اتهم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي البعثيين والدواعش "المتحالفين معهم" بجر العراق الى الفوضى والفتنة وهدد بإحالة المتظاهرين "المخربين" على المحاكم مؤكدا بذل اقصى جهد لتجاوز التحديات الصعبة والقيام بإصلاحات ومعالجات شاملة لأوضاع البلاد.&

وأضاف انه "منذ اكثر من عام ونصف العام تحقق القوات الامنية انتصارات وتحرر المحافظات والمدن والقرى من عصابة داعش الارهابية وتنجح في إعادة النازحين الى ديارهم &وبالأمس عادت مدينة الرطبة ونحن على ابواب عودة الفلوجة الى حضن الوطن ... وفي غمرة هذه الانتصارات والاستعدادات الجارية لإكمال تحرير محافظة الانبار ومن ثم الموصل في هذا الوقت وتزامنا مع الهجمات الارهابية لداعش في بغداد ضد المدنيين العزل يقوم مندسون بجرّ البلاد الى الفوضى والهجوم على القوات الامنية &داخل بغداد والظهور بمظاهر مسلحة داخل المدن ضد هذه القوات بدلا من مواجهة العدو الداعشي في جبهات القتال وتضييع الانتصارات والتضحيات التي تبذل في جبهات الحرب ضد داعش .

وأشار الى ان بعضًا من المندسين يهدفون لتعطيل زخم الانتصارات التي تسطرها القوات الامنية وقال ان "ما حصل اليوم من اقتحام لمؤسسات الدولة والعبث بالمال العام لايمكن القبول به والتهاون مع مرتكبيه وان القانون لا بد ان يأخذ مجراه على كل متجاوز وان كل قطرة دم من مواطن او جندي يؤدي واجبه عزيزة وغالية علينا".&

وقال "ان الخطوات والانجازات المتحققة في ساحات المواجهة والتقدم المتحقق في المجال الاقتصادي يحظى بتقدير واحترام المواطنين و العالم للعراق والعراقيين الذي يشهد بسير الحكومة بالاتجاه الصحيح واننا نبذل اقصى جهد لتجاوز التحديات الصعبة والقيام بإصلاحات ومعالجات شاملة يحاول هؤلاء عرقلتها" .

ودعا المواطنين الى الحذر واليقظة ممن يسعون إلى إثارة الفوضى لتحقيق مطامحهم ... كما ناشد العراقيين والقوى السياسية "الى التكاتف والتصدي الى مؤامرات المندسين البعثيين المتحالفين مع الدواعش المجرمين والذين يقومون بأعمال ارهابية في المدن لايقاع الفتنة بين المواطنين والدولة وقواتها الامنية البطلة لإنقاذ الدواعش الذين نطاردهم في كل مكان وليعطلوا الخدمات كما حصل في تخريب لمنشآت الكهرباء والغاز وغيرها".

وحذر العبادي في ختام كلمته من "ان الفوضى لن تكون لصالح الشعب والوطن" ..ووجه الدعوة الى "تركيز الجهود بالوقوف خلف مقاتلينا الابطال لتحقيق الانتصار النهائي ونبذ الخلافات السياسية جانبا ونؤكد للجميع أننا ومنذ البدء كنا مع مطالب المتظاهرين السلميين ومع قواتنا الامنية التي تحلت بأقصى درجات ضبط النفس والاحترام" .

وعلى الصعيد نفسه فقد وجه العبادي مساء اليوم برفع حظر التجوال في العاصمة بغداد وذلك بعد ساعات من فرضه عقب اقتحام المنطقة الخضراء من قبل متظاهرين.

وقد زار العبادي مقر قيادة العمليات المشتركة في المنطقة الخضراء واطلع على الاوضاع الامنية في العاصمة بغداد وسيطرة القوات الامنية على الوضع الامني بعد انسحاب أتباع التيار الصدري من المنطقة الخضراء بعد إطلاق نار كثيف من قبل القوات الأمنية وسقوط عدد كبير من الجرحى.

وكان الآلاف من أتباع التيار الصدري اقتحموا اليوم الجمعة مبنى مجلس الوزراء ومقر البرلمان في المنطقة الخضراء.

علاوي يدعو للحوار مع المتظاهرين وإطلاق المعتقلين منهم

وطالب زعيم ائتلاف الوطنية الحكومة العراقية الى التحاور مع المتظاهرين وعدم استخدام العنف ضدهم &والى اطلاق سراح المعتقلين &مع الاستجابة العاجلة للممكن من مطالبهم المشروعة وتحقيق ما تبقى من المطالب وفق سقوف زمنية محددة.

وقال علاوي في بيان صحافي تسلمته "إيلاف" انه كان قد حذر وباستمرار بأن انتهاج الحكومة للمسارات الخاطئة ذاتها في التعاطي مع الازمات والالتفاف على المطالب المشروعة للمواطن بالتحصن وراء الاسوار العالية للمنطقة الخضراء في الوقت الذي تحصد التفجيرات والمفخخات ارواح العشرات من الضحايا الابرياء يوميا عدا عن المعاناة المعيشية والخدمية لقطاعات واسعة من المواطنين يضع العراق على شفا انتفاضة مسلحة وهو ما كاد يحصل اليوم لولا لطف الله تعالى .

