية تظاهرات الجمعة باستنفار أمني وإغلاق للطرق الرئيسة&والجسور ومواقع التواصل "فيسبوك" وابلغ مواطنون "إيلاف" في اتصالات هاتفية ان اكثر من عشرة طرق حيوية و5 جسور على نهر دجلة تربط جانبي العاصمة الكرخ والرصافة قد شملتها هذه الاجراءات. &وبالترافق مع ذلك فقد كثفت القوات الامنية من تواجدها في مناطق بغداد بشكل واسع وخاصة حول ساحة التحرير وسط العاصمة مركز تظاهرات المحتجين والطرق والجسور المؤدية منها الى المنطقة الخضراء .

ومن جهتها حجبت وزارة الاتصالات العراقية موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لدواع امنية كما قالت موضحة ان الحجب اقتصر على بغداد فقط لكنها اعادته بعد ساعات من ذلك. &

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي كشف &امس عن معلومات استخبارية تؤكد استعداد جماعة لم يسمها بتصعيد خطير في العاصمة غدا مصدرا أوامره لوزارة الداخلية لحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة.

واصدر العبادي رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة اوامره الى وزارة الداخلية للقيام بمهامها في حماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة في وسط بغداد وذلك لانشغال القوات العسكرية وقيادة عمليات بغداد في عمليات عسكرية كبيرة لتحرير الفلوجة وقواطعها حيث تبين ومن خلال التقارير الاستخبارية ان جماعات معينة تنوي الجمعة القادمة القيام بتصعيد خطير والبلاد في حالة حرب .

ودعا العبادي المتظاهرين الى تأجيل تظاهراتهم المقررة غدا الجمعة لحين تحرير الفلوجة موضحا "أن قواتنا منشغلة بعمليات التحرير وان هذه المعركة تتطلب جهدا كبيرا وان التظاهرات وهي حق لهم &تشكل ضغطا على قواتنا لتوفير الحماية اللازمة لان العدو غير تقليدي والحذر مطلوب لان الارهاب يستغل اي ثغرة قد تحصل".
وعلى الفور رفض التيار الصدري تأجيل تظاهرات اليوم لكن تنسيقية تظاهرات ساحة التحرير في&وسط بغداد التابعة للتيار المدني اعلنت تأجيل تظاهراتها بسبب الظروف الامنية لكنها اكدت ان تظاهراتها ستعود اقوى من قبل .

وكانت بغداد شهدت يوم الجمعة العشرين من الشهر الحالي تظاهرات اقتحم خلالها المحتجون المنطقة الخضراء المحمية الامر الذي واجهته القوات الامنية باطلاق الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص واصابة مائة آخرين.

وتعتبر تلك التظاهرة الأحدث في سلسلة من التظاهرات الحاشدة – التي بدأت في يوليو عام 2015 – &احتجاجا على الفساد الحكومي وانعدام الكفاءة.. وقد تم تصعيد التظاهرات في فبراير الماضي عندما دعا القيادي الشيعي مقتدى الصدر أتباعه للانضمام إلى التظاهرات، فألتحقوا بها بعشرات الآلاف وفي 30 أبريل الماضي تسلق المتظاهرون للمرة الاولى أسوار المنطقة الخضراء واحتلوا مبنى البرلمان لفترة قصيرة ما أدى لبعض الأضرار المادية والتعرض لبعض نواب البرلمان.