لندن: أجرى فريق من الباحثين برئاسة شبلي تلحمي ورعاية كرسي أنور السادات للسلام والتنمية في جامعة ماريلاند الأميركية دراسة لمواقف الأميركيين من الشرق الأوسط بثلاثة استطلاعات لآرائهم. وقُدمت نتائج الدراسة في مركز سياسة الشرق الأوسط في معهد بروكنز مؤخرًا. 

وكان من أهم نتائج الدراسة أن مواقف الأميركيين من الاسلام والمسلمين أصبحت أكثر ايجابية رغم الحملة الشعواء عليهم بعد اعتداء أورلاندو في ولاية فلوريدا. 

وبحسب نتائج الدراسة فان نسبة الأميركيين ذوي الرأي الايجابي بالمسلمين ارتفعت خلال الفترة الواقعة بين نوفمبر 2015 ويونيو 2016 من 53 في المئة الى 62 في المئة في حين أن نظرة الأميركيين الايجابية الى الاسلام ارتفعت من 37 في المئة الى 44 في المئة خلال الفترة نفسها. 

وفي هذا الاطار الزمني ايضا ارتفعت نسبة الأميركيين الذين يعتقدون أن التقاليد الدينية والاجتماعية الاسلامية والغربية متوافقة من 57 في المئة الى 64 في المئة. 

بقيت مواقف الجمهوريين ثابتة نسبياً في الاستطلاعات الثلاثة التي جرت خلال هذه الفترة سواء من المسلمين أو من دينهم. وظل غالبية الجمهوريين يعربون عن الرأي القائل ان الاسلام والغرب لا يلتقيان، دون تغيير يُذكر عبر الاستطلاعات الثلاثة. 

ولكن آراء الديمقراطيين والمستقلين على السواء أصبحت أكثر ايجابية بالاسلام والمسلمين. وارتفعت نسبة الديمقراطيين الذين لديهم هذه الآراء بنسبة 12 في المئة والمستقلين بنسبة 17 في المئة من نوفمبر 2015 الى يونيو 2016 في حين هبطت نسبة الديمقراطيين والمستقلين الذين يرون ان القيم الاسلامية لا تتوافق مع القيمة الغربية من 26 الى 17 في المئة. 

بعد هجوم اورلاندو قال ثلث الأميركيين فقط ان الايديولوجيا الاسلامية المتطرفة هي العامل الأهم الذي دفع منفذ الهجوم. وحين طُلب من المشاركين في الاستطلاعات ان يصنفوا العوامل الممكنة وراء منفذ الهجوم حسب الأهمية جاء كره المثليين في المركز الأول ثم الايديولوجيا الاسلامية المتطرفة بالمركز الثاني والمرض العقلي بالمركز الثالث. 

وقال 57 في المئة إن المسلح نفذ الهجوم بمفرده ولكن بوحي من تنظيم "داعش" وقال 34 في المئة انه تصرف لأسباب لا تتعلق بداعش بل بدافع التباهي والمفاخرة. وقال 8 في المئة فقط انه نفذ الهجوم بتوجيه مباشر من داعش. 

وعن الاجراءات التي يمكن اتخاذها لمنع تكرار مثل هذه الحوادث جاء منع بيع الأسلحة لأشخاص ذوي سوابق ارهابية وجنائية بالمركز الأول وتحسين الأمن في الأماكن العامة بالمركز الثاني ومحاربة داعش في الخارج بالمركز الثالث ومنع بيع السلاح بالمركز الرابع ومراقبة المساجد ومنظمات الأميركيين المسلمين بالمركز الأخير من حيث الأهمية. 

أولويات الولايات المتحدة في العالم

جاءت الحرب على داعش على رأس الأولويات العالمية تليها سياسة الهجرة فيما جاءت الحرب في اليمن وليبيا بالمركز الأخير. وفي سؤال مفتوح ما زال اوباما الأكبر نصيباً من الاعجاب بين الديمقراطيين (40 في المئة) ويتصدر القائمة بين الجمهوريين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو (14 في المئة). 

صعود داعش

قال غالبية الأميركيين (55 في المئة) ان حرب العراق عام 2003 هي العامل الأهم في صعود داعش فيما قال 41 في المئة ان انسحاب القوات الأميركية عام 2011 هو العامل الأهم.

ويعتقد غالبية الجمهوريين (61 في المئة) ان انسحاب القوات الأميركية هو العامل الأهم في صعود داعش في حين ان 22 في المئة فقط من الديمقراطيين لديهم هذا الرأي و44 في المئة من المستقلين. 

ويرى 74 في المئة من الديمقراطيين و53 في المئة من المستقلين ان حرب العراق عام 2003 هي العامل المهم. 

مواقف الأميركيين من النزاع العربي الاسرائيلي

لم يطرأ تغير يُذكر في مواقف الأميركيين منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2015 ولكن استقطاب السياسة الأميركية حول هذه القضية ما زال مستمرا. 

