دنفر: ينطلق المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي الاثنين في دنفر (كولورادو) تحت شعار استعادة وحدة الحزب بعدما اعلنت المرشحة السابقة هيلاري كلينتون انها ستدعو المندوبين المؤيدين لها الى التصويت لصالح باراك اوباما. وقبل ساعات من بدء المهرجان الانتخابي الكبير للحزب نفى مقربون من اوباما وكلينتون وجود اي خلاف بين الاثنين.
وقال المستشار الرئيسي لاوباما ديفيد اكسلرود ومعاونة كلينتون ماغي وليامز في بيان مشترك جاف النبرة quot;ندرك جيدا ان البعض في وسائل الاعلام يهتم باشاعات الخلاف اكثر من اهتمامه بحقيقة وحدة الحزب. الحقيقة هي ان فريقينا يعملان معا كي يتكلل المؤتمر بالنجاح، وسيواصلان العمل هكذاquot;.
واضاف المستشاران ان quot;السناتورة (هيلاري) والرئيس (بيل) كلينتون يدعمان بالكامل الثنائي اوباما-بايدن وينويان التوجه بالكلام الى المؤتمر والبلاد (بالتشديد على) الاهمية الكبرى للانتصار هذا الخريفquot;.
وكان موقع بوليتيكو اكد الاحد ان مشاعر quot;انعدام الثقة والكراهية تتنامىquot; بين المعسكرين وان المقربين من اوباما اثاروا غضب بيل كلينتون عندما حاولوا حصر موضوع كلمته بقضايا السياسة المحلية.
وفي كلمة صباح الاثنين امام الناخبين من ذوي الاصول اللاتينية في المدينة دعت هيلاري كلينتون انصارها الى التصويت لاوباما.
وقالت quot;ادعوكم انتم الذين دعمتموني والذين اشعر لكم بالامتنان الى الابد، ان تعملوا بجد لصالح باراك اوباما كما فعلتم من اجلي خلال الانتخابات التمهيديةquot;.
وكان مسؤول ديموقراطي قال الاحد ان كلينتون ستترك لانصارها من المندوبين حرية التصويت لاوباما.
ويتيح ذلك لسناتور ايلينوي ان يبدأ شهرين من الحملة الانتخابية متسلحا بحزب موحد رسميا بعد انتخابات تمهيدية طويلة شهدت منافسة حادة بين المرشحين.
واذا كان اوباما (47 عاما) ضمن منذ حزيران/يونيو الحصول على غالبية اصوات المندوبين الديموقراطيين البالغ عددهم 4200 اللازمة لحصوله على ترشيح الحزب الديموقراطي فان السؤال يكمن في معرفة ما اذا كان المندوبون المناصرون لكلينتون البالغ عددهم نحو الالفين سيحولون المؤتمر الى تظاهرة لتاييد مرشحتهم ما يلقي بعض الظلال على فوزه.
وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه ان كلينتون قد تعلن ذلك الاربعاء في ختام لقاء مع المندوبين المناصرين لها.
وستلقي هيلاري كلينتون كلمة امام المؤتمر مساء الثلاثاء فيما يلقي زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون الذي وجه انتقادات لاوباما خلال الانتخابات التمهيدية، مساء الاربعاء حين يجري التصويت رسميا على الترشيح.
ورغم الدعوات الى الوحدة لا يبدو ان القاعدة الانتخابية كلها قد تقبلت نتائج الانتخابات التمهيدية وفقا لاستطلاع نشرته الاثنين صحيفة يو.اس.ايه توداي.
فاذا كان 47% من الذين انتخبوا كلينتون في الانتخابات التمهيدية اكدوا انهم سيدعون اوباما فان 23% يقولون انهم رغم دعمهم له يمكن ان يغيروا رايهم فيما يؤكد 30% انهم لن يصوتوا له باي حال من الاحوال في تشرين الثاني/نوفمبر ما يعني انهم سيصوتون للجمهوري جون ماكين.
