اعداد أشرف أبو جلالة: في الوقت الذي يستعد فيه حسني مبارك الرئيس المصري لكي يبدأ السبت زيارة تاريخية إلى الولايات المتحدة الأميركية، تستغرق عدة أيام، يلتقي خلالها بالرئيس باراك أوباما في ثالث لقاء يجمع بين الزعيمين منذ أن تولى أوباما السلطة في يناير / كانون الثاني الماضي، تكشف اليوم تقارير صحافية النقاب عن أن عدداً من المنظمات القبطية في كل من الولايات المتحدة وكندا يتحضرون في خلال هذه الأثناء للقيام بتظاهرة جماهيرية سلمية أمام البيت الأبيض أثناء اللقاء الذي سيجمع بين الرئيسين في الثامن عشر من شهر أغسطس / آب الجاري، حيث تنظر تلك المنظمات إلى زيارة الرئيس مبارك على أنها فرصة للتعبير عن شكواهم من تصاعد الانتهاكات والتمييز ضد الأقباط في مصر، وللمطالبة في الوقت ذاته بتطبيق العدالة وسيادة القانون في البلاد.
من جانبه، اهتم موقع quot;ريليجاس انتيليجانسquot; البريطاني المتخصص في تغطية الأخبار الدينية حول العالم بتسليط الضوء على البيان الصحافي الذي أصدرته مجموعة مكونة من أكثر من عشر منظمات قبطية في كل من الولايات المتحدة وكندا، حيث جاء فيه :quot; لقد وقع طيلة فترة حكم الرئيس مبارك الممتدة على مدار 28 عاما ً ما يزيد عن 1500 هجوم عنيف على المسيحيين المصريين ( الأقباط )، ما أسفر عن وقوع خسائر في الأرواح، وحدوث إصابات، وتدمير للكنائس والممتلكاتquot;.
وتابع البيان :quot; لقد ازدادت مؤخرا ً مثل هذه الهجمات بشكل كبير من حيث عددها وحدتها، وقد تم تشجيع المجرمين الذين يقومون بتنفيذ تلك الهجمات نظرا ً لعدم معاقبتهم من قِبل الحكومةquot;. فيما أشار الموقع إلى قيام منظمات قبطية أخرى بالتظاهر أمام البيت الأبيض مطالبين من بين أمور أخرى بالوقف الفوري للاعتداءات التي تتعرض لها الكنائس والأديرة القبطية، في الوقت الذي يقوم فيه المسلمون بقتل الأقباط دون أن تتم إدانتهم، مع استمرار عمليات الاختطاف والاغتصاب، والإكراه على اعتناق الديانة الإسلامية التي تتعرض لها الفتيات المراهقات القبطيات.
إلى ذلك، قال دكتور نجيب جبرائيل رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان أن التظاهرة القبطية التي ستُجرى أمام البيت الأبيض ستكون فرصة ذهبية للتعبير عن الغضب الذي يشعر به الأقباط ضد انتهاك حقوقهم المشروعة في مصر بعد أن باءت بالفشل جميع الجهود التي يتم بذلها في سبيل الحصول على العدالة. وفي نفس الوقت، طالب جبرائيل النشطاء الأقباط في مصر بالترتيب لتظاهرة سلمية داخلية في حضور وسائل الإعلام قبيل زيارة الرئيس مبارك للولايات المتحدة من أجل التأكد من أن العالم يعرف أن الأقباط في الداخل يجاملون الأقباط في المهجر، وأن الجميع متحد على قضية مشروعة واحدة.
في غضون ذلك، أرسلت اليوم منظمة quot;هيومان رايتس فيرستquot;، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا ً لها، خطابا ً إلى الرئيس باراك أوباما تطالبه فيه بحث الرئيس المصري حسني مبارك عند الاجتماع إليه يوم الثلاثاء في البيت الأبيض على إحراز تقدم ملموس في مجالات حقوق الإنسان والديمقراطية خلال الأشهر المقبلة حيث تستعد البلاد للانتخابات البرلمانية عام 2010 والانتخابات الرئاسية عام 2011. من جانبه، قال نيل هيكس، مستشار السياسات الدولية بالمنظمة :quot; تُمثل الانتخابات القادمة اختبارا ً هاما ً لمدى التزام الحكومة المصرية بحقوق الإنسان والديمقراطيةquot;.
وتابع هيكس حديثه بالقول :quot; كلما ازدادت مصداقية الانتخابات، كلما ازدادت متانة الأساس الذي تمضي من خلاله مصر قدما ً إلى الأمام من خلال أجندة يغمرها مستويات مُحسنة من الاحترام لحقوق الإنسان وسيادة القانونquot;. هذا وقد حثت المنظمة في خطابها الرئيس أوباما على أن يُطبق المبادئ التي أوضحها في خطابه الذي ألقاه بالقاهرة مطلع يونيو / حزيران الماضي. وقد حثت المنظمة الرئيس أوباما على وجه الخصوص بأن يسعى للحصول على ضمانات من الرئيس مبارك بأن تكون هناك مراقبة مستقلة وذات مصداقية على العملية الانتخابية، وضرورة أن يتم التمسك بالحقوق والحريات الأساسية لممثلي المجتمع المدني المستقل الذين يرغبون في مراقبة والتعليق على الانتخابات، وضرورة أن يحظى مرشحو المعارضة بالقدرة على خوض الانتخابات بعيداً عن المضايقات والعراقيل الرسمية. كما دعت المنظمة الرئيس أوباما بأن يطالب الرئيس مبارك بتوجيه الدعوة لمنظمات دولية حسنة السمعة تعني بمراقبة الانتخابات من أجل إجراء تقييمات لسير العملية الانتخابية في مصر.