ويقول غالبية الجمهوريين (52 في المئة) انهم يريدون ان تقف الولايات المتحدة الى جانب اسرائيل فيما يقول غالبية الديمقراطيين (53 في المئة) ان اسرائيل تمارس نفوذا بالغ الأثر في السياسة والسياسات الأميركية ويريد 51 في المئة منهم فرض عقوبات أو اتخاذ اجراء أشد فاعلية بشأن المستوطنات الاسرائيلية. 

وحين سُئل الأميركيون عن المستقبل الذي يجب ان تدعمه الولايات المتحدة لاسرائيل والفلسطينيين قال أغلبيتهم انه حل الدولتين (34 في المئة) أو حل الدولة الواحدة (33 في المئة). وجاء استمرار الاحتلال الاسرائيلي في المركز الثالث بنسبة 16 في المئة فيما جاء الضم دون حقوق مواطنة متساوية في المركز الأخير بنسبة 13 في المئة.

وحين سُئل الأميركيون عن الدور الذي يريدونه للولايات المتحدة في التوسط بين اسرائيل والفلسطينيين قال اغلبيتهم (66 في المئة في استطلاع 2015 و63 في المئة في استطلاع 2016) ان على الولايات المتحدة ألا تنحاز الى اي من الطرفين. وجاء الانحياز الى جانب اسرائيل في المركز الثاني بنسبة 32 في المئة من المشاركين في استفتاء 2016 فيما دعا 4 في المئة فقط الى اتخاذ جانب الفلسطينيين. 

وبحسب نتائج الاستطلاعات فان 52 في المئة من الجمهوريين يريدون ان تنحاز الولايات المتحدة لصالح اسرائيل مقابل 15 في المئة من الديمقراطيين و30 في المئة من المستقلين. وقال 78 في المئة من الديمقراطيين و65 في المئة من المستقلين ان على الولايات المتحدة ألا تنحاز الى أي من الطرفين. 

ويريد غالبية انصار دونالد ترامب (55 في المئة) ان تنحاز الولايات المتحدة الى جانب اسرائيل مقابل 14 في المئة فقط من مؤيدي هيلاري كلنتون. وتؤيد أغلبية كبيرة من انصار كلنتون (80 في المئة) وقوف الولايات المتحدة على الحياد بين الطرفين. 

الدولة الفلسطينية ومجلس الأمن

خلال الفترة الممتدة من نوفمبر 2015 الى مايو 2016 ظلت نسبة الأميركيين الذين يعتقدون ان على الولايات المتحدة ان تصوت لصالح اقامة دولة فلسطينية ثابتة عند 27 في المئة في العامين. وكان هناك استقطاب أشد حدة حول هذه القضية. وارتفعت نسبة الجمهوريين المعارضين للدولة الفلسطينية من 15 الى 19 في المئة.

وهناك اختلاف واسع بين مؤيدي ترامب ومؤيدي كلنتون بشأن الدولة الفلسطينية. فان 56 في المئة من مؤيدي ترامب يرون ان على الولايات المتحدة ان تصوت ضد الدولة الفلسطينية مقابل 18 في المئة فقط من مؤيدي كلنتون. وقال 44 في المئة من مؤيدي كلنتون انهم مع التصويت لصالح الدولة الفلسطينية. 

رد فعل الولايات المتحدة على المستوطنات

وطرأ تغير طفيف على رأي الأميركيين بشأن رد فعل الولايات المتحدة على بناء مستوطنات جديدة. إذ قال 59 في المئة من الأميركيين في ايار/مايو 2015 ان على الولايات المتحدة ألا تفعل شيئاً أو تقصر معارضتها على الأقوال بالمقارنة مع 58 في المئة في نوفمبر 2015. 

ويرى 39 في المئة من الأميركيين ان على الولايات المتحدة ان تفرض عقوبات اقتصادية أو تتخذ اجراء اشد فاعلية بشأن المستوطنات في ايار/مايو 2016 بالمقارنة مع 37 في المئة في تشرين الثاني/نوفمبر 2015. 

النفوذ الاسرائيلي في الولايات المتحدة

لم يحدث تغير يُذكر في آراء الأميركيين بشأن نفوذ اسرائيل على السياسة الأميركية. ويزيد عدد الجمهوريين (23 في المئة) والمستقلين (21 في المئة) الذين يقولون ان اسرائيل لا تتمتع بنفوذ يُذكر نحو ثلاثة اضعاف على عدد الديمقراطيين (8 في المئة) الذين لديهم هذا الرأي. 

ولكن أكثر من نصف الديمقراطيين (53 في المئة) يعتقدون ان لاسرائيلي نفوذا بالغ الأثر في السياسة الأميركية. وهذا هو رأي 46 في المئة من المستقلين و27 في المئة فقط من الجمهوريين.