واليوم بدا هذا الاخير وكانه يعترف بكفاءة لاوباما حيث قال خلال ظهور علني في اريزونا (جنوب غرب) الولاية التي يمثلها في مجلس الشيوخ quot;انها حملة رئاسية صعبة. لدى منافس محترم جدا. لكن هناك خلافات كبيرة بينناquot;.
لكن رغم هذه اللهجة الحضارية حاول فريق المرشح الجمهوري تأجيج الانقسامات في الصف الديموقراطي الاحد عبر دفاعه عن هيلاري كلينتون بعدما فضل اوباما عليها جوزف بايدن الخبير في السياسة الخارجية ليكون مرشحه لمنصب نائب الرئيس.
واعتبر رئيس بلدية نيويورك السابق رودولف جولياني في حديث لشبكة quot;ايه بي سيquot; ان السناتور اوباما quot;وعبر اختياره بايدن كمرشح لمنصب نائب الرئيس انما اكد على ضعفه بدلا من قوتهquot;. وقال ان quot;الخيار الافضل كان بالتاكيد هيلاري كلينتونquot;.
كما اطلق فريق حملة ماكين الاحد فيلما دعائيا جديدا على التلفزيون بث في عدة اساسية، تنتقد فيه كلينتون قلة خبرة اوباما.
ويقول المعلق في الفيلم الدعائي quot;لقد نالت ملايين الاصوات لكنها لم تحصل على ترشيح لمنصب نائب الرئيس، لماذا؟ لانها قالت الحقيقةquot;.
ويبدأ مؤتمر الحزب عند الساعة 15,00 بالتوقيت المحلي (21,00 ت.غ) الاثنين على ان يبلغ ذروته مساء الخميس حين يلقي اوباما خطابا امام حوالى 75 الف شخص في ملعب انفسكو دنفر.
والاثنين وفي قاعة ضخمة تتسع لاربعين الف شخص في بيبسي سنتر القت زوجة المرشح ميشال اوباما كلمة، تلتها كلمتا شخصيتين تاريخيتين للحزب، الرئيس السابق جيمي كارتر وادوادر كينيدي اخر شقيق على قيد الحياة للرئيس الراحل جون كينيدي الذي من المقرر ان يلقي كلمة مذاعة من خلال ابنة شقيقة كارولين.
لكن قنوات تلفزيون محلية ذكرت ان تيد كينيدي، البالغ من العمر 76 عاما، ويعاني من سرطان في المخ لا شفاء منه وصل مساء الاحد الى دنفر.
وفي كلمتها تحدثت ميشال اوباما نائبة رئيس مستشفى شيكاغو الجامعي والمعروفة بانها لعبت دورا اساسيا في حملة زوجها، عن الجانب الانساني للمرشح الديموقراطي.
وقال اوباما الاحد ان زوجته سترسم له الاثنين في كلمتها صورة quot;رجل عاديquot;.
وسبقت مؤتمر دنفر منذ الاحد تظاهرات مناهضة لاوباما بعضها جاء من معسكر الجمهوريين او اليمين الديني او مجموعات معارضة للاجهاض او اليسار المتطرف الذي ياخذ عليه مواقفه المعتدلة جدا في حرب العراق. ولم يسجل وقوع اية حوادث.
وتحسبا لاحتمال حصول حوادث، نشرت سلطات دنفر ما يصل الى خمسة الاف شرطي في المدينة فيما تحول بيبسي سنتر الى حصن تحلق فوقه المروحيات مع وضع حواجز مكافحة الشغب وكتل اسمنتية واجهزة رصد الاسلحة.
وفيما ينتظر ان يعلن ماكين خياره لمرشحه لمنصب نائب الرئيس اظهر استطلاع اخر اجرته quot;يو اس ايه تودايquot; ومعهد غالوب الاثنين ان اوباما يتقدم عليه بفارق اربع نقاط فقط (47% مقابل 43%) تمهيدا للانتخابات الرئاسية التي ستجري في تشرين الثاني/نوفمبر.
التعليقات