إسلام أباد: أكد وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك أن أكثر من 600 كيلوغراماً من المتفجرات كانت محمّلة على الشاحنة التي فُجرت عند المدخل المؤدي إلى فندق quot;ماريوتquot; في العاصمة إسلام أباد مساء السبت، ما أسفر عن مصرع أكثر من 50 شخصاً وجرح قرابة 266 آخرين.
وقال المسؤول الباكستاني إنه واستناداً إلى كمية ونوعية المتفجرات لتي استخدمت فإن الهجوم يعتبر quot;الأكبر من حيث الحجمquot; في باكستان منذ سبعة أعوامٍ. بموازاة ذلك أعلن الجيش الأميركي الأحد، أنّ الأميركيين الاثنين الذين كانا من ضمن القتلى الذين سقطوا في الهجوم الذي استهدف الفندق، هما عسكريان. وأوضح بيان للجيش أنّ القتيلين كانا يعملان ضمن البعثة العسكرية الأميركية التي تعمل في سفارة واشنطن في العاصمة الباكستانية. ومن جهتها، قالت المفوضية البريطانية السامية في إسلام أباد إنّ ستة بريطانيين من ضمنهم شخص غير بالغ، أصيبوا بجراح في الهجوم، ومن بينهم ثلاثة موظفيه في المفوضية.
بدورها أوضحت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية أنّ ستّة ألمان أصيبوا بدورهم بجراح طفيفة. وقال كبير مفتشي الشرطة شيخ زبير إن السفير التشيكي أحد أجنبيين قتلا في الانفجار. وكانت وكالة الأنباء التشيكية الوطنية قد أفادت صباح الأحد أن السفير التشيكي مفقود منذ حادثة الانفجار الانتحاري. ونقلت الوكالة عن مسؤولين في وزارة الخارجية التشيكية أن السفير إيفو جاريك، 47 عاماً، انتقل من فيتنام إلى باكستان منذ نحو شهر، وكان مقيماً منذ ذلك الوقت في فندق ماريوت. وتابعت أن أحدا لم ير أو يشاهد السفير منذ وقوع التفجير، الذي أدى إلى وفاة اثنين من الأجانب وإصابة 21 آخرين منهم.
وكشفت السلطات الباكستانية عن شريط فيديو أمني، يصوّر التفجير الذي استهدف فندق ماريوت، ويظهر انفجارا صغيرا داخل شاحنة، قبل الانفجار الأكبر الذي أعقبه والذي أسفر عن حصيلة كبيرة من الضحايا. وعرضت وزارة الداخلية الباكستانية الشريط أثناء مؤتمر صحفي الأحد، أكّد فيه كبير مفتشي الشرطة شيخ زبير أنّ عدد القتلى بلغ 57 قتيلا وإصابة ما بين 150 و230 آخرين.
ويظهر الشريط شاحنة كبيرة وهي تصطدم بجدار أمني مما حدا بضابط أمني إلى الفرار، وإثر ذلك وعندما كان حراس أمن بصدد الاقتراب من الشاحنة، انفجر سقفها، مما دعاهم إلى الفرار من الانفجار الأولي. وسرعان ما غطّت سحابة دخان سقف الشاحنة، وإثر ذلك بدقائق التهمتها النيران. وعبثا حاول الحراس السيطرة على الحريق بواسطة أجهزة إطفاء يدوية، قبل أن يفروا بدورهم وتتوقف الكاميرا عند الشاحنة المحترقة.
ويرجّح مسؤولون باكستانيون أن يكون الانفجار الثاني، وهو الأعنف، السبب في قطع التيار الكهربائي مما أدى إلى عطل الكاميرا الأمنية. وقال المسؤول إنّه لم يتمّ اعتقال أي شخص على علاقة بالهجوم. وتقول الشرطة إنّ الانفجار أدى إلى تسرّب الغاز الطبيعي من الطابق الأعلى في الفندق المؤلف من خمسة طوابق ويضمّ 258 غرفة.
وغالبية الضحايا سائقون كانوا مع سياراتهم خارج الفندق في انتظار زبائن، وفقا لحراس أمن في الفندق وكذلك الصحفي في تلفزيون quot;جيوquot; الباكستاني جميد مير. ويقع الفندق، الذي يبلغ معدّل سعر الإقامة في إحدى غرفه 300 دولار، في مجمّع يضمّ مبنى البرلمان ومنزل رئيس الوزراء وكذلك المحكمة العليا والرئاسة. وقال وزير الداخلية إنّ السلطات تلقّت تهديدا قبل يومين بتفجير مبنى البرلمان وهو ما دفعا إلى تشديد إجراءات الأمن في المنطقة.
الخطوط الجوية البريطانية BA تعلق رحلاتها لإسلام أباد
بموازاة ذلك،أعلنت الخطوط الجوية البريطانية تعليق رحلاتها مؤقتاً إلى العاصمة الباكستانية بسب الوضع الأمني، كما جاء على لسان متحدثة باسم الخطوط. وقالت إن القرار اتخذ لأن سلامة الركاب وطاقم الخطوط مسألة مهمة جداً للشركة. وكانت الخطوط الجوية البريطانية قد ألغت فعلاً رحلة مسائية كانت مقررة الأحد، كما انها تراجع عملياتها لهذا الأسبوع. يُذكر أن الخطوط تسير ثلاث رحلات على الأقل أسبوعياً إلى إسلام أباد قادمة من مطار quot;هيثروquot; اللندني.
التعليقات