واضاف "في الوقت الذي نؤكد التزامنا بمشروعية مطالب المواطنين السلمية وحقهم في التعبير عنها ضمن الاطر الدستورية والقانونية، نؤكد ايضا ضرورة الحفاظ على حرمة المؤسسات والنظام والممتلكات العامة والخاصة التي هي ملك الشعب المنتفض وان الاخلال بالتوازن بين هذين العنصرين لا يخدم ايا من مصالح الشعب او موقع السلطة، وان احداث اليوم كادت تطيح بهذه المعادلة الدقيقة" .

ودعا الحكومة الى التحاور مع المتظاهرين وعدم استخدام العنف ضدهم، والى اطلاق سراح المعتقلين مع الاستجابة العاجلة للممكن من مطالبهم المشروعة وتحقيق ما تبقى من المطالب وفق سقوف زمنية محددة، وفي المقابل فان المتظاهرين مطالبون بسلمية الاحتجاجات وواقعية المطالب بما يلحظ اوضاع البلد الاقتصادية والامنية، واحترام المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة" .

الصدر: ماحدث اليوم ثورة ضد الفساد والإرهاب

واكد مقتدى الصدر ان ما حدث اليوم من احتجاجات واقتحام للمنطقة الخضراء ومبنى البرلمان ومكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي ثورة ضد الارهاب وضد الفساد وصرخة حق بوجه الظالمين .. وقال زعيم التيار الصدري في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" ان ايدي الارهاب والعنف الحكومي قد تعاونت اليوم ضد ابناء الشعب العراقي والمتظاهرين العزل "فيد تفجر ويد تستهدفهم بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع ".

وخاطب الصدر العراقيين قائلا &"اصبر ايها الشعب البطل فثورتك السلمية لا محالة حليفها النصر وإنهاء الطائفية والمحاصصة والفساد والإرهاب".. واضاف "يا ابناء شعبي العظيم ان وقفتكم وثورتكم ضد الارهاب وضد الفساد هي صرخة حق بوجه الظالمين والفاسدين... اذن فلا بد للحق ان يعلو وانها خطوة من الشعب والباقي على الرب ومن ينصر الله ينصره الله ويغير ما به من فساد وارهاب".

وقال "رحم الله شهداء الثورة الشعبية العراقية السلمية والشفاء العاجل لجرحاها وتعسا لحكومة تقتل أبناءها بدم بارد وما القذافي وصدام عنهم ببعيد".. وخاطب المتظاهرين قائلا "إني لاحترم خياركم وثورتكم العفوية السلمية هذه وأدعو لكم بالتوفيق والنصر والثبات وأطالب بالإفراج عن الثوار فورا".

ومن جانبها اعلنت العمليات المشتركة السيطرة بشكل كامل على "الاحداث المؤسفة" التي في المنطقة الرئاسية الخضراء وقالت ان "هناك عناصر مندسة استغلت انشغال قواتنا بمعركة الفلوجة واخترقت مؤسسات الدولة واحداث الفوضى".

وقد قطعت القوات الامنية الشوارع الرئيسة في العاصمة بغداد بالحواجز الكونكريتية تحسباً لأي اضطرابات امنية قد تحدث بالتزامن مع اقتحام متظاهري التيار الصدري للمنطقة الخضراء .

وافاد مصدر في وزارة الداخلية بأن حصيلة المتظاهرين المصابين نتيجة اقتحام المنطقة الخضراء وصدهم من قبل القوات الأمنية باستخدام الغازات المسيلة للدموع والرصاص ارتفعت الى 500 شخص من المتظاهرين وافراد حماية الخضراء.

القوات اطلقت النار والقنابل المسيلة للدموع

وكانت القوات الامنية قد اطلقت الرصاص في الهواء والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين اقتحموا المنطقة الخضراء لدى اجتيازهم بعض الحواجز الامنية وأخلوا مبنى رئاسة الحكومة حيث مكتب رئيسها حيدر العبادي ومبنى مجلس النواب في مشهد يشبه اقتحام الالاف من المتظاهرين المنطقة ثم مبنى مجلس النواب بوسطها والسيطرة عليه لساعات وتحطيم بعض اجهزته وأثاثه في 30 من الشهر الماضي الامر الذي عطل اعمال المجلس لحد الان.

وفي محاولة لتطويق الاحداث وعدم تفجرها عنفا فقد بدأ قادة الكتل السياسية اجتماعا عاجلا في منزل رئيس البرلمان سليم الجبوري.

وابلغ مصدر عراقي من بغداد "إيلاف" ان القوات الامنية اعلنت حظرا شاملا للتجوال في بغداد وحزامها واغلقت منافذ الدخول والخروج منها وشددت من اجراءاتها واحاطت بمباني الوزارات والمؤسسات المهمة اضافة الى مبنى البنك المركزي العراقي.

والجمعة اقدم المئات من متظاهري ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية على عبور جسر الجمهورية باتجاه المنطقة الخضراء وهم يرددون هتافات تطالب بإصلاح العملية السياسية وتشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن الأحزاب السياسية وتحقيق الاصلاح السياسي ومحاسبة المسؤولين الفاسدين. كما طالبوا بتوفير الخدمات ومحاسبة المسؤولين الامنيين على خلفية الخرقات الامنية الاخيرة في بغداد .

&