طلال سلامة من روما: هل ستشهد ايطاليا في الشهور المقبلة تحالفاً جديداً بين الحزب الشيوعي والحزب الديموقراطي اليساري لتوجيه الضربة القاضية لبرلسكوني أولاً ثم إدارة البلاد عن طريق انقلاب اجتماعي اقتصادي ثانياً؟ لا تبدو الاتفاقية ممكنة حالياً حسب quot;باولو فيريروquot;، السكرتير الجديد للحزب الشيوعي الذي يريد لعب دور القائد لينين بحلته الإيطالية. ثمة سلة من الشروط التي يريد فيريرو انتزاعها بالقوة من فلتروني قبل التفكير بأي صيغة عمل مشتركة. ويكمن لب هذه الشروط في زيادة نفوذ الحزب الشيوعي داخل ائتلاف الوسط اليساري. في الوقت الحاضر، يستأثر الشيوعيون المتعاونون مع الحزب الديموقراطي ب10 في المئة فقط من شريحة النفوذ التي تعطي لأي حزب تم انتخابه بالبرلمان الإيطالي حق طرح مشاريع القوانين للتصويت عليها.

يجمع المراقبون هنا على أن فشل الحزب الديموقراطي في انتخابات رئاسة الوزراء جعله عرضة للتقلبات التي تعيشها تيارات داخلية منقسمة داخل الحزب الشيوعي. ومن شأن هذه التقلبات إضعاف قرارات فلتروني لا سيما في ما يتعلق بالانتخابات الإقليمية القادمة، وأولها انتخابات إقليم quot;أبروتسوquot; وسط ايطاليا أين جرى اعتقال حاكمها السابق، المتورط الى أنف رأسه في قضايا فساد طالت القطاع الصحي هناك.

بالطبع، لن يغلق الحزب الشيوعي الأبواب أمام الحزب الديموقراطي لإبرام سلسلة من الاتفاقيات قبل خوض أي من هذه الانتخابات الإقليمية شرط أن يكون السجل العدلي لأي اسم يطرحه الحزب الديموقراطي نظيف بالكامل. ويبدو أن الحزب الشيوعي يميل الى فرض المحامي quot;أنتونيو دي بياتروquot;، وزير النقل السابق ورئيس حزب قيم ايطاليا، كاسم أساسي في انتخابات إقليم quot;أبروتسوquot;. من جانب آخر، ستكون دفاعات فالتر فلتروني، رئيس الحزب الديموقراطي، ضعيفة أمام رفض اسم هذا المحامي خصوصاً لأنه بقي دون عمل ودون مكتب منذ تولي حكومة برلسكوني السلطة.