كما حثت المنظمة الرئيس أوباما بأن يثير خلال لقائه الرئيس مبارك ما يتردد عن الحالة المتردية للأقليات الدينية في مصر، وبخاصة الأقلية القبطية. وفي خطابها، طالبت المنظمة الرئيس أوباما أيضا ً بدفع الرئيس مبارك لإصدار قانون من شأنه تمكين المسيحيين من بناء الكنائس أو توسيعها، وكذلك تنفيذ سياسات من شأنها التصدي للتمييز والتعامل بفاعلية مع حوادث العنف الطائفي المتزايدة. وقد خلص هيكس من خلال الخطاب إلي القول :quot; إن تعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية في مصر يخدم المصلحة الوطنية للولايات المتحدة عن طريق المساهمة في تحقيق الاستقرار الإقليمي، وتحسين سمعة البلاد والمصداقية في جميع أنحاء المنطقة العربية. وينبغي أن ينظر الرئيس أوباما إلى اجتماع الأسبوع المقبل على أنه فرصة للبدء في تطبيق التعهدات التي قطعها على نفسها في القاهرةquot;.
الحوار الأميركي الإيراني لا يزعج القاهرة
على صعيد متصل، أعلن سامح شكري السفير المصري في الولايات المتحدة الجمعة ان القاهرة لا يزعجها الحوار المحتمل بين واشنطن وطهران حول الملف النووي الإيراني، ونفى أي تواجد أمني أميركي في منطقة الحدود بين مصر وغزة لمراقبة ومنع تهريب السلاح الى القطاع. وقال شكري في مقابلة مع قناة quot;الحرةquot; الأميركية ان مصر لا يزعجها quot;إطلاقاً quot; أي حوار محتمل بين أميركا وإيران.
وأضاف quot;مصر دعت منذ بداية تناول الملف النووي الإيراني لضرورة أن يتم الوصول إلى حل هذا الملف من خلال المفاوضات، من خلال الحوار ومن خلال الطرق الدبلوماسية لدرء أي آثار سلبية قد تنتج على المنطقة من اللجوء إلى أي أعمال تخرج عن هذا الإطارquot;.
وقال ان توجه الإدارة الأميركية لحل هذا الملفquot; يهم الدول في المنطقة العربية ويهم المجتمع الدولي بصفة عامة في إطار الحرص على دعم منظومة عدم الانتشار، والتأكد من تقليص القدرات النووية العسكرية للدول وليس توسيع نطاقهاquot;.
وأعرب عن أمله في quot;أن تثمر هذه الاتصالات عن نتائج إيجابية تؤدي إلى إستقرار المنطقة وتعفيها من أي توجهات نحو سباق للتسلح النووي في المنطقة يكون له طبعاً آثار بالغة السلبية على الأوضاعquot;.
وحول إستخدام قناة السويس من قبل القوات الأميركية في حال توجيه ضربة لإيران قال ان اتفاقية القسطنطينية تحكم استخدام القناة ،وانquot; مصر ملتزمة بهذه الاتفاقية ... ومصر دائماً ملتزمة بالتزاماتها القانونية والدولية. حرية الملاحة مفتوحة والقناة يتم إدارتها وفقاً لقواعد الشرعية الدوليةquot;.
من جهة أخرى نفى شكري ما أوردته تقارير تحدثت عن تواجد أمني أميركي في منطقة الحدود بين مصر وغزة لمراقبة ومنع تهريب السلاح الى القطاع،وقال quot;هذا غير صحيح على الإطلاقquot;.وأضاف quot;لا توجد أي قوات أميركية بهذا الشأن على الأراضي المصريةquot;.
كما نفى الدبلوماسي المصري ما تردد عن مؤتمر وشيك للسلام في شرم الشيخ ،وقالquot; ليس بالتأكيد، هذه معلومات تتداولها وسائل الإعلام، أعتقد أنها فقط تكهناتquot;.وشدد شكري على أهمية استئناف جهود السلام والعملية التفاوضية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وحول التطبيع بين إسرائيل والدول العربية قال ان القاهرةquot; تحرص على توصل الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني لاتفاق حول الحل النهائي والتوصل إلى سلام شامل في المنطقة وفقاً للمبادرة العربية، يأتي بعدها التطبيع الكامل للعلاقات بين جميع الدول في منطقة الشرق الأوسطquot;.
التعليقات