من المرجح ان يتطلع الحزب الديمقراطي الاشتراكي في المانيا الى جناحه اليساري بحثا عن الالهام وهو يسعى الى بداية جديدة بعد ان مني بأسوأ هزيمة في الانتخابات في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
برلين: تراجع نصيب الحزب الديمقراطي الاشتراكي بأكثر من 11 نقطة الى 23 في المئة من الاصوات في الانتخابات الاتحادية التي جرت يوم الاحد مما وضع هذا الحزب الذي ينتمي الى يسار الوسط في صفوف المعارضة للمرة الاولى في 11 عاما وأثار نداءات لاجراء تغيير جذري في القمة. وقال هانز فورلاندر باحث العلوم السياسية بجامعة دريسدن quot;اذا اراد ان يصبح في السلطة مرة اخرى فانه سيتعين على الحزب الديمقراطي الاشتراكي ان ينتقل الى اليسار وان يعيد تنظيم قيادته.quot;
والهزيمة الكاملة للحزب الديمقراطي الاشتراكي أعطت للمستشارة المحافظة انجيلا ميركل الفرصة لتشكيل حكومة يمينية مع الحزب الديمقراطي الحر مما خلق معسكرين منفصلين في البرلمان. وجاءت الهزيمة في ذروة الانتقال المتواصل للتأييد من أقدم حزب في المانيا الى الخضر والى الحزب اليساري الذي يتقدمه اوسكار لافونتين الزعيم السابق للحزب الديمقراطي الاشتراكي. وقال ريتشارد شتويس وهو باحث في العلوم السياسية بالجامعة الحرة في برلين quot;تحتاج المعارضة الى اجراء محادثات ائتلاف.quot;
واضاف quot;ولكي تكون فعالة ستحتاج الاحزاب الثلاثة الى اعداد اتجاه مشترك. لكنني أشعر بالقلق من انهم لن يتمكنوا من عمل ذلك وسيختلفون مع بعضهم البعض بدلا من ذلك.quot; وبدأت الانقسامات بين الحزب الديمقراطي الاشتراكي وقاعدته العمالية التقليدية بشأن خفض مخصصات الرعاية عندما كان في السلطة اثناء حكم المستشار جيرهارد شرودر. وعندما خسر بفارق ضئيل لصالح ميركل في عام 2005 اضطر حزبه الى القيام بدور صغير في quot;ائتلاف كبيرquot; من اليمين واليسار.
وخلال السنوات الاربع الماضية سعى الحزب الديمقراطي الاشتراكي الى ان ينأي بنفسه عن المحافظين في حزب ميركل مما ساعد اليسار والخضر على تحقيق نتائج قياسية في الانتخابات التي جرت يوم الاحد حيث حصل الحزبان تقريبا على عدد مقاعد يماثل الحزب الديمقراطي الاشتراكي.
التعليقات