دنفر: سيسعى مرشح الحزب الديموقراطي باراك اوباما الى توثيق علاقته والتواصل على المستوى الشخصي مع الشعب الاميركي الذي لا يزال غير مرتاح لقصة حياة اوباما غير المألوفة وحملته من اجل التغيير.

ويستعد اوباما (47 عاما) ابن الكيني الذي تزوج من اميركية بيضاء، لتتويج صعود نجمه على الساحة السياسية، لقبول ترشيح حزبه له رسميا لخوض سباق الرئاسة في مؤتمر الحزب الديموقراطي الذي سيشهده ملايين الناخبين ابتداء من الاثنين.

وسيحاول سناتور ايلينوي استعادة زخم حملته الانتخابية للوصول الى سباق البيت الابيض في تشرين الثاني/نوفمبر بعد ان تسببت سلسلة الهجمات التي شنها ضده المرشح الجمهوري جون ماكين في اشعال المنافسة بينهما.

كما ستبقى العيون تراقب هيلاري كلينتون التي تغلب عليها اوباما في المنافسة للحصول على ترشيح الحزب الديموقراطي، لرصد اي مؤشر على محاولتها وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون تقويض وحدة الحزب.

وفي الوقت الذي تتوجه عيون ملايين الناخبين الى سباق الرئاسة لاول مرة، فان امام اوباما، المولود في هاواي، فرصة لا تعوض بالكشف عن سيرته الذاتية والتحدث عن قصة حياته وصعوده من الفقر الى المجد باعتبارها تجسيدا للحلم الاميركي.

ويقول اندرو دودل بروفسور العلوم السياسية في جامعة اركنساو ان على اوباما quot;ان يجعل الناس يشعرون بارتياح اكبر له كشخص (..) وهذه فرصة حقيقية لهquot;.

ويدعو اوباما الى الوحدة والامل الا ان صورته ومحاولته لاجتذاب الطبقة العاملة من الديموقراطيين اهتزت بسبب تصريحات راعي كنيسته السابق في وقت سابق من هذا العام.

واثرت الهجمات التي شنها جون ماكين على اوباما حيث وصفه بانه يفتقر الى الخبرة اللازمة ليكون قائدا للجيش.

ويقول جوليان زيليزير استاذ التاريخ في جامعة برينستون ان امال اوباما في الحصول على الرئاسة قد تعتمد على دفاعه عن نفسه. ويضيف quot;اذا لم يتمكن من ذلك فستكون امامه مشكلة كبيرةquot;.واضاف quot;لقد واجه شهرا صعبا جدا في اب/اغسطس، ونجح الجمهوريون في احراجهquot;.

ويدعو سناتور ايلينوي الذي فاجئ الساحة السياسية الاميركية بخطاب مذهل في المؤتمر الديموقراطي عام 2004، الى انهاء الانتقادات والهجمات في السياسة.

الا انه يبدو انه تبنى بعضا من هذه التكتيكات في اب/اغسطس في قتاله ضد الجمهوريين الذين تبنوا سياسة الارض المحروقة للوصول الى البيت الابيض.

وكان المرشح الديموقراطي جون كيري قد ذهب ضحية تساهله مع الرئيس جورج بوش في انتخابات الرئاسة عام 2004.

وشدد اوباما من حملته، كما اختار السناتور المخضرم جوزف بايدن لخوض الحملة معه نائبا للرئيس مما يشير الى انه لن يرتكب نفس الخطأ الذي ارتكبه كيري.

وقال زيليزير quot;اعتقد اننا سنسمع المزيد من المقارنات بين مواقف الديموقراطيين وحقيقة اوباما ومواقف وحقيقة ماكينquot;.واضاف quot;سنستمع الى الكثير من الربط بين ماكين وبوشquot;.

وتظهر استطلاعات الراي ان اعدادا كبيرة من الاميركيين غير راضين عن الطريق الذي تسير عليه بلادهم، الا ان اوباما الذي يدعو الى التغيير، لا يزال غير قادر على التغلب على منافسه.

وقد تاكد ذلك في استطلاع جديد للراي نشرته الاحد صحيفة quot;واشنطن بوستquot; وشبكة quot;اي بي سيquot; الاخبارية، اظهر ان اوباما يحظى بتاييد 49 بالمئة من الناخبين بنما حصل ماكين على نسبة 45 بالمئة.

وتقول سيليندا ليك مسؤولة الاستطلاعات في الحزب الديموقراطي quot;اذا سمح الديموقراطيون لماكين بان يكون مرشح التغيير، فستكون امامهم اوقات صعبة للغايةquot;.

وسيعقد المؤتمر الديموقراطي الذي يستمر اربعة ايام تحت حراسة امنية مشددة. وسيليه المؤتمرالجمهوري الذي سيعقد في سانت بول بولاية مينيسوتا الاسبوع المقبل.

وسيتم نشر ما بين ثلاثة وخمسة الاف عنصر من الشرطة والامن في دنفر لفرض القانون والنظام في الشوارع.

واضافة الى اوباما وبايدن وهيلاري وبيل كلينتون، فسيشارك في المؤتمر عدد من ابرز شخصيات الحزب، وسيتم تكريم السناتور الليبرالي ادوارد كنيدي الذي يعاني من سرطان الدماغ.

وفي لفتة غير معتادة، سيلقي اوباما خطابا امام اكثر من 70 الف من انصاره في استاد انفيسكو فيلد لكرة القدم الاميركية الخميس.

وكانت اخر مرة اعلن فيها مرشح رئاسة قبول ترشيحه في الهواء الطلق في عام 1960 عندما اطلق الرئيس السابق جون كنيدي دعوته للتجديد والتي يرى العديد من انصار اوباما انها عادت لتتجسد في مرشحهم.